انطلاق قمة روسية أوروبية في ظل خلافات حول سوريا
٣ يونيو ٢٠١٣تقام الاثنين (3 حزيران/ يونيو 2013) قمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي قد تكون الأصعب لأنها تنعقد في ظل خلافات حول الأزمة السورية وإمداد أوروبا بالغاز الروسي وحقوق الإنسان.
ويستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الاثنين على مائدة العشاء رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو في مدينة إيكاتيرينبورغ الصناعية في الأورال، والتي تبعد 1500 كيلومتر شرق موسكو.
من جانبها، صرحت كاثرين آشتون، مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي المتوقع مشاركتها في القمة أيضاً، لوكالة إنترفاكس أنها تنوي التطرق إلى قضية حقوق الإنسان وسيرغي مانييتسكي، القانوني في صندوق استثمارات غربي الذي توفي في السجن سنة 2009، وقوانين تعتبرها المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان انتهاكاً للحريات صودق عليها منذ عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين.
وأضافت آشتون: "أعلم أن المنظمات الروسية والمجتمع المدني لا توافق على التسمية المهينة (اعوان الخارج)، في حين أنها ليست كذلك"، مشيرة إلى قانون حول المنظمات غير الحكومية يستهدف خصوصاً جمعية ميموريال للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمة غولوس لمراقبة التزوير الانتخابي.
لكن ممثل روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أعلن لصحيفة "كومرسنت" أن موسكو لا تنوي التطرق مع الاتحاد الأوروبي إلى أي شيء عدا الاقتصاد.
مخاوف من إخفاق القمة
من جانبه، قال أليكسي بوشكوف، رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الدولية، في إشارة إلى قانون زواج مثليي الجنس الذي صادقت عليه فرنسا مؤخراً وأثار سخرية وسائل الإعلام الروسية، إن "الاتحاد الأوروبي أفرط في التحمس على قيمه المزعومة بينما نحن لا نعطيه دروساً حول ما يجب ان يفعله في مجال الأخلاق".
وتوقع المحللون أن لا تحرز القمة تقدماً كبيراً نظراً لهذه الخلافات، إضافة إلى مسألتي سوريا والغاز. وقالت ماريا ليبمان من مركز كارنيغي في موسكو: "مستوى علاقاتنا مع أوروبا هو حالياً الأسوأ خلال حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي بكاملها".
ولم تكن العلاقات بين موسكو وبروكسل على الدوام ودية منذ تولي بوتين السلطة عام 2000، لا سيما أنه مصمم على زيادة نفوذ روسيا وتجاهل الانتقادات الغربية. لكن مع اندلاع النزاع في سوريا، تدهورت العلاقات أكثر من أي وقت مضى، إذ دعم الاتحاد الأوروبي المعارضة فيما ساندت موسكو نظام الرئيس بشار الأسد.
وعرقلت روسيا مرة أخرى نهاية الأسبوع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي اقترحته بريطانيا حول الوضع في بلدة القصير وسط سوريا. وحث وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الجمعة مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيله روسيا على الكف عن تزويد سوريا بالأسلحة لعدم عرقلة مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المقرر في جنيف.
وزاد الوضع تعقيداً عندما ألمح الرئيس السوري بشار الأسد الخميس الماضي إلى أن موسكو بدأت تسلم سوريا صواريخ أرض-جو من طراز "إس-300"، المشابهة لصواريخ باتريوت الأمريكية والتي قد تجعل أي تدخل جوي شديد الصعوبة.
من جانبها، اتهمت موسكو الاتحاد الأوروبي بتشجيع المعارضة السورية على رفض أي حل سلام برفعه الأسبوع الماضي الحظر على تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة. غير أن المحللين يرون أن موسكو وبروكسل قد تحاولان تبديد الخلافات بإصدار بيان يدعم مؤتمر "جنيف 2" الدولي للسلام المقرر عقده بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا.
ومن المواضيع الخلافية أيضاً هيمنة مجموعة غازبروم الروسية العملاقة على سوق الغاز الأوروبية، وهو ما تسعى بروكسل إلى التصدي له. وكتبت صحيفة "كومرسانت" صباح الاثنين أن "القمة التي تفتتح اليوم في إيكاترينبورغ قد تكون من أصعب القمم التي انعقدت خلال السنوات الأخيرة".
م.م/ ي.أ (ا ف ب)