انقطاع الكهرباء في غزة يفاقم المأساة والعزلة
٣ أغسطس ٢٠١٤تتبادل مجموعة من الشباب والفتية والأطفال والنساء في أحد ملاجئ الإيواء (في مدرسة مصطفي حافظ ) التابعة لوكالة وتشغيل اللاجئين (الاونروا)، الحديث عن مشاهداتهم وما حل بهم وتداعيات ذلك مستقبلا. DWعربية كانت بين هؤلاء النازحين الذي افترشوا الأرض بقطع من الورق والفراش المتواضع، واكتظوا في جنبات وغُرف المَدرسة التي فتحت أبوابها للنازحين من المناطق المنكوبة مثل خزاعة وعبسان والقرارة وبني سهيلا فارين من الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي.
على فياض، وأحمد النجار، ومحمود أبو رجيلة، وسالم أبو دقة يجهلون مصير بعض أفراد عائلاتهم المحاصرين في تلك المناطق. ويقول أبو رجيلة لـ DW عربية "منزلنا قصفته المدفعية الإسرائيلية وفقدت ثلاثة من أسرتي ولم نتمكن من التواصل مع باقي العائلة لانقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية الأرضية والجوال" أما أحمد النجار فيتحدث عن وقف إطلاق النار المؤقت "رغم الهُدنات الإنسانية المُعلنة لا نستطيع الذهاب إلى منطقة خزاعة لأنها محاصرة منذ أيام".
انقطاع الكهرباء يفاقم المأساة والعزلة
يشتكي المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي في كافة أنحاء قطاع غزة. فالجيش الإسرائيلي قصف محطة توليد الكهرباء الوحيدة ومخازن الوقود التابعة لها، فضلا على تدمير شبكات الكهرباء والمياه. فباتت غزة في ظلام شبه تام، إذ لا يصل التيار الكهربائي سوى لبعض المناطق جنوب القطاع ولمدة ساعتين فقط يوميا. ويقول النازحون الذين تم اللقاء بهم في ملاجئ الإيواء إلى أن المياه مقطوعة في ملاجئ الإيواء بسبب انقطاع الكهرباء، ويشير سالم أبو دقة إلى صعوبة الحياة في الملجأ بالقول أنهم يعانون من "طوابير لدخول الحمامات، ولا نجد مياه منذ أيام إلا القليل للشُرب وغسل الملابس". ويضيف أن كثيرا من العائلات في الملجأ تشرب مياها غير صالحة للشرب "ما سبب حالات مرضية لدى بعضهم خاصة الأطفال". ويلجا أبو رجيلة وعلي ومحمود إلى المساجد أو المستشفى"لشحن بطارية هواتفهم الخلوية".
تعطل شبكات الاتصال و الانترنت
يحاول النازحون في الملاجئ معرفة مصير أبنائهم وعائلاتهم في مناطق التماس على الحدود الشرقية في قطاع غزة، أو التواصل مع ذويهم في الداخل والخارج لوضعهم في صورة "معاناتهم الإنسانية المتفاقمة". لكن محاولاتهم لا تنجح. ويعتبر النجار وأبو رجيلة وأبو دقة وفياض وآخرون أنهم "معزولون عن العالم الخارجي ولا يمكنهم التواصل من خلال الهواتف أو شبكات التواصل الاجتماعي". ويؤكد عمار العكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، شبكة الموبايل في قطاع غزة قد تعطلت بنسبة 85 بالمائة تقريبا، كما تضررت شبكة شركة الاتصالات الأرضية، ما أدى إلى تعطّل خدمات الاتصال في مناطق عديدة في القطاع، إضافة إلى انقطاع خدمات الاتصال الدولي والانترنت "نتيجة كثافة الهجمات الصاروخية وتوسع دائرة القصف الإسرائيلي، فضلا علي انقطاع الكهرباء، ونفاذ الوقود، مما يعيق عملية إصلاح أضرار الشبكة" يقول العكر.
الإذاعات المحلية وسيلة اتصال
يلجأ أهالي غزة إلى الإذاعات المحلية لمعرفة تطورات الأحداث ومُجرياتها. ويلتف النازحون حول المذياع في انتظار أخبار عن هُدنة إنسانية جادة "تجعلهم يتنفسون الصعداء ولو قليلا لتفقد ذويهم أو استلام مساعدات إنسانية". ويصف النازحون في ملاجئ الإيواء وضعهم "بالكارثي في ظل استهداف الملاجئ في مراكز المدن". ويعتبرون الإذاعات المحلية الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الداخل والخارج.
أما الأطفال الصغار فيتساءلون عن سبب تواجدهم منذ أيام في الملاجئ بعيدا عن منازلهم. يحاول ذووهم إخفاء مشاعر خوفهم و تهدئة هلع ورعب أطفالهم المتزايد وخاصة لدى سماعهم دوي الانفجارات والقصف ولاسيما الليلي منه. وقال بعض الأطفال لـ DWعربية أنهم ينتظرون النهار بفارغ الصبر أملا بالشعور بالأمان، ويحاولون التغلب على خوفهم "باللعب واللهو داخل مدارس الإيواء". ويساعدون ذويهم بجلب المياه من المستشفيات والمساجد من مسافات بعيدة. ويقول الأطفال مثل منى ورهف وعُدي ووائل، إنهم يحلمون بالعودة إلى منازلهم، التي لا يدركون أنها قد دمرت.