انطلاق أسبوع الثقافة العربية الثاني في برلين

"نهضة" كان عنوان الأسبوع الثقافي الأول، بينما يُقام أسبوع هذا العام تحت شعار "وثبة". يشرح مدير المعهد ومنسق النشاط د.نزار محمود لـ"دويتشه فيله" أن الشعار اختير لأنه "لا بد لكل نهضة من وثبة، آملا بأن "تحقق الثقافة العربية وثبة ونهضة على المستويين الحضاري والثقافي".

برنامج حافل

تتنوع أنشطة الأسبوع، التي انطلقت في الساعة الخامسة من مساء اليوم الخميس ببرنامج الحديقة الثقافية. وتتضمن هذه الأنشطة موسيقى ودبكات وعروض فولكلورية تقدمها فرقة مركز بيت الشباب والأسرة- مدرسة النور النموذجية. وفرقة رابطة الحولة الفلكلورية وفرقة زرياب التابعة للمعهد الثقافي العربي إضافة إلى خيمة بدوية وحناء وتخطيط وسوق شرقي. ومن أبرز الأنشطة أيضاً معرض جرافيك تحت عنوان: "لمسات متعاشقة" لفولجانج هويفنكل ونجا مهدواي ومعرض صور تحت عنوان: "تناوب النظرات" لمحمود دبدوب وكارل هاينس روثيبيرغر.

غناء وموسيقى وطرب

وسيتم الافتتاح الرسمي لهذه الأنشطة الثقافية مساء اليوم في الثامنة والنصف بقراءة في أعمال المسرحي العراقي الراحل عوني كرومي. وفي اليوم الثاني تعزف فرقة التخت الموسيقية بقيادة محمد عسكري، وفرقة سومر للموسيقى والغناء بقيادة طلال اسماعيل، إضافة إلى تقديم أغاني شرقية يقدمها المطرب ناصر فخري. ويعتبر اليوم الثالث هو يوم السينما، إذ يلقي رئيس جمعية أصدقاء السينما العربية حكيم الهشومي عند الثامنة مساء محاضرة تحت عنوان "مئة سنة سينما مصرية"، ويتم عرض فيلم "ناصر 56".

ومن أهم نشاطات هذا الأسبوع أيضا ندوة حوارية حول "صورة العالم العربي في الإعلام الألماني" يديرها مراسل قناة الجزيرة أكثم سليمان. ويقدم في هذا اليوم أيضا عرض لمسرحية "زواج". وعند الرابعة من اليوم الرابع والأخير لهذا الأسبوع تعقد ندوة حول "الشباب العربي في برلين".

ويكرم الأسبوع الثقافي الثاني الأديب الراحل نجيب محفوظ من خلال محاضرة يلقيها مدير المعهد د.نزار محمود تحت عنوان "نجيب محفوظ حياة وعطاء". بالإضافة إلى تقديم لهانس شيللر عن الأدب العربي الجميل في اللغة الألمانية، كقصة "رحلة ابن فطومة" وقراءة للدكتورة دوريس كيلياس. يختتم البرنامج المنوع لهذه الأنشطة. ورغم الإدارة الشاملة التي تقع على عاتق د. محمود فأن من المتوقع أن يلقي نقص التمويل بظلاله على تلك الفعاليات. عن هذا يقول د. محمود: "إن تجربة الأسبوع ما تزال فتية، إذ يعيق عدم وجود تمويل شامل توسع المشروع أو تمديد أيامه"، لافتا إلى استقطاب أسبوع العام الماضي ألفي زائر ومشارك.

تمويل وممنوعات

يتلقى أسبوع هذه السنة دعم "ورشة أسبوع الثقافات" وليس السفراء العرب وبعثة الجامعة العربية. لكن ماذا عن تكاليف المشروع الذي احتاج إلى نحو ستة أشهر من التحضير؟ يجيب محمود أن الأسبوع الثقافي احتاج إلى تمويل وصل إلى 25 ألف يورو. أما فيما يتعلق بالمحظور تناوله في هذا الأسبوع، فيؤكد د. محمود عدم وجود أي خطوط حمراء في برنامج الأسبوع ولكنك هناك ما يسميه بالتكتيك مشيرا إلى"عدم إمكانية الفصل بين السياسة والثقافة" ثم يلفت إلى "أن أسبوع الثقافة يتجنب الخوض في النقاط الحساسة".

من جهة ثانية يبدو انه يمكن للأسبوع الثقافي العربي أن يتطور في السنوات المقبلة مع تكثيف جهود التنظيم والتنويع المشاركات، ولكن تبقى حواجز معينة تعرقل ذلك، ومنها أنه لم يجد حتى الآن موطئ قدم له في الساحة الثقافية الألمانية وفي إعلامها، وهذا ما يؤكده د.محمود نفسه لافتا إلى أن "الجهات الألمانية الإعلامية لم تهتم به كثيرا حتى الآن. فخلال العام الماضي تمت دعوة أكثر من 40 مؤسسة إعلامية ولم يحدث تجاوب".

جهينة خالدية