بايدن يدعو إسرائيل إلى "حماية" مستشفى الشفاء في غزة
١٤ نوفمبر ٢٠٢٣دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين إسرائيل إلى "حماية" مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزة، في وقت تستمر المعارك العنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس حول هذا المجمع.
وقال بايدن للصحافيين في المكتب البيضوي حين سئل عما إذا كان أعرب عن قلقه لإسرائيل، "ينبغي حماية المستشفى". وأضاف "آمل وأتوقع إجراءات أقلّ تدخلاً في ما يتعلق بالمستشفى". وأكّد الرئيس الأمريكي أنّه "على تواصل مع الإسرائيليين" حول هذا الموضوع. وأوضح بايدن أن اتفاقاً "للإفراج عن أسرى" لا يزال قيد التفاوض بمساعدة قطر.
ويعاني مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزة، من انقطاع الماء والكهرباء منذ أيام، ويأمل العالقون فيه مغادرته لكنّ القتال يحتدم في محيطه. وتواجه مستشفيات أخرى الوضع نفسه.
وأعلنت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس عن ارتفاع حصيلة الوفيات في مستشفى الشفاء بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ السبت إلى 34 بينهم 27 مريضاً في العناية المكثفة و7 من الأطفال الخدج.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان إنّ الولايات المتّحدة أثارت مسألة مستشفيات غزة في محادثاتها مع حليفتها إسرائيل.
وأضاف في مؤتمر صحافي "لا نريد أن نرى معارك في المستشفيات". وتابع "نريد أن يكون المرضى محميّين، وأن تكون المستشفيات محميّة"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الحكومة الإسرائيلية أكّدت خلال محادثاتها مع واشنطن أنّها "تشاطرنا هذا الرأي".
وبحسب ساليفان فإنّ الولايات المتّحدة تريد أن تكون فترات توقف إطلاق النار "أطول بكثير" أي أن تُعدّ "بالأيام وليس بالساعات".
إسرائيل تواصل التوغل
وشنّت حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً غير مسبوق على أراض إسرائيلية أوقع قرابة 1200 قتيل، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم، وفق آخر أرقام للسلطات الإسرائيلية.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن نحو 240 شخصاً اقتيدوا رهائن الى قطاع غزة بعد الهجوم، وبين هؤلاء 30 طفلاً على الأقل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وتردّ إسرائيل منذ 38 يوماً بقصف مكثّف على قطاع غزة أوقع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، 11 ألفاً و240 قتيلاً فلسطينياً، بحسب آخر حصيلة لها الاثنين.
وتوغلت القوات البرية الإسرائيلية الآن في عمق غزة بهدف سحق حماس. وأظهرت صورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي على ما يبدو جنوداً إسرائيليين يحملون الأعلام داخل مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة بعد سيطرتهم على المبنى على ما يبدو. وتظهر الصورة نحو ثلاثين جندياً إسرائيلياً مدججين بالسلاح يرتدون معدات قتالية كاملة يقفون معا في قاعة البرلمان بالمبنى وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية.
إسرائيل تتهم وحماس تنفي
أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنّ لديه "مؤشرات" إلى أنّ مقاتلين من حماس احتجزوا في مستشفى للأطفال في قطاع غزة رهائن خطفوهم خلال هجومهم على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مقطع فيديو صوّره من عين المكان إنّه في أسفل مستشفى الرنتيسي بشمال قطاع غزة، جمع الجيش "مؤشّرات تدعو إلى الاعتقاد أنّ حماس كانت تحتجز رهائن هنا"، معدّداً من بين هذه المؤشّرات على سبيل المثال زجاجة لرضاعة طفل أو قطعة حبل موصولة بكرسي. وأضاف "هذا الأمر قيد التحقيق حالياً، لكن لدينا أيضا معلومات استخبارية تؤكّد ذلك".
وأوضح المتحدّث العسكري أنّه "بالإضافة إلى هذا الأمر، وجدنا أدلّة على أنّ إرهابيي حماس عادوا من مذبحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى هذا المستشفى، من بين أماكن أخرى، بعدما قتلوا إسرائيليين في منازلهم". ولفت الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنّه من بين هذه "الأدلّة" دراجة نارية "عليها ثقوب ناجمة عن رصاصات" وقد "استخدمها إرهابيو حماس خلال مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
وقال هاغاري وقد وقف أمام الكاميرا في عين المكان إنّ الجيش الإسرائيلي اكتشف "بنية تحتية لحماس في الطابق السفلي" لهذا المستشفى المخصّص للأطفال في مدينة غزة. وأكّد المتحدّث العسكري أنّ الجيش عثر في هذا المخبأ على أسلحة وذخائر من بينها "أحزمة ناسفة وقنابل يدوية ورشاشات كلاشنيكوف وعبوات ناسفة وقاذفات صواريخ وأسلحة أخرى".
وتنفي حركة حماس الاتّهامات الإسرائيلية لها باستخدام مستشفيات لغايات عسكرية.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
خ.س/ح.ز (أ ف ب، رويترز)