انتكاسة لميركل رغم فوز مرشحها كريستيان فولف
١ يوليو ٢٠١٠أصبح لألمانيا منذ مساء الأربعاء في 30 حزيران/يونيو 2010 رئيسا اتحاديا جديدا خلفا للرئيس المستقيل هورست كولر، هو كريستيان فولف، عاشر رئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادية وثاني كاثوليكي في رئاسة الدولة، وأصغر رئيس بينهم حيث يبلغ من العمر زاحدا وخمسين عاما.
التحضير لحفل القسم للرئيس الجديد فولف
لكن تسلم المنصب رسميا، والدخول إلى قصر الرئاسة "بل فو" في قلب برلين الأخضر (تيمّنا بالغابة المنتشرة في وسط العاصمة)، لن يحصل قبل حفل التنصيب وأداء القسم الدستوري يوم الجمعة في البرلمان الاتحادي ومجلس اتحاد الولايات الألمانية. ولهذا الغرض استقبل رئيس البرلمان نوربت لامرت الرئيس المنتخب للتداول في تفاصيل حفل القسم ومسائل أخرى بحضور عدد من الرؤساء السابقين. وقام فولف قبل ذلك بتفقد قصر الرئاسة بصورة غير رسمية واطلع على مكان العمل الخاص به. وسيسكن الرئيس الجديد مع عائلته في فيللا فخمة في حي دالم الراقي بعدما تقرر قبل 11 عاما إلغاء جناح السكن في القصر. وعُلم أن فولف عرض على خصمه غاوك أن يكون أحد مستشاريه الدائمين، لكن الأخير رفض شاكرا ومعربا عن استعداده للقدوم إليه في حال طلب مشورته في مسألة ما.
وكان فولف سارع فور الإعلان عن فوزه في الدورة الثالثة ب 625 صوتا على منافسه يواخيم غاوك الذي نال494 صوتا إلى الاستقالة من منصبه كرئيس لحكومة ولاية ساكسن المنخفضة لأن الدستور يمنع الجمع بين منصب الرئيس ومنصب آخر مهما كان. وأكد عزمه في كلمة صغيرة القاها على الأثر على بذل جهده للحفاظ على الوحدة الداخلية في البلاد. وعقّب على فوزه الصعب قائلا: "لقد أثبتت التجارب أنني أتعلم من الهزائم أكثر من الفوز".
إجماع على خسارة ميركل رغم فوز مرشحها
وفيما خرجت كل صحف البلاد بعناوين بارزة تركز على أن المستشارة أنغيلا مركل عوقبت من العديد من مندوبي حزبها والحزب الليبرالي المتحالف معها، وبرز ذلك حتى في الدورة الثالثة التي لم يحصل فيها الرئيس المنتخب على كامل أصوات الأكثرية الحكومية البالغة 644 صوتا، استمر تبادل الاتهامات بين المسيحيين والليبراليين حول مسؤولية كل طرف في عدم السيطرة على كامل مندوبيه. وفي المقابل تواصلت على الجانب الآخر الاتهامات بين الحزبين الاشتراكي والخضر من جهة، وحزب اليسار من جهة أخرى، حول من يتحمل مسؤولية عدم الاتفاق على مرشح مشترك للمعارضة وأسباب عدم تبني اليسار ترشيح غاوك.
ورفض الحزب الديمقراطي المسيحي ادعاءات الأمين العام للحزب الليبرالي كريستيان ليندنر بأن ال 44 مندوبا من الائتلاف الحكومي الذين صوتوا لغاوك معظمهم من المسيحيين. واعتبر الرئيس السابق لليبراليين فولفغانغ غيرهاردت أن الائتلاف الحكومي "أفلت من يده مرة أخرى انطلاقة جديدة" مشيرا إلى أن الائتلاف "لم يتمكن من إدارة جملة من المواضيع والاستراتيجيات ومن إيصال رسالته إلى المواطنين". وحضّ الأمين العام هيرمان غروهه الطرفين على توحيد الجهود والمواقف بين المسيحيين والليبراليين قبل فوات الفرصة.
وقالت المستشارة مركل إن على الحكومة أن تثبت الآن قدرتها على العمل نافية أن يكون عملها سيواجه صعوبات بعد انتخاب فولف رئيسا. وكان رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري هورست زيهوفر واضحا أكثر حين طالب ب "قيادة أقوى في الائتلاف القائم" محذرا التحالف المسيحي ـ الليبرالي "من مواصلة العمل كالمعتاد بعد الذي جرى في عملية الانتخاب". وبعد أن دعا "إلى إنهاء النقاشات المبهمة" قال إن المطلوب الآن "إظهار قيادة وقدرة على اتخاذ قرارات". وعبّر عدد من رؤساء حكومات ولايات مسيحية عن خيبة أملهم مما حصل في جلسة الانتخاب وتزمّرهم من الفوضى القائمة داخل الحكومة الاتحادية.
اتهامات متبادلة بين أحزاب اليسار الثلاثة
وعلى الجانب الآخر حمّل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابريال حزب اليسار هزيمة مرشح المعارضة يواخيم غاوك بعد امتناع كامل مندوبي الأخير تقريبا عن التصويت له في الدورة الثالثة (121 من أصل 124 مندوبا). وحول تحفظ اليساريين على غاوك الذي لاحق بعد الوحدة الألمانية عملاء جهاز القمع "شتازي" في ألمانيا الشرقية السابقة قال غابريال إن اليساريين " لم يحرروا أنفسهم بعد من ماضيهم". وذكرت رئيسة الكتلة النيابية لحزب الخضر ريناته كوناست أن تصرَّف حزب اليسار "يفوّت أية فرصة لقيام تحالف أحمر ـ أحمر ـ أخضر في المستقبل". لكن رئيس حزب اليسار كلاوس إيرنست رد على الاتهامات بانتقاد غابريال لعدم الاتصال بحزبه إلا في جلسة الانتخاب رغم أنه يعرف أن عزل الحزب لا يؤدي إلى قيام أكثرية اشتراكية ـ خضراء. وقالت الرئيسة الثانية للحزب غيزينه لوتش إن التحالف بين الأحزاب الثلاثة لا يمكن أن يحصل إلا في حالة المساواة في مناقشة الأمور وتحديد الأهداف المشتركة.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند