برلين ضد الرقابة الذاتية بعد إلغاء عرض أوبرا ايدومينيو
٢٧ سبتمبر ٢٠٠٦انتقد وزير الدولة الألماني للشئون الثقافية بيرند ناومان يوم الثلاثاء، 26 سبتمبر/ايلول 2006، حذف أوبرا "ايدومينيو" للفنان العالمي موتسارت من برنامج برلين الموسيقي تخوفاً من إثارة ردود فعل إسلامية غاضبة لتطرقها إلى النبي محمد. وأكد ناومان المنتمي إلى الاتحاد الديموقراطي المسيحي المحافظ على أن "الرقابة الذاتية" تهدد "الثقافة الديموقراطية" قائلاً: "إن كان الخوف من احتجاجات محتملة يؤدي بالفعل إلى ممارسة الرقابة الذاتية فإن ثقافة حرية التعبير الديموقراطية ستكون إذن في خطر"، مضيفاً أن "المشاكل لا تحل بالصمت". أما وزير الداخلية الاتحادي فولفجانج شويبله فأعتبر تغيير البرنامج أمر "مرفوض وجنوني".
قرار إلغاء العرض
وكانت كريستن هارمز، مديرة دويتشه أوبر، قد صرحت في مؤتمر صحفي أنها قررت إلغاء عروض شهر تشرين الثاني/نوفمبر لأوبرا ايدومينيو بعد أن أشارت الشرطة إلى "مخاطر غير محسوبة على الجمهور والعاملين في الأوبرا". وبالرغم من أن شرطة برلين لم تحدد أي تهديد ملموس لدار الأوبرا في حالة عرضها لايدومينيو، إلا انها أوضحت أنها ترغب في توعية الأوبرا وتجنب نزاع مثل ذلك الذي أثير بشان الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد الشتاء الماضي. ففي أحد مشاهد الأوبرا يأتي ملك كريت يدومينيو برؤوس كل من بوزييدون (إله البحر) ويسوع المسيح وبوذا والنبي محمد ويضعها على أربع كراس. وأوبرا ايدومينيو، التي ألفها موتسارت عام 1781، سبق أن عرضت في كانون الأول/ديسمبر 2003 وأثارت حينها ردود فعل قوية لدى الجمهور. وكان يفترض ان يعاد عرضها في 5 و8 و15 و18 تشرين الثاني/نوفمبر 2006.
ميركل تنتقد إلغاء العرض
ومن جانبها انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء قرار إلغاء عرض الأوبرا. وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة دي برسه: "علينا أن نتنبه إلا سنرضخ للتخويف، الذي يقف وراءه إسلاميون راديكاليون مستعدون لارتكاب أعمال عنف". وأذكت تصريحات ميركل، التي تعد تكراراً لتصريحات ساسة ألمان بارزين آخرين، الجدل بشأن إلغاء عرض ايدومينيو. ويطغى هذا الأمر على المؤتمر الإسلامي، الذي يقام اليوم تحت رعاية الحكومة الألمانية لتشجيع الحوار مع المسلمين في ألمانيا البالغ عددهم 3،2 مليون مسلم.
أما مكلفة الحكومة الاتحادية في ألمانيا بشئون الاندماج، ماريا بويمر، فصرحت لقناة ZDF التليفزيونية أن الجدل بشأن عرض الأوبرا سيناقش خلال المؤتمر الإسلامي في برلين. وأضافت ماريا بويمر: "يجب أن نقف معا ضد عدم التسامح والعنف. هذا هو الغرض من هذا المؤتمر." ويهدف المؤتمر إلى معالجة قضايا مثل المساواة وبناء المساجد وتقديم دروس الدين الإسلامي في المدارس الألمانية وتأهيل الأئمة في ألمانيا. ويأتي هذا الجدل بعد أسبوعين من تصريحات للبابا بنيديكت السادس عشر أثارت غضباً في أنحاء العالم الإسلامي، حيث اقتبس عن نص من العصور الوسطى يربط نشر الدين الإسلامي بالعنف .