انتهاء اجتماع إسرائيلي بشأن تبادل الأسرى مع حماس دون نتائج واضحة
٢٢ ديسمبر ٢٠٠٩سلمت إسرائيل ردها، الذي يتضمن شروطا، على اقتراح حركة حماس لعقد صفقة لتبادل الأسرى مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة. يأتي ذلك بعد أن اختتم المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية اجتماعاته المكثفة في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء (22 ديسمبر / كانون الأول 2009) بشأن صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس المتشددة. وعُقد الاجتماع، الذي جمع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وستة من وزرائه، للمرة الخامسة على التوالي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المواقف داخل المجلس الوزاري السباعي قد انقسمت حول قبول الصفقة من رفضها، فيما اتفقوا على ترك القرار لنتانياهو. وتردد أن الوزراء إيهود براك ودان مريدور وإيلي يشاي يؤيدون صفقة التبادل في حين لا يزال الوزراء بيني بيغين وأفيغدور ليبرمان وموشيه يعالون يعارضونها. وفي حال وافق الوزراء السبعة على الصفقة فإنه يتعين عليهم عرضها أمام مجلس الوزراء بكامل هيئته للتصويت عليها.
انقسام في المواقف الإسرائيلية
وفي تطور لاحق أصدر مكتب رئيس الوزراء عقب اختتام الاجتماع بيانا، جاء فيه أن الوزراء أصدروا توجيهاتهم لفريق التفاوض بشأن استمرار الجهود لضمان العودة الآمنة لجلعاد شاليط. هذا، ومن المقرر أن يسلم الوسيط الألماني حركة حماس اليوم الثلاثاء رد إسرائيل على مطالب الحركة في صفقة تبادل الأسرى. ففي سياق متصل نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية مسؤولة بأن الحكومة سترد بالإيجاب على مقترحات الوسيط الألماني، إلا أنها ستطالب بأن يتم إبعاد جميع السجناء البارزين الذين سيفرج عنهم في إطار صفقة التبادل إلى قطاع غزة أو إلى الخارج.
وأضافت الصحيفة أنه إذا وافقت حركة حماس على الرد الإسرائيلي فسيجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي للبت في الموضوع. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر مصري أن حماس تتجه إلى الموافقة على إتمام الصفقة بنجاح رغم الاختلاف في وجهات النظر بين قياداتها بشأن الأسماء، التي تعرقل إتمام الصفقة. وأفاد المصدر نفسه أن "حماس تستخدم الوقت من أجل تحسين شروطها ليس أكثر"، لكنها في النهاية "سوف توافق على الصفقة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "نفس موقف الحكومة الإسرائيلية"، وأن الأمر "لن يستغرق سوى أيام".
حماس تؤكد بأنها "لن تغلق باب المفاوضات"
من جهتها، اتهمت حركة حماس المتشددة اليوم الثلاثاء الحكومة الإسرائيلية بـ "عرقلة" التوصل إلى اتفاق لتبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لديها بأسرى فلسطينيين، مؤكدة في الوقت نفسه أنها "لن تغلق باب المفاوضات". ووصف المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، اختتام اجتماع المجلس الوزاري المصغر دون اتخاذ قرار في حديث له مع وكالة فرانس برس بأنه "دليل على أن إسرائيل مسؤولة عن عرقلة وتأخير التوصل لاتفاق بشأن تبادل الأسرى". لكنه شدد في الوقت نفسه أبو زهري على أن حركته "لن تغلق باب المفاوضات بهذا الشأن على قاعدة المواقف والشروط التي تتمسك بها الحركة".
وتجرى حماس مفاوضات مكثفة غير مباشرة مع إسرائيل برعاية مصر وألمانيا للإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني من سجون إسرائيل مقابل الإفراج عن شاليط. وكانت تقارير تحدثت في وقت سابق عن أن الخلاف الدائر مع إسرائيل حول صفقة التبادل بات يدور حول عشرة أسماء فقط تطالب حماس بالإفراج عنهم فيما تعتبرهم إسرائيل خطرا على أمنها القومي. وتعتبر مصادر في حماس أن التجاوب الإسرائيلي مع مقترحاتها الأخيرة سيكون الحلقة النهائية في إنجاز صفقة شاليط. وتقول المصادر إن الحركة حصلت على موافقة عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية على استضافة عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إبعادهم بموجب صفقة التبادل مع إسرائيل.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: طارق أنكاي