برلين وواشنطن تنسقان الخطى في "مؤتمر اليمن" بلندن
١٢ يناير ٢٠١٠صرَّح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن وزير الخارجية غيدو فيسترفيله اتصل بعد عودته من جولته الخليجية هاتفيا بنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون ووضعها في صورة الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى اليمن وأطلعها على فحوى المحادثات التي أجراها مع الرئيس اليمني عبد الله صالح في صنعاء والمتعلقة بتطورات الأوضاع في اليمن وتنامي نشاط تنظيم "القاعدة" هناك. وشدد فيسترفيله خلال لقائه مع الرئيس اليمني على أن الدول الغربية "لا ترغب في تحول البلد إلى ملجأ للإرهاب" وأن حكومته ترغب في الوصول إلى حلول سياسية للمشاكل اليمنية الداخلية.
تنسيق مشترك قبل "مؤتمر اليمن الدولي"
وقال المتحدث الذي لم يشأ ذكر اسمه إن فيسترفيله وكلينتون "اتفقا على تكثيف الاتصالات فيما بينهما وتنسيق الخطوات اللاحقة قبل انعقاد المؤتمر الدولي حول اليمن" المزمع عقده في لندن في 27 الشهر الجاري بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون. وأصبح اليمن محط أنظار العالم بعد إحباط العملية الانتحارية التي كان يزمع نيجيري تنفيذها في طائرة أميركية متوجهِّة إلى ديترويت بعد تلقيه تدريبات من قبل "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" اليمني.
فيسترفيله: "مؤشر أمل كبير"
وأعلن فيسترفيله في برلين أن لا معلومات خاصة لدى حكومته عن الاتصالات الجارية مع الخاطفين، "إلا أنني آمل في أن تكون صحيحة لأنها مؤشر أمل كبير". وأعرب عن استعداد حكومته لبذل كل جهد ممكن للإفراج عن الألمان المخطوفين. وأوضح مصدر مطلع ردا على سؤال لـ "دويتشه فيله" أن وزارة الخارجية على إطلاع على ما أعلنه وزير خارجية اليمن أبو بكر عبد الله القربي عن التفاوض مع خاطفي الألمان الخمسة المختفين منذ سبعة أشهر تقريبا في منطقة صعدة، وهم زوج وزوجة وثلاثة أطفال إضافة إلى بريطاني خطف معهم لم يعرف مصيره بعد. وأردف أن لجنة الطوارئ في الوزارة عاودت اتصالاتها في هذا الصدد. وسبق خطف العائلة الألمانية العثور على جثث فتاتين ألمانيتين وصلتا حديثا للعمل في مستشفى صعدة الحكومي ومعهما امرأة كورية بعد خطفهن من قبل مجهولين.
وكان فيسترفيله أعلن بعد انتهاء زيارته لصنعاء أن الرئيس صالح أبلغه حصوله على معلومات حديثة تؤكد بأن المخطوفين الألمان أحياء وأن حكومته تعرف مكان تواجدهم. وأضاف المصدر أن الوزارة لا تملك معلومات خاصة بها مشيرا إلى أن الوزير فيسترفيله ذكر أن المعلومات التي حصل عليها في صنعاء في هذا الصدد تخضع الآن للتدقيق من خلال الاتصالات التي تقوم بها لجنة الطوارئ التي تتابع عمليات الخطف في الخارج.
الناني: "أعضاء القاعدة في اليمن 1500 لا 300"
وفي تقرير له من القاهرة ذكر مراسل إذاعة "زودفيست روندفونك" الألمانية بيتر شتيفّه أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو خليط من متطرفين يمنيين وسعوديين وطدوا أقدامهم في جبال اليمن ووديانها ومغاورها مستفيدين من المشاكل التي تعانيها الحكومة المركزية مع المتمردين الحوثيين من جهة، ومع دعاة الانفصال في الجنوب من ناحية أخرى. ونقل شتيفّه عن الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية خليل الناني تأكيده بأنه خلافا لادعاء صنعاء بأن عدد إرهابيي القاعدة في اليمن لا يتجاوز الـ 300 شخص فإن عددهم الحقيقي لا يقل عن 1500 مضيفا أن التنظيم يحظى على دعم عدد من القبائل، وأن مؤيديه في ازدياد. وتابع أن الإرهاب يُموَّل من أفراد أغنياء في الشرق الأوسط، الأمر الذي يساهم في بقاء "القاعدة".
وفي هذا السياق أيضا أوضح الباحث في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين غيدو شتاينبيرغ أن فكرة سقوط نظام اليمن كحكم ودولة بعد نزاعات داخلية طويلة الأمد هي فكرة خطرة جدا بسبب المحاذير الكبيرة التي ستنتج عن ذلك. وبعد أن لفت إلى أن المساعدات الإنمائية إلى اليمن لا تكفي لحماية البلد، دعا الاتحاد الأوروبي إلى اقتراح المجالات التي تمكِّن الاتحاد من دعم الحكومة اليمنية ماديا بهدف تعزيز نظامها وسيادتها.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي