برزاني: كردستان تواجه مقاومة إيرانية لتطوير قطاع الطاقة

قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور برزاني اليوم الثلاثاء (29 مارس/ آذار 2022)، إن تطوير قطاع النفط والغاز في الإقليم الواقع في شمال العراق قد لا يكون في مصلحة إيران المنتجة للطاقة. وأضاف أن الهجمات التي وقعت مؤخرا على أربيل عاصمة الإقليم والإجراءات القانونية للحكومة الاتحادية تؤكد أن هناك مقاومة للتطوير في المنطقة الغنية بالطاقة.

فيما أكدت مصادر لرويترز لم تكشف الوكالة عن هويتها، أن خطة تصدير الغاز الكردي قد تهدد مكانة إيران كمورد رئيسي للعراق وتركيا بينما يعاني فيه اقتصادها من العقوبات الدولية. 

صواريخ استهدفت بيت رجل أعمال كردي

وكانت أربيل قد تعرضت في 13 مارس/ آذار  لقصف إيراني، قال عنه الحرس الثوري الإيراني أوائل الشهر الجاري إنه استهدف "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية في عاصمة كردستان ردّاً على غارة جوية إسرائيلية قتلت اثنين من أعضائه في سوريا. غير أن معظم الصواريخ التي أُطلقت على العاصمة الكردية، وعددها 12 صاروخا، أصابت فيلا رجل أعمال كردي، وهو  باز كريم البرزنجي، قالت تقارير متطابقة إنه كان يعمل على تطوير خط أنابيب لتصدير الغاز.

ومن النادر جدا أن يعلن  الحرس الثوري عن عملياته. وقد أثار الهجوم صدمة للمسؤولين في جميع أنحاء المنطقة لشراسته. كما أنه وقع بعد فترة وجيزة من اعتبار محكمة اتحادية عراقية أن قانون النفط والغاز الذي ينظم صناعة النفط في كردستان العراق غير دستوري وطالبت السلطات الكردية بتسليم إمداداتها الخام. 

تطمينات كردية لشركائها التجاريين

وقال برزاني في منتدى عن الطاقة بدولة الإمارات إن حكم المحكمة سياسي وإن كردستان تتفاوض مع الحكومة الاتحادية للحفاظ على ما سماه حقوقهم الدستورية. وأضاف أن كردستان قدمت تطمينات لشركائها التجاريين والمنظمات الدولية التي تعمل في المنطقة شبه المستقلة بأنها ملتزمة باحترام العقود التي أبرمتها.

وقال مسؤولون عراقيون وأتراك تحدثوا إلى رويترز بشرط عدم الكشف عن هويتهم هذا الأسبوع إنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، غير أن الدافع الرئيسي كان خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا بمشاركة إسرائيل.

وقال مسؤول أمني عراقي "كان هناك اجتماعان في الآونة الأخيرة بين مسؤولي الطاقة والمتخصصين الإسرائيليين والأمريكيين في الفيلا لمناقشة شحن غاز كردستان إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد". ولم ترد بعد وزارة الخارجية الإيرانية ولا الحرس الثوري الإيراني على طلبات للتعليق.

تأكيد تركي على وجود محادثات

من جهته، أبلغ مسؤول أمني إيراني كبير رويترز بأن الهجوم كان "رسالة متعددة الأغراض لكثير من الناس والجماعات. والأمر يعود إليهم في كيفية تفسيره. وأيا كان ما تخطط له (إسرائيل)، من قطاع الطاقة إلى الزراعة، فهو لن يتحقق".

وأكد مسؤولان تركيان وجود محادثات شارك فيها مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون جرت في الآونة الأخيرة لبحث إمداد تركيا وأوروبا بالغاز الطبيعي من العراق، لكنهما لم يكشفا عن مكانها. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها ليست على دراية بالمسألة. ولم يرد بعد مكتب البرزنجي على طلب للتعليق.

ونفى مكتب رئيس إقليم كردستان العراق برزاني عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لمناقشة خط أنابيب في فيلا البرزنجي. وينفي الأكراد أي وجود إسرائيلي عسكري أو رسمي على أراضيهم.

و.ب/ع.ش (رويترز، د ب أ)