بالوتيلي: من "ولد عاق" إلى "سوبر ماريو"

حطت مساء اليوم الجمعة (29 حزيران/ يونيو 2012) طائرة المنتخب الألماني لكرة القدم الرحال في مطار فرانكفورت عوض مطار العاصمة كييف الذي سيشهد يوم الأحد القادم نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا. فألمانيا خرجت رسميا من البطولة، والمدير الفني يوآخيم لوف أكد عند وصوله إلى ألمانيا أنه يتحمل المسؤولية كاملة عن هزيمة منتخب بلاده أمام نظيره الإيطالي في مباراة نصف النهائي التي أقيمت يوم أمس على ملعب وارسو، وانتهت بفوز إيطاليا بهدفين مقابل هدف. ونفى المدرب الألماني أي نية له في فسخ عقده مع الاتحاد الألماني لكرة القدم الذي سيستمر حتى بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

اللّعنة الإيطالية

ومرة أخرى واجه المنتخب الإيطالي نظيره الألماني، ومرة أخرى لقن الأخير المانشافت درسا موجعا في كرة القدم، لتضاف خيبة جديدة يوم أمس الخميس (29 حزيران/ يونيو 2012) إلى مسلسل الهزائم السابقة التي مني بها المنتخب الألماني أمام نظيره الإيطالي، وكانت من أبرزها مباراة نصف نهائي مونديال 2006 (2-0)، حين صعدت إيطاليا إلى نهائي البطولة وتوجت فيما بعد بطلة للعالم على حساب فرنسا.

وبالنسبة لألمانيا حمل كابوس يوم أمس إسم ماريو بالوتيلي، المهاجم الرهيب الذي أحرز في 16 دقيقة (20، 36) هدفين قاتلين. بعد ذلك باءت جميع محاولات الألمان لتحقيق التعادل في الشوط الثاني بالفشل، عدا هدف حفظ ماء الوجه الذي أحرزه مسعود أوزيل من ضربة جزاء.

ولا عجب أن تركز الصحافة الإيطالية صباح اليوم الجمعة على بالوتيلي، المهاجم الذي اشتهر بلقب "الولد العاق" (Bad boy) بسبب مزاجه المتقلب والعنيف في حق زملائه ومنافسيه، لكنه أصبح "سوبر ماريو"، البطل الذي أهدى إيطاليا بطاقة بلوغ نهائي البطولة لتواجه إسبانيا بطلة العالم يوم الأحد القادم على ملعب العاصمة الأوكرانية كييف.

وبمجرد تسجيل الهدف الثاني في شباك مانويل نوير، خلع مهاجم مانشستر سيتي قميصه ووقف جامدا باعتزاز لينتظر قدوم زملائه لمعانقته وتهنئته،. وتحول هذا المشهد إلى أكثر صور البطولة إثارة، بينما علق المدرب الإيطالي سيزار برينديلي على ثنائية بالوتيلي بالقول: "إنه لاعب رائع، ومسيرته الكروية انطلقت يوم أمس". ورفع المهاجم الايطالي رصيده إلى ثلاثة أهداف. وهو الرصيد ذاته المتواجد بحوزة أربعة مهاجمين آخرين من منتخبات خرجت سلفا من البطولة. ويسعى بالوتيلي بالحفاظ على تفوقه على لاعبي المنتخب الإسباني سيسك فابريجاس وتشابي ألونسو وفيرناندو توريس، حيث سجل كل منهم هدفين حتى الآن.

انتقادات لاذعة للوف

يذكر أن الصحافة الألمانية الصادرة صباح اليوم وجهت انتقادات شديدة اللهجة للمدرب يوآخيم لوف بخصوص التشكيلة الأساسية التي اختارها لمواجهة إيطاليا والتي اعتمد فيها على لوكاس بودولسكي وماريو غوميز كجناحي هجوم. وكلاهما ظهر بمستوى هزيل في المباراة؛ بينما أشرك لوف أيضا لاعب خط الوسط توني كروس. وهو ما شكل حسب صحيفة بيلد الشعبية الواسعة الانتشار عائقا أمام صانع ألعاب المنتخب مسعود أوزيل "لافتقاده وجود ميروسلاف كلوزه في الهجوم، ولتشابك اختصاصاته مع كروس".

وخاض المنتخب الألماني مباراة مخيبة للآمال، خاصة الشوط الأول منها، إذ ترك الألمان الفرصة للإيطاليين للسيطرة على وسط الملعب عوض الضغط عبر الأداء السريع كما توعد المدرب لوف الإيطاليين في العديد من المناسبات. صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" تساءلت بشكل مباشر عن مدى قدرة لوف على تحفيز لاعبيه في المباريات الحاسمة، وعن أسباب إخفاقه "في استخراج شيء مثير من لاعبيه في اللحظات الحاسمة".

يشار إلى أن المنتخب الألماني بقيادة لوف سبق له أن خسر أمام المنتخب الإسباني في المباراة النهائية لبطولة يورو 2008، ثم في الدور قبل النهائي لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وأمام إيطاليا في الدور قبل النهائي لكأس العالم 2006 عندما كان لوف مساعدا لسلفه يورغن كلينسمان في تدريب الفريق.

(و.ب/ د.ب.أ/ أ.ف.ب)

مراجعة: أحمد حسو