"بحاح من سيقود المشهد اليمني وهادي يبقى رمزا للشرعية"
١٦ أبريل ٢٠١٥DWعربية: هل تعتقد أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لا يزال قادرا على احتواء الأطراف اليمنية وقيادة الحوار في اليمن؟
أحمد عليبة: أعتقد أن الرئيس عبد ربه منصور هادي لايمثل حاليا سوى الشرعيةالتي تعتبر أحدى الشعارات الرئيسية في المعركة الحالية الدائرة في اليمن. وبسببها تم إطلاق عملية الحزم التي تدخلت في اليمن لمواجهة الانقلاب الحوثي الذي قوض شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وسلطته ونفوذه، بل وصل الأمر لحد احتجازه واحتجاز رئيس الحكومة أيضا خالد بحاح الذي أصبح نائبا له الآن. وأعتقد أن من سيرتب المشهد القادم مع العربية السعودية هو خالد بحاح، في حين أن عبد ربه منصور هادي سيبقى رئيسا رمزيا فقط.
مسؤول حوثي كبير صرح أنه يرفض فكرة عودة الرئيس اليمني منصور هادي إلى البلاد واتهمه "بالخيانة". كيف تقرأ تمسك الحوثيين بمواقفهم رغم الضربات التي يتلقونها؟
أعتقد أن هذه الأصوات الحوثية لا تزال تغرد في نفس الاتجاه وتريد أن تصوّر نفسها كقوة سياسية يحسب لها حساب، وأنها قادرة على المبادرة وفرض مطالبها. لكن أعتقد أن هذه الأصوات لا تجد لها صدى سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي وحتى على الصعيد الدولي. الحركة الحوثية الآن هي حركة تُواجه بالقوة لتعود إلى موقعها السابق في صعدة، وهي من نسفت مخرجات الحوار الوطني ومقرراته وقوضت الشرعية، لذلك ليس من حقها في نظري التحدث عن "التخوين"، وإن كانت فعلا هناك مؤاخذات على الرئيس منصور هادي تصفه بأنه رئيس ضعيف ويستمد شرعيته من المبادرة الخليجية. ولا أعتقد أن الحركة الحوثية تمثل كيانا وإنما هي الآن هدفا للتحالف ردا على الانقلاب والتمدد الذي سعت إليه.
هل يمكن اعتباره استقالة جمال بنعمر فشلا شخصيا له أم فشلا عاما للوساطة الأممية في اليمن؟
لا أعتقد أن جمال بنعمر استقال بالمعنى الدقيق للكلمة، وإنما في نظري أقيل بضغط من المملكة العربية السعودية. فجمال بنعمر كان متهما بمحاولة إضفاء الشرعية على الوضع السياسي للحركة الحوثية في اليمن وإعطائها حجما أكثر من حجمها التاريخي والسياسي على الخريطة السياسية اليمنية، وبذلك يكون بنعمر قد خلط الأوراق على العربية السعودية التي ظلت ترعى الملف اليمني منذ ثورة فبراير 2011. كما أن بنعمر أراد أن يذهب بهذا الملف إلى قطر وسلطنة عمان وهو في اعتقادي ما لم يرق للسعودية التي طلبت إبعاده عن الملف اليمني. وأعتقد أن بان كي مون لمح خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية لهذا الأمر.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة الآن؟
أعتقد أن الأمم المتحدة اقتنعت بأن لا بد أن يكون هناك وسيط مقبول أيضا من طرف المملكة العربية السعودية، لذلك عينت الموريتاني ولد الشيخ أحمد محل بنعمر وهو مارفضه الحوثيون. واعتقد أن تصويت الأمم المتحدة مؤخرا على توقيع عقوبات على الحوثيين وعلى أحمد عبد الله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، يعتبر تأيدا سياسيا لعملية الحزم التي تقودها السعودية وحلفاؤها في اليمن. وفي ظل التحضير للقاء السياسي الذي سيجمع القوى اليمنية في المملكة العربية السعودية في المستقبل القريب، أعتقد أن الحركة الحوثية لن يكون لها حضور كبير على الخريطة السياسية اليمنية.
أحمد عليبة :صحفي ومحلل سياسي في جريدة "الأهرام ويكلي" ومختص في الشأن اليمني.