باريس تدعو طهران إلى احترام حق التظاهر - وطهران تتهم لندن بالتدخل
٣١ يوليو ٢٠٠٩دعت فرنسا إيران اليوم الجمعة (31 تموز/ يوليو 2009) إلى احترام الحق العالمي بالتظاهر سلميا، مطالبة إياها بالإفراج عن الأشخاص، الذين أوقفوا أمس الخميس خلال التظاهرات في طهران. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فريدريك ديزانيو رداً على سؤال حول موقف فرنسا من تظاهرات الخميس: "نحن ندعو السلطات الإيرانية إلى احترام الحق الأساسي في التظاهر سلميا"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف المسؤول الفرنسي قائلاً: "هذه واحدة من القيم العالمية ونحن نأمل أن يتم الإفراج عن الأشخاص الذين أوقفوا خلال التظاهرات، ومنهم المخرج السينمائي جعفر بناهي". وقال فريديريك ديزانيو: "كذلك سنستمر في المطالبة بالإفراج عن كل الذين اعتقلوا خلال الأسابيع الأخيرة والذين تظاهروا سلمياً للتعبير عن حقهم بشفافية في العملية الانتخابية وفي النتائج المعلنة".
اعتقال 50 شخصاً أحيوا ذكرى ضحايا العنف
وكانت وكالة أنباء العمل الإيرانية "إلنا" شبه الرسمية قد ذكرت اليوم الجمعة أن الشرطة الإيرانية اعتقلت 50 شخصاً بعد تفريق متظاهرين كانوا يحيون ذكرى ضحايا لقوا حتفهم في اشتباكات اندلعت عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد في 12 حزيران/ يونيو. كما فرقت قوات الشرطة والأمن أمس الخميس مراسم مماثلة أقيمت عند مقبرة في جنوب طهران ومناطق أخرى بالعاصمة الإيرانية.
ونقلت الوكالة عن قائد الشرطة في طهران عزيز الله رجب زاده قوله: "تم اعتقال حوالي 50 شخصاً من المشاركين في المراسم التي أقيمت أمس، وأُطلق سراح معظمهم بعد وقت قصير من اعتقالهم". ورفضت السلطات الأسبوع الماضي طلباً قدمه زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي لإقامة مراسم تأبين رسمية في ميدان في وسط العاصمة طهران. ورغم الحظر احتشد المئات حول مقبرة ندا أغاسلطان التي لقيت حتفها خلال مظاهرات الشهر الماضي. كما احتشد الآلاف في أحد ميادين طهران ومناطق أخرى وسط العاصمة، لكن قوات الشرطة والأمن فرقتهم.
اتهام لندن مجدداً بالتدخل في الأزمة الإيرانية
من جهة أخرى اتهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اليوم الجمعة مجدداً بريطانيا وغيرها من دول الغرب "بالتواطؤ في الجرائم" المرتكبة أثناء أعمال العنف التي اندلعت إثر الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متكي قوله في حديث نقله التلفزيون الرسمي الإيراني إن "الدول الغربية والأوروبية تدخلت عبر وسائلها السرية أو العلنية في الانتخابات الإيرانية، وفي مقدمة هذه الدول بريطانيا".
وقال وزير الخارجية الإيراني إن "الدول التي تدخلت في الأزمة عبر تلفزيوناتها وعبر شرح كيفية إثارة أعمال الشغب وكيفية صنع المتفجرات والتحريض على أعمال أخرى عبر إثارة التوتر، كلها متواطئة في كل الجرائم وعمليات القتل المرتكبة، وهي مسؤولة عنها". وسبق أن اتهمت إيران الدول الغربية والأوروبية بتغذية التظاهرات وأعمال العنف، التي أعقبت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل، حيث سقط حوالي 30 قتيلا بحسب حصيلة رسمية. واستهدفت إيران بشكل خاص بريطانيا واحتجزت تسعة موظفين محليين في السفارة البريطانية في طهران لدورهم المفترض في أعمال العنف، لكنها عادت وأفرجت عنهم لاحقا.
(ع.غ/ رويترز/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: سمر كرم