بطل الخريف... هل بالضرورة بطل للدوري؟
٢٠ ديسمبر ٢٠١٤عندما تقول للخبراء بالدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) إن بايرن ميونيخ هو بطل الخريف هذا الموسم فهل هذا يعني أن الفريق البافاري سيتوج في النهاية بلقب البوندسليغا؟ سيجيبون بـ: "نعم ... ولا". نعم إن في أكثر الحالات يكون بطل الدوري هو بطل الخريف. ولا، لأن بطل الخريف لا يكون بالضرورة في النهاية بطل الدوري، وبايرن ميونيخ نفسه هو أوضح مثال على ذلك.
ظاهرة في تصاعد
من يطالع موقع الدوري الألماني على شبكة الإنترنت (باللغة الألمانية) سيجد إحصائيات تؤيد وجهتي النظر السابقتين. فقد كان أول موسم لانطلاق الدوري الألماني هو 1963/1964، وكان بطل الدوري هو بطل الخريف وهو فريق كولونيا. بل إن حقبة الستينات كلها صارت على نفس المنوال، وبدأ التغيير مع حقبة السبعينات في موسم 1970/1971. ففي ذلك الموسم كان بايرن ميونيخ هو بطل الخريف لكن مونشينغلادباخ تمكن من خطف اللقب في نهاية المطاف. وفي الموسم التالي استوعب بايرن ميونيخ الدرس، وبعدما كان شالكه هو بطل الخريف انتزع الفريق البافاري لقب البوندسليغا من منافسه العنيد. وفي موسم 1978/1979 فاز كايزرسلاوترن ببطولة الخريف لكن البطل في النهاية كان فريق هامبورغ. ثم بدأت ظاهرة فقدان بطل الخريف للقب الدوري تتزايد في العقود التالية وكان بايرن ميونيخ المستفيد الأكبر.
ميونيخ منتهز الفرص
في حقبة الثمانينات انتزع بايرن ميونيخ لقب البوندسليغا ثلاث مرات من بطل الخريف: من هامبورغ موسم 1981/1982، ومن فيردر بريمن موسم 1985/1986، ثم من هامبورغ مرة أخرى في موسم 1986/1987. أما في حقبة التسعينات فخطف ميونيخ اللقب مرة واحدة في موسم 1993/1994 على حساب صاحب بطل الخريف آنذاك آينتراخت فرانكفورت. بعد أن كان البافاريون قد خسروا اللقب لصالح فيردر بريمن في موسم 1992/1993.
ومع بداية القرن الـ 21 فعلها ميونيخ أيضا وكررها من جديد مع شالكة. فبعد أن كان شالكه بطلا للخريف في موسم 2000/2001، خطف الفريق البافاري اللقب منه. وبعدها بتسع سنوات أي في موسم 2009/2010 خطف البافاريون اللقب أيضا لكن هذه المرة من بايرليفركوزن "العاشق" للمركز الثاني. ليشرب بعدها بعامين من نفس الكأس. فبعد أن كان بايرن بطلا للخريف في موسم 2011/2012 استطاع فريق دورتموند بقيادة المدرب يورغن كلوب خطف اللقب من البافاريين، الذين فازوا بعدها باللقب في الموسمين التاليين علما بأنهم كانوا فيها أيضا أبطالا للخريف.
رقم قياسي في فارق نقاط الخريف
لم يفز بايرن فقط هذا الموسم ببطولة الخريف، وإنما سجل رقما قياسيا في فارق النقاط عن أقرب منافسيه. فقد كان الرقم عشر نقاط هو أكبر فارق يسجله بطل الخريف عن أقرب منافسيه وكان مسجلا باسم بوروسيا دورتموند في موسم 2010/2011 وبايرن ميونيخ نفسه في الموسم الماضي. لكن ما فعله بايرن في الموسم الحالي كثير، فبعد فوزه في آخر دقيقة من مباراته الجمعة (19 ديسمبر/ كانون الأول 2014) على مضيفه ماينز أصبح رصيده 45 نقطة قبل الدخول في العطلة الشتوية، مبتعدا عن أقرب منافسيه فولفسبورغ بـ 14 نقطة.
وحتى لو فاز فولفسبورغ في آخر مبارياته قبل العطلة على ضيفه كولونيا فسيبقى الفارق بينهما 11 نقطة ويبقى الرقم القياسي الجديد لميونيخ لا يشاركه فيه أحد حتى إشعار آخر. كما أن الـ 45 نقطة التي جمعها بايرن ميونيخ في الدور الأول من البطولة هذا الموسم هي ثاني أكبر عدد من النقاط يجمعه فريق في مرحلة الذهاب في تاريخ البوندسليغا. علما بأن الرقم القياسي لنقاط مرحلة الذهاب محفوظ أيضا لبايرن ميونيخ حيث جمع الموسم الماضي 47 نقطة، حسب ما أفاد موقعه الرسمي على الانترنت.