بالصور: أهم أحداث مونديال جنوب إفريقيا 2010
١٢ يوليو ٢٠١٠في مساء الحادي عشر من يوليو 2010، اسدل الستار على النسخة التاسعة عشرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم ، بعدما أن استغرقت شهرا كاملا من المنافسات على أرض القارة السمراء وأقيم النهائي على ملعب "سوكر سيتي" بجوهانسبورغ بين إسبانيا وهولندا، ما يعني أن الكأس الذهبية ستبقى في أوروبا، بعدما كانت بحوزة إيطاليا...
دخل المنتخب الإسباني عتبة التاريخ، عندما نال لأول مرة في تاريخه لقب بطل العالم لكرة القدم في مباراة عصيبة توجت بطولة شحيحة من الأهداف....
هوية بطل العالم 2010، حددها وسط الميدان وتحديدا عبر إنيستا، نجم برشلونة الذي أهدى بلاده أول لقب عالمي في تاريخها. وجاء ذلك على حساب هولندا التي كانت هي الأخرى تسعى إلى المجد وإلى أول لقب في تاريخها.
شجاعة كبيرة ميزت أحد المشجعين الذي اعتقد أنه قادر على سرقة الكأس الذهبية بوزن ستة كيلوجرامات، لكن أجهزة الأمن كانوا له بالمرصاد.
وقبيل انطلاق النهائي، ودعت الدولة المنظمة جنوب إفريقيا العالم بعبارات الشكر بعدد من لغات العالم...
كما بلغ الحفل الختامي ذروته، بحضور الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا الذي طاف بسيارته أرجاء "سوكر سيتي"...
وفور تتويج إسبانيا بطلة العالم لبطولة جنوب إفريقيا، اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا المهاجم الألماني توماس مولر كأفضل هدافي البطولة (رصيد خمسة أهداف)، كما منح "الحذاء الذهبي" وذلك إلى جانب جائزة أفضل لاعب صاعد.
أما لقب أفضل لاعب في البطولة، فلم يمنح إلى أي من النجوم الإسبان أو الهولنديين، وإنما إلى المهاجم الأوروغوياني دييغو فورلان الذي تألق بشكل كبير في هذه البطولة. وشكل إلى جانب منتخب بلاده الأوروغواي مفاجأة النسخة الإفريقية من دون منازع، ببلوغه المربع الذهبي.
أما "القفاز الذهبي" أو جائزة أفضل حارس مرمى فعادت إلى الأسطورة الإسبانية إيكا كاسياس.
المركز الثالث كان من نصيب المنتخب الألماني الغني بالمواهب الصاعدة. بعد أن هزم الأوروغواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين....
لكنه كان يسعى إلى أكثر من ذلك. وتحديدا إلى بلوغ النهائي والفوز باللقب بعد مغامرته المتألقة في مونديال جنوب إفريقيا، خاصة وأنه أزاح الكبار. لكن إسبانيا أصابت ألمانيا في مقتل، حين أطاحت بالحلم الكبير عند الدور نصف النهائي..
هزيمة تنبأ لها الأخطبوط "العراف" باول، ما دفع بعض الألمان إلى المطالبة بقتله وطهيه في أكلة "بايليا".
أما هولندا، فأثبتت جدارتها ببلوغ المربع الذهبي وقدمت أداءا هجوميا رائعا. كما أنها تأهلت إلى النهائي لأول مرة منذ 32 عاما، وكان ذلك على حساب الأوروغواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين....
كما نجحت "الطواحين البرتقالية" في إقصاء بطل العالم المنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي، وهو ما سبب مفاجأة مدوية في مونديال جنوب إفريقيا، وصدمة مريرة لعشاق رقصة السامبا.
