بالصور: فرانس بيكنباور- مسيرة فريدة
١٣ أغسطس ٢٠١٠فرانس بيكنباور أو "القيصر" كما يعرف داخل وخارج ألمانيا، أصبح على مدى خمسة عقود وجه كرة القدم الألمانية. وقد قدم لكرة القدم الكثير، ومنحته هي الشهرة والنجاح: رصيد طويل من الألقاب، كدرع الدوري الذي فاز به عام 1969 مع فريق بايرن ميونخ الألماني، ولم يكن بطبيعة الحال اللقب الوحيد...
فاز بيكنباور أربع مرات بلقب الدوري، وجميعها مع الفريق البافاري. ونفس الشيء حققه مع هامبورغ 1982. وبين عامي 1965 و1977 خاض بيكنباور 103 مباراة. وفي الثلاثين من يونيو/ حزيران 1966 انهزم مع منتخب بلاده أمام نظيره الانكليزي بمجموع أربعة أهداف مقابل هدفين بعد التمديد. وهي المباراة التي شهدت هدف ويمبلي الشهير.
وفي مونديال المكسيك 1970، نجح المنتخب الألماني في مدينة ليون بالثأر لهزيمته قبل سنوات. وحدث ذلك في الدور ربع النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد التمديد. وتُظهر الصورة طبيب المنتخب الألماني وهو يعالج حارس المرمى تسب ماير أمام أعين بيكنباور وحكم المباراة. غير أن ألمانيا في نهاية المطاف، انهزمت أمام إيطاليا في نصف النهائي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. وبعدها انهزمت في النهائي أمام البرازيل التي توجت بطلة للعالم.
وفي مونديال 1974، والذي نظمته ألمانيا الغربية سابقا، قاد بيكنباور منتخب بلاده إلى أن بلغ النهائي. وذلك بعد أن انهزم في الدور الأول أمام منتخب ألمانيا الشرقية السابق بهدف من دون رد.
وعلى ملعب ميونخ الأولمبي فاز منتخب ألمانيا الغربية في السابع من يوليو 1974 على هولندا في مباراة النهائي بهدفين مقابل هدف واحد، وتوج بطلا للعالم. وفي الصورة نرى بيكنباور يحمل الكأس الذهبية وتسب ماير يقبلها وفي الوسط رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم آنذاك هيرمان غروسمان.
1972 يقود بيكنباور منتخب بلاده إلى الفوز بلقب بطولة أوروبا على حساب الاتحاد السوفياتي. وفي 1977 رحل بيكنباور عن الفريق البافاري وانتقل إلى كوسموس الأمريكي بموجب عقد كانت قيمته خيالية آنذاك (مليوني دولار أمريكي). وكان يحمل مع فريقه الجديد آنذاك قميص رقم ستة، كما فاز معه ببطولة الدوري المحلي في عام 1977 و1978 و1980.
حوار بين أسطورتين في عالم كرة القدم: بيكنباور وبيله. وكان ذلك في نوفمبر1982 في نيويورك. وفاز البطلان معا ضمن صفوف فريق كوسموس ببطولة الدوري 1977، وبعدها اختير بيله من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم/ فيفا كأفضل لاعب في العالم في ذلك العام.
1984 أصبح اللاعب النجم مدربا للمنتخب الألماني. وبعد عامين، تعثر المنتخب الألماني أمام نظيره الأرجنتيني في نهائي مونديال المكسيك 1986، وانهزم أمامه بثلاثة أهداف مقابل هدفين. غير أنه وفي دورة إيطاليا اللاحقة حقق بيكنباور المعجزة وقاد المنتخب الألماني لكرة القدم إلى مباراة النهائي، ثم توج بعدها بطلا للعالم، وكان ذلك على حساب الأرجنتين بهدف دون مقابل.
أصبح بيكنباور ثان شخصية بعد ماريو زاغالو، تفوز كلاعب وكمدرب ببطولة كأس العالم لكرة القدم. وبعد الفوز باللقب اختفى بيكنباور فجأة في كابينة اللاعبين، تاركا عدسة المصورين تبحث عنه. بعدها تخلى بيكنباور عن مهمة تدريب للمنتخب الألماني.
1991 قاد بيكنباور نادي مارسيليا الفرنسي إلى بطولة الدوري المحلي. ثم تركه ليعود إلى ناديه الأول، نادي بايرن ميونخ الألماني، إذ فاز معه بالدوري المحلي عام 1994 وبطولة الدوري الأوروبي 1996.
يعرف بيكنباور بشغفه الكبير لرياضة الغولف. كما أنه استغل شهرته الواسعة بنجاح لولوج عالم الصحافة والإعلام، فشارك في العديد من البرامج التلفزية وكتب المئات من المقالات التحليلية حول كرة القدم.
قاد بيكنباور حملة واسعة في أوساط الفيفا، ليضمن لبلاده ألمانيا شرف استضافة مونديال 2006. وبعد أن كان له ما أراد، اختير رئيسا للجنة المنظمة لكأس العالم. وعندها طاف مسافة 132276 كيلومتر، أي أنه طاف العالم ثلاثة مرات، وكل هذا أثناء الفترة التحضيرية والأخرى المواكبة لمونديال ألمانيا 2006.
بيكنباور يهنئ المدرب السابق للمنتخب الألماني يورغن كلينسمان، بعد أن فاز الأخير مع المانشافت بالمركز الثالث في بطولة العالم 2006على حساب البرتغال بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم. وقدم المنتخب الألماني أداءا رائعا في هذه البطولة في الوقت الذي توقع الجميع أنه سيخرج من الدور الأول.
عمل بيكنباور رئيسا للنادي البافاري من عام 1994 إلى غاية 2009. وهي الفترة التي فاز فيها الفريق بأكثر ألقابه وحظي بمزيد من الشهرة الدولية والأوروبية. وأصبح اليوم الرئيس الشرفي للفريق ذاته والقائد الشرفي للمنتخب الألماني. كما أنه ومنذ عام 2007 يعد عضوا في اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم/ فيفا.
ورغم أنه على أهبة الاحتفال بعيد ميلاده الخامس والستين، إلا أنه دائما في خدمة كرة القدم، خاصة وإن تعلق الأمر بالتظاهرات العالمية التي تحضنها بلاده كبطولة العالم لكرة القدم للسيدات 2011.
بيكنباور رفقة زوجته هاديه. ولقد تزوج القيصر ثلاث مرات، ورزق بستة أطفال. وانتقل منذ 1982 للعيش في محافظة تيرول النمساوية. والغريب أن الشارع الذي يقع فيه بيته، يحمل إسم "شارع القيصر".
الكاتبة: أرنولف بوتشار/ وفاق بنكيران
مراجعة: هيثم عبد العظيم