بريق أمل ينبئ بتقليل المخاوف من تغييرات المناخ المرتقبة
٢٤ فبراير ٢٠٠٧أفاد تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية واسعة الانتشار أن درجة حرارة الأرض قد ترتفع بمقدار درجتين إذا لم يتم خفض انبعاثا غاز ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2020 بشكل فعال. وتضمن تقرير الصحيفة أهم النصائح التي يجب على الإنسان إتباعها من أجل "إنقاذ" كوكب الأرض من تغيرات مناخية تهدد مستقبل الحياة البشرية. وجاء في مقدمة هذه النصائح الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، يليها تصغير حجم السيارات مع استخدام المواد العضوية بديلا عن البنزين، واستخدام عوازل حرارية في المنازل لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 بالمائة.
كما شدد تقرير الصحيفة على أهمية تقليل رحلات الطيران على مستوى العالم قدر الإمكان والتقليل من انبعاثات غاز الميثان، علاوة على محاولة وضع حدود لاستخدام السيارات الخاصة واستبدالها بوسائل المواصلات العامة. وأشار كذلك إلى ضرورة الحرص على إغلاق الأجهزة الكهربائية تماما عقب استخدامها وعدم تركها في حالة الاستعداد للتشغيل وأيضا استخدام المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة.
"تقنين استهلاك لحوم البقر ومنتجات الألبان"
من ناحية أخرى، دعا العالم الألماني رالف كونراد إلى الحد من تربية الأبقار في محاولة لوقف ظاهرة التغيرات المناخية للأرض قائلا إنه "إذا غيرت البشرية من نظام غذائها فإنه من الممكن أن يتوقف هذا التغير في مناخ الكرة الأرضية"، مضيفاً أنه "باختصار يمكن أن يكون شعار البشرية: لا للحوم البقر ولا لمنتجات الألبان". وأشار البروفيسور كونراد، الذي يرأس معهد ماكس بلانك للأحياء الدقيقة" إلى أن "غاز الميثان الذي ينشأ في أمعاء الأبقار هو أحد أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري. كما أكد على أن أثر الحد من انبعاث غاز الميثان في الجو سيكون أسرع من الأثر الناتج عن تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إذ يمكن التأثير على دورة الميثان في الجو خلال ثماني سنوات فقط."
غاز الميثان وأثره على البيئة
وفي السياق نفسه أشار البروفيسور كونراد إلى أن نحو 600 مليون طن من الميثان تنبعث سنويا من الأرض إلى الغلاف الجوي. يذكر أن غاز الميثان ينشأ عن تحلل المواد العضوية سواء كان في البرك والمستنقعات على سبيل المثال أو في أمعاء الحيوانات المجترة مثل الأبقار أو الخراف وقد تضاعفت نسبته في الهواء خلال الـ 150 عاما الماضية بنسبة 150 بالمائة.
وفضلاً عن ذلك أضاف كونراد أن "زراعة الأرز كانت أيضا أحد أسباب ارتفاع نسبة الميثان وكذلك الكائنات الدقيقة في حاويات النفايات، إلا أن الاستغناء عن لحوم الأبقار أهم لأن زراعة الأرز تمثل 10 بالمائة فقط من نسبة الميثان في العالم."
لكن كونراد حاول التخفيف من أهوال مخاوف البعض من فرضية التخلي عن لحوم البقر قائلا:" لا يعني أننا سنضطر إلى أن نكون نباتيين حيث إن أكل لحوم الخنزير والدجاج غير ضار، على الأقل فيما يخص نسبة غاز الميثان في الجو".