برلين تقدم نموذجا ناجحا لتدريس مادة التربية الإسلامية
١١ مايو ٢٠٠٨أكد الوزير الألماني فولفغانغ شويبله في المؤتمر الإسلامي عام 2006 على أن "الإسلام جزء من ألمانيا وأوروبا"، لكن هذه الدعوة للاندماج لم تلقَ رواجاً في سياسة التعليم المدرسي في ألمانيا على الرغم من وجود شريحة مسلمة لا بأس بها تعيش في البلاد. فقد أُثيرت حول موضوع تدريس التربية الدينية الإسلامية في مناهج المدارس الابتدائية الألمانية تساؤلات عدة دفعت ببعض الولايات الألمانية إلى منعه منذ سنوات من أن يكون من ضمن مناهج مدارسها.
النموذج البرليني
وإدراج دروس التربية الإسلامية في مناهج المدارس الألمانية يختلف من ولاية لأخرى وفقاً لقوانينها. فبعض الولايات الألمانية مثل نوردراين فيستفالين ونيدرساكسن وهامبورغ وبادن فوتنبرغ وبافاريا حددت فحوى دروس الدين بالاتفاق مع الجمعيات الإسلامية على أن يكون هدف هذه الدروس هو توضيح تساؤلات التلميذ المسلم فيما يتعلق بديانته لكي يتمكن من التعامل معها.
وعلى عكس غالبية الولايات الألمانية سمحت برلين بإدراج التربية الإسلامية في مناهج مدارسها الابتدائية ولكن ضمن إطار معين ترسم معالمه المؤسسات والجمعيات الإسلامية. وقد بدأ تطبيق النموذج البرليني مع مطلع العام الدراسي 02/2001 وأصبح الآن معروفاً في 31 مدرسة حيث تُدرس التربية الإسلامية تحت إشراف الاتحاد الإسلامي الذي يرى –كما يقول أوغوز تشيليك أحد أعضائه ومدرس للتربية الإسلامية في الوقت نفسه- أن السؤال الذي يطرح نفسه هو ليس السماح بتدريس الدين ولكن كيف يمكن تدريسه.
ارتفاع ملحوظ لعدد تلاميذ التربية الإسلامية
وحسبما أفاد تشيليك فقد ارتفع عدد التلاميذ في العام الدراسي 03/2002 إلى 1500 بعد أن كان عددهم 70 في العام الأول لتدريس الدين (2001)، وأصبحوا 3 آلاف تلميذ في 04/2003 إلى أن وصلوا إلى 4500 في العام الدراسي 05/2004. حيث يُشكل التلاميذ العرب نسبة الثلث، أما الغالبية العظمى فهي من الجالية التركية. كما يشكل المسلمون من جذور ألبانية وإيرانية وبوسنية وأفغانية نسبة 3 في المائة، بالإضافة إلى 1 في المائة هي نسبة التلامذة الألمان المولودين من زيجات ألمانية وإسلامية.
منغصات وحلول
وبالطبع لم يخلُ إدراج التربية الإسلامية من بعض المنغصات، أهمها تقلص عدد الطلاب الألمان في المدارس التي تُدرس التربية الإسلامية. ففي الصف الثاني الابتدائي في مدرسة في حي كرويتسبرغ والذي تقطنه غالبية تركية وعربية جرت مشادات كلامية بين تلاميذ ألمان وغير ألمان، فما كان من المعلمين إلا أن سارعوا لحل تلك المشكلة وذلك من خلال عرضها للمناقشة في مجلس أولياء الأمور. وقتها قوبل بالرضا اقتراح مدرس التربية الدينية الذي طلب من الأهالي والتلاميذ أن يتعرفوا على بعضهم البعض بشكل أفضل عن طريق الزيارات الخاصة بين العائلات، حسبما يروي تشيليك.
ومن ناحية أخرى ترى ايركا مور، خريجة معهد العلوم الإسلامية والتي تتابع عن كثب الدروس الإسلامية في المدارس منذ حوالي عام ضمن إطار مشروع علمي في هذا المجال تشرف عليه جامعة إيرفورت، ترى أن النموذج البرليني ساعد على التمييز بين ما يُدرس في المدارس وما يُدرس خارجها. فحسب رأي مور يجب أن يُحصر هدف درس التربية الإسلامية في العقيدة فقط "فبهذه الطريقة يمكن إنشاء منتدى يناقش المخاوف والخبرات والأحكام المسبقة التي يعاني منها التلاميذ".