برلين تنفي علاقتها بلقاءات المعارضة السورية وباريس تعد بالاعتنراف بحكومة مؤقتة
٢٧ أغسطس ٢٠١٢رفضت الحكومة الألمانية اليوم (الاثنين 27 أغسطس / آب 2012) انتقادات موجهة لها على خلفية لقاء يعتزم عشرات المعارضين السوريين عقده في العاصمة برلين. وفي ردها على سؤال من "حزب اليسار" المعارض حول هذا الأمر قالت الخارجية الألمانية إن الحكومة الألمانية غير مشاركة في هذا اللقاء لا بالتمويل ولا باختيار المشاركين فيه. وانتقد حزب اليسار، وهو من أصغر أحزاب المعارضة، مشاركة ممثلين عن "الجيش السوري الحر" في هذا اللقاء بحجة أنه ينسب إليه أيضا المسؤولية عن قتل العديد من الأشخاص في سوريا.
"اليوم التالي: سوريا ما بعد الأسد"
وكان أكثر من 40 معارضا للرئيس الأسد قد عقدوا العديد من اللقاءات في برلين منذ كانون ثان/يناير الماضي دون أن يعلم الرأي العام في ألمانيا عنها. ونظمت إلى جانب هذه اللقاءات سلسلة من المؤتمرات برعاية المعهد الأمريكي للسلام بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للعلوم والسياسة (إس دبليو بي) التي تمول من الحكومة الألمانية.
ويعتزم هؤلاء المعارضون طرح تقرير يحمل عنوان "اليوم التالي: دعم الانتقال الديمقراطي في سوريا" في لقاء يعقد الثلاثاء في برلين، يتضمن معالم المرحلة الانتقالية في حال سقوط نظام بشار الأسد، بحسب نسخة من تقرير حصلت فرانس برس عليها الاثنين. ويطالب المعارضون بوضع حد للأعمال التعسفية وإقامة دولة قانون وإصلاح الأجهزة الأمنية، ويقترحون إنشاء "محكمة جنائية خاصة مستقلة" لمحاكمة كبار المسؤولين في النظام والمقربين من الرئيس السوري. وتطالب مجموعة العمل أيضا بدولة سورية لها "نظام سياسي ديمقراطي" للسماح لاحقا بإجراء "انتخابات حرة وعادلة" تحترم التعددية في وقت لا يزال حزب البعث يسيطر على المشهد السياسي في سوريا. والتقرير ثمرة ستة أشهر من "المباحثات المكثفة" بين ضباط كبار سابقين وخبراء اقتصاد وقانونيين وممثلين لكافة الأطياف والديانات في سوريا.
باريس ستعترف بـ"الحكومة الموقنة لسوريا الجديدة"
وفي سياق متصل أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند أن بلاده "ستعترف بالحكومة المؤقتة لسوريا الجديدة" ما إن يتم تشكيلها، داعيا، في خطابه السنوي بشأن سياسة فرنسا الخارجية الاثنين، إلى "انتقال سياسي"، ومطالبا المعارضة السورية بـ"تشكيل حكومة مؤقتة، جامعة وذات صفة تمثيلية".
وهدد أولاند في كلمته بأنه في حال استخدم النظام السوري أسلحة كيميائية فإن ذلك سيكون "سببا مشروعا للتدخل المباشر" من جانب المجتمع الدولي. وقال "سنظل مع شركائنا متأهبين فيما يتعلق بمنع استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن أكد أن فرنسا لا تتحرك إلا في إطار الشرعية الدولية وبموجب تفويض من مجلس الأمن. وكشف الرئيس الفرنسي عن أن بلاده تعمل "على مبادرة المناطق العازلة التي طرحتها تركيا"، مضيفا "نقوم بذلك بالتشاور مع اقرب شركائنا".
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه تركيا وقف استقبال اللاجئين السوريين الفارين إليها، إلى حين إقامة مخيمات جديدة قادرة على استيعابهم كما أعلن دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس. فيما ناشدت اليونيسيف العالم على لتوفير مساعدات عاجلة لمواجهة تدفق اللاجئين إلى الأردن.
تواصل الإدانات لـ"مجزرة داريا"
من ناحية أخرى توالت الإدانات الدولية لما عرف بـ"مذبحة داريا" التي راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل، حسب ناشطين ومعارضين. فقد أدانها الأمين العام للأمم المتحدة بوصفها "جريمة مروعة ووحشية" ينبغي إجراء تحقيق فوري ومستقل بشأنها. فيما قال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "إذا كانت هذه التقارير دقيقة، فإنها احدث دليل فظيع على حملة القمع الوحشية التي يشنها الأسد واستخفافه الوحشي بحياة البشر".
أما باريس فقالت إن "فرنسا تشعر بصدمة عميقة لاكتشاف جثث في بلدة داريا في ما يبدو مجزرة لمدنيين"، حسب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو. من جانبه قال مايكل مان المتحدث باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، "ناسف وندين بشدة أعمال العنف هذه. انه أمر غير مقبول". وذكر الناطق في تصريح صحافي في بروكسل أن ظروف مجزرة داريا "لم تتضح بعد"، موضحا انه "يجب معاقبة مرتكبيها" بغض النظر عمن هم.
ع.ج.م/ ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)