بايدن: مفاوضات التوصل لاتفاق بشأن غزة على وشك النجاح

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين (13 كانون الثاني/يناير 2025) أن الأطراف "على وشك" إبرام اتفاق هدنة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال بايدن خلال خطاب ألقاه في وزارة الخارجية حول سجله الدبلوماسي: "نحن على وشك أن نرى اقتراحاً طرحته بالتفصيل قبل عدة أشهر يؤتي ثماره أخيراً"، مؤكداً أن إدارته تعمل "بشكل عاجل على إبرام هذا الاتفاق" قبل أسبوع من تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض.

وكان مستشاره للأمن القومي جايك سوليفان أعلن في وقت سايق عن احتمال التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة "خلال الأسبوع الحالي". وقال سوليفان: "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع. أنا لا أقطع وعداً أو أتنبّأ، لكن الاحتمال قائم، وسنعمل على ترجمته واقعاً".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) إن الجانبين "أقرب" للتوصل إلى اتفاق أكثر "مما كنا عليه في أي وقت مضى، وأن الكرة في ملعب حماس. وأضاف "نحن متفائلون للغاية بأننا سنتمكن من الوصول إلى خط النهاية أخيراً بعد كل هذا الوقت"، موضحاً أن الصفقة المقترحة تستند إلى إطار عمل طرحه بايدن في أيار/مايو.

وقال بلينكن إن المفاوضين يريدون التأكد من أن ترامب سيستمر في دعم الصفقة المطروحة على الطاولة، لذا فإن مشاركة ويتكوف "حاسمة".

ويشار أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

مسؤول: تسليم مسودة نهائية لإسرائيل وحماس

في غضون ذلك قال مسؤول مطلع على مفاوضات وقف القتال في غزة إن الوسطاء سلموا إسرائيل وحركة حماس مسودة "نهائية" لوقف الحرب في القطاع عقب "انفراجة" تحققت بعد منتصف الليل في محادثات حضرها مبعوثا الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وقال المسؤول المطلع الذي رفض نشر اسمه إن قطر قدمت للجانبين مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن خلال محادثات في الدوحة جرت بمشاركة رئيسي الموساد والشين بيت ورئيس وزراء قطر.

وأضاف المسؤول أن هناك جولة أخرى من المحادثات مقررة في الدوحة صباح غد الثلاثاء لاستكمال التفاصيل المتبقية، ومن المتوقع أن يحضرها مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوث بايدن بريت ماكغورك، مثلما حدث اليوم الاثنين.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المفاوضات في مراحل متقدمة للإفراج عن ما يصل إلى 33 رهينة في إطار الصفقة.

وقال الديوان الأميري القطري اليوم إن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل وفداً من حماس بقيادة المسؤول الكبير في الحركة خليل الحية لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وسط آمال في قرب التوصل إلى اتفاق.

وأضاف الديوان الأميري "جرى خلال المقابلة، استعراض آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الهادفة إلى تحقيق هدنة طويلة الأمد في القطاع".

بدورها نقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) عن مسؤول إسرائيلي القول إن وفدي إسرائيل وحماس في قطر تلقيا مسودة الاتفاق وإن الوفد الإسرائيلي أطلع زعماء إسرائيل عليها.

ولم ترد إسرائيل ولا حماس ولا وزارة الخارجية القطرية على طلبات للحصول على تأكيد أو تعليق. ورغم امتناعهم عن تأكيد التوصل إلى مسودة نهائية، أفاد المسؤولون من الجانبين بإحراز تقدم.

وقال مسؤول في حماس لرويترز إن المحادثات بشأن قضايا رئيسية تتعلق باتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حققت تقدما. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية المسألة "المفاوضات حققت تقدما في قضايا رئيسية ونعمل لاستكمال ما تبقى قريباً".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن المفاوضات يجري تنسيقها بين فريقي بايدن وترامب. وأضاف ساعر في مؤتمر صحفي "هناك تقدم، يبدو أفضل بكثير من السابق. أريد أن أشكر أصدقاءنا الأمريكيين على الجهود المضنية التي يبذلونها للتوصل إلى اتفاق لتحرير سراح الرهائن".

وتبذل الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود وساطة منذ ما يزيد على عام لإنهاء الحرب في قطاع غزة لكن دون نتيجة حتى الآن.

وفي القاهرة قال مسؤول أمني مصري لرويترز إن المسودة التي أرسلت إلى إسرائيل وحماس لا تشكل الاتفاق النهائي لكنها تهدف إلى حل القضايا العالقة التي عرقلت المفاوضات في السابق. وقال سوليفان إن بايدن سيتحدث قريبا إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن المفاوضات.

"أبواب الجحيم"

ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه تم إبلاغ مؤسسات حكومية إسرائيلية بالاستعداد لاستقبال مرضى من الرهائن. ولم يرد متحدث باسم وزارة الصحة الإسرائيلية حتى الآن على طلب للتعليق.

ويُنظر على نطاق واسع في المنطقة إلى تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني باعتباره موعداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق. وحذر الرئيس المنتخب من أن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يُفرج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه. كما ضغط بايدن بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل مغادرته المنصب.

وقال المسؤول المطلع على المفاوضات والذي كان أول من كشف أمر المسودة إن المحادثات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، إذ تولى ويتكوف مبعوث ترامب مهمة حث الوفد الإسرائيلي في الدوحة على الموافقة بينما تولى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دفع مسؤولي حماس للتوصل لاتفاق.

خ.س/أ.ح/ ز.أ.ب (أ ف ب، رويترز)