برلين قلقة وواشنطن تطالب بيونجيانج بعدم تأجيج التوتر

حثت الولايات المتحدة كوريا الشمالية اليوم السبت على عدم تصعيد التوتر، لكنها لم تؤكد ما إذا كانت بيونجيانج أطلقت سلسلة من الصواريخ. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، كارل داكوورث إن على كوريا الشمالية "الامتناع عن كل عمل يمكن أن يؤدي إلى زيادة حدة التوترات، وأن تركز على مفاوضات نزع القدرات النووية وعلى تطبيق التزاماتها". وقال المسؤول الأمريكي لوكالة فرانس برس إن "هذا النوع من السلوك الكوري الشمالي لا يسهم" في تحسن الأوضاع. لكن المتحدث لم يؤكد مع إذا كانت بيونجيانج أطلقت سلسلة من الصواريخ.، لكنه قال "نحن على علم باحتمال إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ ونتابع عن كثب أنشطة كوريا الشمالية ونواياها".

رسالة إلى واشنطن؟

وكانت الأنباء المتواترة من كوريا الجنوبية والتي ذكرت أن كوريا الشمالية نفذت اليوم السبت (4 يوليو/تموز) للمرة الثانية خلال أسبوع، سلسة تجارب على إطلاق صواريخ بالستية قصيرة المدى، تهدف على ما يبدو إلى توجيه رسالة إلى واشنطن في يوم احتفال الولايات المتحدة الأمريكية بالعيد الوطني. ونقلت إذاعة "كيه بي اس" الكورية الجنوبية عن مسئول في وزارة الدفاع في سول قوله إنه يعتقد أن التجارب الصاروخية التي أجريت أول الخميس كانت في إطار مناورات عسكرية روتينية لكوريا الشمالية. و لكن المسئول قال "ولكن يبدو أن إطلاق الصواريخ اليوم يخدم غرضا سياسيا". يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت في وقت سابق أن كوريا الشمالية تعتزم إطلاق صاروخ طويل المدى باتجاه هاواي على الأرجح في الرابع من تموز/يوليو لمناسبة العيد الوطني الأميركي.

برلين تتابع التطورات بقلق

من جانبها اتهمت الحكومة الألمانية اليوم كوريا الشمالية بأنها بتصرفاتها "تؤجج التوترات في المنطقة وتزيد من عزلتها دوليا، وفقا لما نقلته وكالة رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين. وأضاف المتحدث أن برلين تتابع هذه التطورات بقلق بالغ، وأن "ألمانيا ستعمل في إطار الاتحاد الأوروبي من أجل التنفيذ الأكيد لقرارات مجلس الأمن الدولي".

تخمينات حول مدى الصواريخ ونوعيتها

وبحسب قيادة أركان الجيش الكوري الجنوبي فان الصواريخ أطلقت من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية وتراوح مداها من 400 إلى 500 كلم. وأطلق النظام الشيوعي السبت سبعة صواريخ بالستية في بحر اليابان، رغم قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر على كوريا الشمالية القيام بتجارب نووية او تجارب إطلاق صواريخ. وكانت بيونغ يانغ أطلقت الخميس أربعة صواريخ لكن مداها كان اقصر وقدر بحوالي 120 كلم فقط. وذكرت إذاعة كي. بي. سي العامة في كوريا الجنوبية، استنادا إلى مصادر عسكرية كورية جنوبية، أن هذه الصواريخ قد تكون صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز سكود، مضيفة أنه لا يستبعد أن يكون من بين هذه الصواريخ صواريخ متوسطة المدى من طراز رودونغ1، التي يمكن أن تصل إلى كوريا الجنوبية، وإلى اليابان. وقالت تلك المصادر إن إنه قد يكون تم الحد من مدى هذه الصواريخ الذي يبلغ نظريا ما بين ألف و1300 كلم.

كوريا الجنوبية واليابان تنددان

وسارعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية للتعبير عن "أسفها العميق" إزاء ممارسات كوريا الشمالية، معتبرة ذلك بمثابة "تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي". ونددت اليابان، التي تثور ثائرتها مع كل تصاعد في التوتر مع بيونغ يانغ بسبب قربها الجغرافي، بما وصفته "بالعمل الاستفزازي الخطير".

وتؤكد كوريا الشمالية، القلقة من المناورات السنوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة, على "حقها في الدفاع عن النفس" وتقوم بتمارين عسكرية وتجارب إطلاق صواريخ بانتظام تتزامن عادة مع السعي لإظهار غضبها او لتعزيز موقعها التفاوضي.

وشهدت الأشهر الماضية تصعيدا جديدا من جانب كوريا الشمالية بلغ ذروته حين تحدى نظام بيونغ يانغ مجددا المجموعة الدولية عبر إجراء ثاني تجربة نووية منذ العام 2006، في 25 أيار/مايو الماضي. وهذه التجربة تلتها عدة تجارب على إطلاق صواريخ ما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى إدانتها وتشديد العقوبات المفروضة أساسا على بيونغ يانغ. وردت كوريا الشمالية بحدة شديدة مهددة بعدم التخلي أبدا عن طموحاتها النووية وباستخدام البلوتونيوم لغايات عسكرية.

(م ح/ د ب ا/ أب/ رويترز/ أ ف ب)

تحرير: عبده جميل المخلافي