باشاك شهير- أسطورة كروية تركية على نهج ليستر سيتي؟
٥ مايو ٢٠١٧قبل خمس جولات من نهاية الدوري التركي لكرة القدم، يتصدر فريق بشكتاش اسطنبول العريق البطولة برصيد 64 نقطة رغم خسارته الأخيرة أمام باشاك شهير، الذي يشارك حديثا في "دوري السوبر التركي". ويحتل باشاك شهير القادم من اسطنبول أيضا المركز الثاني متأخرا عن بشكتاش بأربع نقاط وبإمكانه أن يفوز بالبطولة، لهذا يجري الحديث حاليا عن ليستر سيتي "التركي"، في إشارة إلى فوز النادي الإنجليزي بلقب البرمييرليغ العام الماضي.
نجاح مثير
تمكن باشاك شهير في 30 أبريل/ نيسان من الفوز على بشكتاش 3-1 في الجولة الـ29 من البطولة التركية وكتب غوكسل غوموسداغ رئيس النادي على موقع تويتر "هذه المباراة كانت صحوة بالنسبة لنا، وسنواصل السباق (على اللقب) حتى النهاية."
ليس الدوري فحسب وإنما هناك أيضا فرصة أمام باشاك شهير للفوز ببطولة كأس تركيا فقد صعد لدور نصف النهائي فيها. ويعود الفضل من الناحية الرياضية لهذا النجاح الرائع إلى المدرب الوطني عبدالله أفجي ابن مدينة اسطنبول، الذي يتولى قيادة باشاك شهير منذ نشأة الفريق عام 2014.
عبدالله أفجي كان أصلا لاعبا في خط الهجوم قبل احترافه التدريب، وبدأت رحلته مع الفريق بعدما ترك تدريب منتخب تركيا عام 2013، واستطاع في وقت قصير أن يصنع فريقا قويا مكونا من لاعبين أتراك وأجانب، وأشهرهم هو النجم التوغولي إيمانويل أديبايور، نجم أرسنال السابق، الذي انضم إلى باشاك شهير في العطلة الشتوية وبرهن على أنه إضافة قوية للفريق التركي. فقد تمكن أديبايور من تسجيل سبعة أهداف في عشر مباريات رسمية لعبها مع الفريق حتى الآن. ومن اللاعبين الأتراك هناك جنكيز أوندور صاحب الـ19 عاما، والذي يعد واحدا من أكبر المواهب التركية الواعدة.
السر هو العلاقات؟
ورغم النجاح الكروي للفريق الاسطنبولي الجديد ما زال أنصاره قلة حتى الآن، ويحضر لمشاهدة مبارياته نحو 3 آلاف متفرج فقط في المتوسط عندما يلعب على أرضه. ويتحدث منتقدو وكارهو باشك شهير قائلين إن سر نجاحه يكمن في علاقة تربط بين الفريق وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. ويتوقع راينهارد نويمان، المحرر بوكالة الأخبار الألمانية "د ب أ" أن يكون الرئيس أردوغان سعيدا بتطور الفريق. فقد ارتدى أردوغان قميص باشاك شهير خلال افتتاح ملعب "فاتح تريم" في ضاحية باشاك شهير باسطنبول في نفس العام، الذي تأسس فيه النادي وحمل أردوغان رقم 12، في مباراة سجل فيها أردوغان ثلاثة أهداف، ومنذ ذلك الحين لا يرتدي أي لاعب في الفريق هذا الرقم.
كما أن أكبر رعاة النادي شخصية مقربة جدا من الرئيس التركي. والأكثر من ذلك أن رئيس باشاك شهير، غوكسل غوموسداغ، متزوج من إحدى أقارب زوجة أردوغان، وكان الرئيس التركي نفسه شاهدا على عقد الزواج. كما أن الاتحاد التركي لكرة القدم هو الآخر قريب من الحكومة.
حديث عن "تمثيلية"!
كل هذه الأشياء تثير نقاشات في كرة القدم التركية ومن أحدثها مثلا ما وقع بشأن شجار بين اللاعب إمرى بلوزأوغلو، قائد باشاك شهير، وأحد المشجعين خارج أسوار المعلب قبل مباراة أمام نادي تشايكور ريزا سبور.
فعندما شرع اثنان من الصحفيين في تسجيل الشجار بالفيديو هاجمهما عدد من لاعبي الفريق واعتدوا عليهما. وقد أثارت تلك الواقعة لغطا كبيرا بعدما سجلتها كاميرات المراقبة. ولإزالة الضرر، الذي لحق بسمعة باشاك شهير بسبب ما حدث قام النادي بدعوة الضحيتين لكي يقدم اللاعبون لهما الاعتذار أمام الكاميرات المفتوحة، حسب ما ذكر راينهارد نويمان.
الاتحاد التركي لم يسكت بشأن ما وقع من اللاعبين وإنما أصدر عقوبات صارمة، لكن رغم ذلك وصفها الخبير التلفزيوني مهمت دميركول بأنها "تمثيلية".
والسبب هو أن من شاركوا في الاعتداء على الصحفيين بصفة رئيسية كانوا ثلاثة لاعبين هم: أوفوك جيلان الحارس الاحتياطي، والمدافع يالسين أيهان، والحارس الأساسي فولكان باباجان، حارس منتخب تركيا. وقام الاتحاد التركي بإيقاف الحارس الاحتياطي والمدافع خمس مباريات، أما باباجان، وهو أهمهم، فتم إيقافه لمباراة واحدة فقط وتمكن من اللحاق بمباراة بشكتاش التي انتهت بفوز عريض لباشاك شهير وإعادة الإثارة إلى الصراع على لقب الدوري.
أما اللاعب الدولي السابق وخبير التحليل التلفزيوني الحالي رضوان ديلمان فوصف ما حدث بأنه "أزدواج في المعايير" وقال: "لقد تم عمل مسرحية وباشاك شهير اتفق مع اتحاد كرة القدم، وهذه هي النتيجة." وأضاف ديلمان "عندما لا تكون هناك عدالة، ماذا ستستفيد حتى لو أصبحت بطلا (للدوري)."
ص.ش / ح.ز(د ب أ، DW)