بايرن ميونيخ في أزمة… صراع مع الذات؟
٥ مارس ٢٠١٢تزايدت الضغوط على بايرن مونيخ بعد الخسارات المتتالية التي عانى منها الفريق. فنتائج الدوري مخيبة للآمال، والمخاوف على كأس الدوري أضحت حقيقة، بل إن البعض يتحدث عن فقدان الأمل بالفوز بكأس الدوري، خصوصا بعد اتساع الفارق بين المتصدر وبطل الدوري بروسيا دورتموند والفريق البافاري إلى سبع نقاط. وأمام الفريق مبارتين مهمتين في شهر مارس الجاري. الأولى في الثالث عشر من مارس/ آذار، أمام بازل السويسري في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، بعد خسارته أمامه في الذهاب صفر-1. والثانية لقاءه القادم مع مونشنغلادباخ ضمن نصف نهائي بطولة كأس ألمانيا في الحادي والعشرين من الشهر ذاته. وكان مونشنغلادباخ قد هزم بايرن في افتتاحية بطولة الدوري في مرحلة الذهاب وكررها مرة أخرى في افتتاحية مرحلة الإياب. فأن تتجلى أزمة الفريق البافاري؟
الأمل في معجزة حقيقية
اولي هونيس رئيس النادي وكعادته يحمل الإعلام مسؤولية الأزمة، فهو يقول إن الأزمة خلقها الإعلام منذ فوز بايرن الأخير على شالكة بهدفين نظيفين. لكن الأزمة الحقيقة للفريق يرسمها فارق السبع نقاط عن المتصدر دورتموند، فمنذ تطبيع قاعدة النقاط الثلاث في حال الفوز بالمباراة، في موسم 1994/ 1995 لم يستطع أي فريق متأخر بسبع نقاط في المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري بالصعود إلى المركز الأول وإزاحة المتصدر عن موقعه. هذه أزمة، والفريق البافاري بحاجة إلى معجزة حقيقة لتخطيها، حسب توماس مولر مهاجم الفريق.
لكن للازمة وجه آخر، فقد أنهى بايرن مرحلة الذهاب متصدرا الدوري ومتقدما على دورتموند بثلاث نقاط. حينها أكد مدربو الأندية المنافسة بالدوري بما في ذلك مدرب دورتموند يورغن كلوب، أن دوري هذا الموسم سيكون من حصة بايرن ميونيخ. لكن هذا الاحتمال لم يعد واردا بعد الآن، فوضع بايرن في دور الذهاب ليس هو وضعه في دور الإياب. ماتياس سامر المدير الرياضي للمنتخب الألماني انتقد خلال لقاء له مع قناة سكاي الرياضية لاعبي بايرن وقال: "يجب على لاعبي الفريق أن يستوعبوا، انه ليس من الممكن أن يقدموا غرورهم ومصالحهم الشخصية على مصلحة الفريق".
البحث عن وحدة الفريق المفقودة
من جانبه يقول تومي كروس لاعب بايرن، إن لفريقه أفضل اللاعبين، لكنه يفتقد إلى الوحدة. فتوماس مولر وجيمي بواتينغ يبوحان بخلافاتهما على الملأ. أما غوميز فقد توقف منذ مدة عن التسجيل في المرمى. الهولندي أرين روبن يتهكم على فريقه بعد أن سجل هدفين لمنتخب هولندا أمام منتخب انكلترا في لقاء ودي. أما مانويل نوير فلم يعد متحكا في الكرة، كما كان يفعل سابقا، بل إنه إنه يتسبب في الخسارة لفريقه، مثلما فعل في لقاء الإياب أمام مونشنغلادباخ. وكابتن الفريق ورئيس خط دفاعه فيليب لام، هو أيضا في أزمة، بعد أن فقد دوره على ساحة الملعب وابتعد عن لقب "مدافع من طراز عالمي".
بعد كل هذه الفوضى التي تعصف ببايرن مونيخ يتضح أن الفريق في حاجة ملحة الى خدمات مايسترو خط الوسط المصاب باستيان شفاينشتاغر. كما يحتاج النادي البافاري إلى لاعب استراتيجي يتحكم في الكرات، دولاب الموازنة بين خطوط الفريق. كما يجب أيضا على لاعبي بايرن ميونيخ أن يتخلوا عن أنانيتهم وتغليب مصلحة الفريق على مصالحهم الشخصية. يوب هاينيكز مدرب الفريق، قال بعد خسارة فريقه : " الخاسر لا يعذر". لكنه سيبحث عن طرق أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هذا الموسم بعد التراجع الخطير في مستوى فريق حامل الرقم القياسي في الدوري الألماني وممثل الكرة الألمانية الأبرز على المستوى الأوروبي والعالمي. فما الذي سيفعله المدرب في مواجهة هذا التطور؟ و ستكشف مبارتا بطولة الكأس ودوري الأبطال القادمتان عن الوجه الحقيقي لفريق بايرن هذا الموسم.
عباس الخشالي
مراجعة: عبدالحي العلمي