ولم يصل دونغا مدرب المنتخب البرازيلي وحده إلى نهاية المشوار، لكن رافقه أيضا الأسطورة دييغو مارادونا، في الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن الأخير سيحقق الثنائية وسيصبح بطلا للعالم كمدرب، كما فاز بذلك كلاعب في ثماننيات القرن الماضي. غير أن مارادونا اصطدم بحاجز ألماني صلب، وهزم أمام المانشافت برباعية نظيفة.
بعدما خرجت المنتخبات الإفريقية الخمسة المشاركة في البطولة من الدور الأول، بما فيها أصحاب الأرض منتخب "بافانا بافانا"، أصبح منتخب غانا أمل القارة السمراء برمتها في بلوغ المربع الذهبي في بطولة أقيمت لأول مرة على أرضهم.
وكاد المنتخب الغاني في الدور ربع النهائي الفوز على منافسه الأوروغوياني، لولا غيان أسامور الذي أضاع في الثواني الأخيرة من التمديد ضربة جزاء. وفي ضربات الجزاء فازت الأوروغواي وخرجت غانا من البطولة...وتبخر الحلم الأسمر.
حلم آخر تبخر، وكان للمنتخب البرتغالي صاحب المركز الثالث في التصنيف العالمي للفيفا. وذلك عندما انهزم في دور الستة عشر نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو وزملاءه أمام بطلة أوروبا وبطل العالم لاحقا بهدف دون رد.
في المقابل، أطاح المانشافت بمنتخب مدجج بنجوم الساحرة المستديرة، إنه المنتخب الانكليزي الذي اعتقد الجميع أنه وبقيادة فابيو كابيلو سيحقق ما لم يحققه في البطولات السابقة. لكنه انهزم بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. وأحرز هدفا ثاني عبر لامبارد؛ غير أنه لم يحتسب من قبل الحكم. ومثل ذلك ذروة الأخطاء التحكيمية التي عرفتها البطولة.
وأعاد الهدف غير المحتسب لانكلترا النقاش حول ضرورة استخدام التكنولوجيا. ولأول مرة يقر رئيس الفيفا جوزيف بلاتر أنه سيتم التفكير في آليات تقنية تساعد على عملية التحكيم في البطولات اللاحقة.
ومن مفاجآت البطولة خروج حامل اللقب لأول مرة من الدور الأول. إذ أقصيت إيطاليا وأردفت دموعها "أمام أداء مخزي" بعد تعادلين وهزيمة.
وصيفة إيطاليا، فرنسا واجهت نفس المصير، إذ خرجت بدورها من الدور الأول بعد أن حل "العار" بصفوف الديوك، عقب مشاجرة بين مهاجم تشيلسي نيكولاس أنيلكا والمدرب رايمون دومينك. أسفرت عن طرد المهاجم الفرنسي من صفوف المنتخب. بعد ذلك امتنع المنتخب من المشاركة في الحصص التدريبية دعما لأنيلكا.
النجم النيجيري ساني كايتا عبر عما كان يشعر به اللاعبون الأفارقة بعد إقصائهم من الدور الأول
أما ممثل العرب الوحيد في البطولة، فقد أبلى بلاءا حسنا، لكن عقمه الهجومي لم يسعفه على التأهل إلى الدور اللاحق.
جابولاني، هي الكرة الرسمية لمونديال جنوب إفريقيا وكانت منتوجا لشركة "أديداس" الألمانية. ووجهت إليها انتقادات عديدة، كونها لزجة وخفيفة الوزن لأنها من مواد اصطناعية. وقيل أنها السبب وراء الأخطاء الفادحة التي وقع فيها حراس المرمى في دور المجموعات.
وبدأ العرس الكروي في الحادي عشر من الشهر الماضي، بشعار "العالم يعود إلى مهده"، في إشارة إلى أن إفريقيا مهد البشرية ومنها انطلقت الرحلة الانسانية.
احتفالات إفريقية وإيقاعات خاصة في مونديال اعتبر واحدة من أنجح الدورات التي أقيمت في تاريخ بطولة كأس العالم.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: حسن زنيند