بايدن في السعودية.. يصافح ولي العهد ويجتمع مع الملك بحضوره
١٥ يوليو ٢٠٢٢التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى جدة اليوم الجمعة (15 تموز/يوليو 2022)، في بداية زيارة محورية لمناقشة قضايا الطاقة والسياسة والعلاقات بين الخليج وواشنطن، تشكّل تراجعًا عن تعهده خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة الى دولة "منبوذة".
وكان في استقباله في مطار جدة، الذي وصل إليه قادمًا من إسرائيل في أول رحلة مباشرة بين البلدين، أمير منطقة مكة خالد الفيصل والسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر. وفي وقت لاحق استقبله ولي العهد في قصر السلام بجدة، في لقاء ينهي مقاطعة الرئاسة الأمريكية للأمير الشاب على خلفية قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأظهرت لقطات مصوّرة بثتها وسائل إعلام رسمية الأمير محمد، الحاكم الفعلي للبلاد، مرحّبًا ببايدن عند أحد مداخل القصر الملكي في المدينة الساحلية غرب البلاد، قبل أن يطرق كل منهما قبضته بقبضة الآخر ويسيران جنبًا إلى جنب وهما يبتسمان.
وعمل المسؤولون في البيت الأبيض جاهدين لتحديد الشكل الذي سيبدو عليه لقاء بايدن وولي العهد السعودي، وفي النهاية، جاءت المصافحة بقبضة اليد أمام قصر العاهل السعودي في جدة والتي من المرجح أن تكون الصورة الأشهر في زيارة الرئيس الأمريكي.
وقال البيت الأبيض إن بايدن سيسعى للحد من الاتصال المباشر، مثل المصافحة بالأيدي، في زيارتيه لإسرائيل والسعودية هذا الأسبوع بسبب مخاطر جائحة كوفيد-19. لكن بايدن، السياسي الذي يحب عادة أن يربت على ظهور مستقبليه وتحمل مخاطر إبداء سمة التواضع، شوهد وهو يكرر المصافحة باليد خلال زيارته لإسرائيل ضمن جولة الشرق الأوسط.
وخلال وجوده في جدة، التقى بايدن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز (86 عامًا) قبل أن يشارك في "جلسة عمل" وزارية برئاسة ولي العهد (36 عامًا). وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه في لقاء بايدن مع الملك سلمان، "جرى استعراض العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات".
رفع إنتاج النفط مقابل "تسوية" في قضية خاشقجي؟
وتريد واشنطن أن تقنع السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم، بأن تفتح الباب لزيادة انتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي يهدد فرص الديمقراطيين في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ولذلك يبدو الآن أن بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا استراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وموردًا رئيسيًا للنفط ومشتريًا متعطشًا للأسلحة، رغم قضية مقتل خاشقجي.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن غدا السبت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى قادة مصر والأردن والعراق لمناقشة أسعار النفط المتقلبة ودور واشنطن في المنطقة.
تقارب سعودي مع إسرائيل؟
وتثير زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط تكهنات حول تقارب محتمل مع السعودية بعد تطبيع أربع دول عربية خلال السنتين الماضيتين علاقاتها مع إسرائيل، وبعد مؤشرات الى محاولات لإحداث تغيير إيجابي في الرأي العام السعودي إزاء هذه المسألة. وقبل وصوله إلى المملكة، أعلنت الرياض فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، في بادرة حسن نيّة واضحة تجاه إسرائيل. وسارع بايدن إلى الإشادة بهذا القرار، واصفًا إيّاه بأنّه "تاريخي".
وقالت هيئة الطيران المدني السعوديّة في بيان على تويتر، إنّها قرّرت "فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية" التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد. ويرفع هذا الإعلان فعليًا قيود تحليق الطائرات من إسرائيل وإليها. ورحبت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بقرار السعودية. كما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بايدن على "مفاوضات دبلوماسية طويلة ومكثفة وسرية بين السعودية والولايات المتحدة" للوصول إلى هذا الإعلان.
لكن على الرغم من مؤشرات التقارب، لطالما ردد الملك سلمان في خطاباته أنّ المملكة يمكن أن تطبع العلاقات مع إسرائيل فقط حين تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وتمثل جدة المحطة الأخيرة في جولة بايدن في الشرق الأوسط بعد محادثات أجراها الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين في اليوم السابق. وأكد بايدن، وهو يقف إلى جانب عباس، التزامه بحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال إنه "يجب أن يكون هناك أفق سياسي يستطيع الشعب الفلسطيني رؤيته بالفعل"، مضيفًا أنه يدرك أن حل الدولتين قد يكون "بعيد المنال".
م.ع.ح/ع.ج (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)