بدء التصويت في أول انتخابات ليبية حرة وسط مخاوف
٧ يوليو ٢٠١٢فتحت مراكز الاقتراع في ليبيا أبوابها صباح السبت (7 تموز/ يوليو 2012) لانتخاب أول مجلس وطني بعد إسقاط نظام معمر القذافي قبل ثمانية أشهر، في وضع يشوبه التوتر وأعمال العنف، خصوصاً في الشرق. وفي طرابلس، فتحت المراكز في الوقت المحدد، وينتظر الناخبون في صفوف طويلة للإدلاء بأصواتهم.
وسيختار الناخبون جمعية وطنية تتألف من 200 عضو، والتي ستتولى مهمة انتخاب رئيس للوزراء ومجلس للوزراء قبل تمهيد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية كاملة العام المقبل في ظل دستور جديد.
ويملك المرشحون الإسلاميون فرصاً أكبر بين المرشحين البالغ عددهم أكثر من 3700، وهو ما يشير إلى أن ليبيا ربما تكون ثالث دولة من دول "الربيع العربي" بعد مصر وتونس تضع الأحزاب الإسلامية موطئ قدم لها في السلطة بعد الانتفاضات التي اجتاحت المنطقة العربية العام الماضي.
لكن مصداقية الانتخابات ستتزعزع إذا ما تسببت ميليشيات مسلحة ذات ولاء إقليمي أو قبلي في إثناء الناخبين عن التصويت، أو إذا ما نشبت نزاعات بشأن النتائج وتحولت إلى اشتباكات بين الفصائل المتنافسة. ويأتي التهديد الأكبر من المنطقة الشرقية حول مدينة بنغازي، مهد الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وانتهت بالإطاحة بالقذافي قبل نحو عام. وتشكو المنطقة من إهمال الحكومة المتمركزة في طرابلس.
مخاوف من اندلاع حرب أهلية
وقال حامد الحاسي، رئيس المجلس العسكري لإقليم برقة، أن حرباً أهلية قد تندلع بين الشرق والغرب، موضحاً في تصريح لوكالة رويترز أن البلاد ستكون في حالة شلل لأن لا أحد في الحكومة يستمع لهم. وتتولى القوات الواقعة تحت قيادة الحاسي مهمة تأمين الشرق، إلا أنها وقعت في خلافات مع الحكومة بشأن تمثيلها.
أما أبرز الأحزاب والقوى المشاركة في هذه الانتخابات فهي تحالف القوى الوطنية، وهو ائتلاف من الأحزاب والجماعات غير الربحية والشخصيات السياسية بقيادة محمود جبريل، وزير الخارجية الذي انشق عن النظام خلال الصراع ضد القذافي، وحزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بقيادة محمد صوان، وحزب الوطن، وهي جماعة إسلامية بقيادة زعيم الميليشيات المتمرد السابق عبد الحكيم بلحاج، الذي كان أميراً سابقاً لجماعة القتال الإسلامية الليبية، إضافة إلى حزب الجبهة الوطنية، الذي تأسس سنة 2012 ويتبع الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، التي كانت جماعة مقاومة سابقة ضد القذافي وتأسست سنة 1981، وحزب التيار الوطني الوسطي بقيادة علي الترهوني، وهو وزير نفط مؤقت سابق، وهو حزب سياسي معتدل يعارض بقوة التطرف الإسلامي، وأخيراً حزب الأصالة، وهي جماعة إسلامية سلفية بقيادة عبد الباسط غويلة.
(ع.ج / رويترز، آ ف ب، د ب آ)
مراجعة: ياسر أبو معيلق