بايدن يدعو للإفراج عن علاء عبد الفتاح وأخته تطلب عفوا رئاسيا
١٢ نوفمبر ٢٠٢٢دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطات المصرية إلى الإفراج عن الناشط السياسي البارز المؤيد للديمقراطية علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام في سجن مصري.
وقد بدأ علاء عبد الفتاح المصري-البريطاني، وهو شخصية رئيسية في ثورة عام 2011 في مصر إضراباً جزئياً عن الطعام في نيسان/أبريل الماضي، ثم توقف عن تناول المياه يوم الأحد الماضي، بالتزامن مع بدء قمة الأمم المتحدة للمناخ في مصر، وفقاً لعائلته.
وكان البيت الأبيض قد أعرب في وقت سابق عن "قلق عميق" بشأن وضع عبد الفتاح، بعد أن قال محامي الناشط إنه مُنع من زيارته رغم حصوله على تصريح من السلطات.
ويقضي عبد الفتاح حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة" بعد إعادة نشره على فيسبوك نصاً كتبه شخص آخر يتهم فيه ضابطًا بالتعذيب.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في أعقاب الاجتماع بين بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة إن "الولايات المتحدة تطالب بالإفراج عنه. لقد قمنا بالتأكيد على هذا الأمر".
والتقى السيسي مع بايدن على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب-27)، التي تعقد حالياً في مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية.
وقال سوليفان للصحفيين على متن طائرة الرئيس الأمريكي المتوجه إلى آسيا إن الرئيسين "أجريا مناقشة طويلة بشأن قضية حقوق الإنسان" مضيفاً أن بايدن "وجه فريقه للعمل مع المصريين فيما يتعلق بعدد محدد من القضايا، من بينها، قضية (علاء عبد الفتاح)".
وقال سوليفان "أجرينا مشاورات مكثفة حول هذه القضية، بينما كنا في مدينة شرم (الشيخ)، ولن أضيف الكثير بشأن هذا لأننا نقوم بكل ما في وسعنا لتأمين إطلاق سراحه وكذلك عدد من السجناء السياسيين الآخرين". وأضاف "ليس لدي معلومات حديثة بشأن حالته في الوقت الحالي".
النيابة المصرية تشكك في إضرابه
وكانت النيابة العامة في مصر أصدرت بياناً مساء الخميس قالت فيه إن "حالة النزيل علاء عبدالفتاح لا تستدعي نقله إلى المركز الطبي"، واوصت بالمتابعة الدورية له.
وأشارت النيابة في البيان إلى أنها عاينت محبسه، كما اطلعت على دفتر زيارات النزيل، فتبينت انتظامَ زيارة ذويه له في زياراتٍ عادية واستثنائية بصفة دورية ، كما اطلعت على الملف الطبي الخاص به فتبينت انتظامَ توقيع الكشف الطبي عليه، وعدم معاناته من أية أمراض، وعدم تناوله أي عقاقير علاجية سوى فيتامينات ومكملات غذائية عثر عليها معه.
وأوضح البيان أن النيابة أمرت بتشكيل لجنة طبية متخصصة لتوقيع الكشف الطبي عليه، والتي انتهت إلى أنه قد قرّر تناول سعرات حرارية كافية يوميًّا للحفاظ على صحته، وأن التحاليل والفحوصات أسفرت عن أن علاماته الحيوية جميعها في حدودها الطبيعية، كما أنَّ رسم القلب في إطاره الطبيعي؛ مما يشير إلى أن إضرابه عن الطعام والشراب أمرٌ مشكوك في صحته.
لكن أسرة علاء شككت في بيان النيابة وقالت منى سيف شقيقته عبر فيسبوك إن البيان الرسمي "كذب بيّن"، مضيفة أن السلطات ستتدخل بالقوة لوقف إضرابه "حتى لا يموت بين أيديهم"، فيما قالت والدته الدكتورة ليلي سويف إن البيان ملئ بالمغالطات:
طلب عفو رئاسي
من ناحية أخرى، أعلنت منى، شقيقة علاء عبد الفتاح، أنها طلبت رسمياً الجمعة عفواً رئاسياً للإفراج عنه.
وقالت سيف عبر تويتر "سبق أن قدمت طلباً في حزيران/يونيو، واليوم قدمت طلباً جديداً لتكرار التزامي سلوك أي طريق قانوني لإيجاد حل لأزمة شقيقي".
وأحيت القاهرة منذ نيسان/ابريل لجنتها للعفو الرئاسي وأفرجت عن 766 معتقلاً سياسياً بحسب منظمة العفو الدولية. لكن منظمة العفو تقول إنه جرى خلال نفس الفترة سجن ما يقرب من ضعف هذا العدد بسبب نشاطهم.
وكانت والدته ليلى قد علمت من سلطات سجن وادي النطرون (100 كيلومتر شمال القاهرة) أن "علاء اتخذ معه اجراءات طبية بعلم جهات قانونية".
واستدعت النيابة محاميه خالد علي، صباح الخميس، لإصدار تصريح زيارة له، لكن السجن رفض قبول التصريح المؤرخ مساء الأربعاء، بحسب المحامي.
ولم يحصل المحامي على تصريح زيارة منذ نحو ثلاث سنوات، وجرى استدعاؤه بعد يوم مكثف من التعبئة لصالح علاء عبد الفتاح في كوب27، لكن إدراة السجن رفضت التصريح.
وعقدت شقيقته سناء سيف مؤتمرين صحافيين شهدا تغطية كثيفة في شرم الشيخ، وطالب قادة ومسؤولون عدة، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، من الرئيس المصري الإفراج عن عبد الفتاح.
ودعت سيف الأمم المتحدة إلى تنظيم مؤتمر صحافي جديد في شرم الشيخ حيث تعقد كوب27، حتى تتمكن من تقديم "طلبها لمؤسسة الرئاسة بالعفو عن شقيقها"، بحسب ما قال خالد علي عبر فيسبوك مساء الجمعة.
وخلال أول مؤتمر صحافي لها في كوب27، تعرضت منى - وهي نفسها سجينة سياسية سابقة - لهجوم كلامي شنّه نائب برلماني مؤيد للسيسي لكن سرعان ما أخرجه أمن الأمم المتحدة من القاعة.
وحضّت مجموعة من الخبراء المستقلين المكلفين من الأمم المتحدة، القاهرة على الإفراج عن السجين المصري البريطاني، وقالت إن "سجن علاء عبد الفتاح ومحنته لا يمكن أن يصبحا صورة كوب27".
ومنذ أن تولى السيسي السلطة عام 2013 اثر إطاحة الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي، أدى القمع إلى تكميم المعارضة والمجتمع المدني بأكمله، في حين يتناقص عدد وسائل الإعلام المستقلة باستمرار. كما يمكن أن تكون الشبكات الاجتماعية خطيرة، إذ أحيل 200 مصري على القضاء العسكري بسبب نشر آرائهم عليها، وفق منظمات غير حكومية.
وقد بدأت حملة توقيف منذ ثلاثة أسابيع مع ظهور دعوة غامضة للاحتجاج الجمعة. وانتشرت الشرطة بكثافة الجمعة في وسط القاهرة حيث يقع ميدان التحرير، بؤرة "ثورة" 2011 التي أصبح عبد الفتاح أحد أيقوناتها. وفتش رجال يرتدون ملابس مدنية هواتف شبان على دراجات نارية أو عابرين، بينما أغلق عناصر بالزي الرسمي شوارع محددة.
ع.ح./ ع.أ.ج. (أ ف ب، د ب أ)