بطلة الملاكمة المحجبة زينة نصار: "لن أسمح لأحد أن يخضعني"
٩ أكتوبر ٢٠١٨لا يمثل الحجاب مشكلة لزينة نصار، ولم يعد الحجاب يمثل مشكلة أيضاً بالنسبة لاتحاد الملاكمة الألماني للناشئين، حيث مهد تعديل في اللوائح ذات الصلة الطريق إلى حلبة الملاكمة أمام المسلمة المتدينة. أصبحت زينة نصار تلاكم بحجاب يحمل شعار راعيها الرياضي، شركة نايك، وغطت إضافة لذلك جسمها كله باستثناء الوجه. "في البداية نظر إلي بعضهم ببلاهة، ثم وجدوا الأمر عاديا" حسبما أوضحت الملاكمة: "مرحلة التعود" للفائزات وللمشجعين على الملابس غير المعتادة في الملاكمة، تلك الملابس، التي لم يعتمدها الاتحاد الدولي للملاكمة بعد.
توجت البرلينية البالغة من العمر 20 عاماً في مباراتها الثامنة عشرة بطلة في وزن الريشة. وأصبحت زينة نصار ترنو ببصرها نحو البطولة الأوليمبية في طوكيو وربما انتقلت إلى عالم الاحتراف، فقد نصحتها بذلك الألمانية ريجنيا هالميش، التي كانت بطلة العالم في ملاكمة المحترفين.
تقول نصار إنها تعرف هالميش جيداً. أما زينة نصار نفسها فتفضل الحذر حيال هذا الأمر "حيث سيصبح لدي وقت كاف بعد الدراسة لمناقشة هذا الأمر". لدى زينة النصار، التي تحب بشكل خاص تفادي اللكمة بنجاح بشكل يجعلها تشعر فقط بهواء اللكمة يمر بوجهها، لديها ما تقدمه أكثر من موهبة الملاكمة، حيث تمثل البرلينية زينة ذات الأبوين من أصل لبناني في مسرح ماكسيم غوركي، وتدرس علوم التربية، والاجتماع في مدينة بوتسدام الألمانية في إطار منحة دراسية من "المؤسسة الدراسية للشعب الألماني".
كما أنها تعطي انطباعاً جيداً في تسجيل مقاطع الإعلانات إلى جانب نجم كرة السلة ليبرون جيمس. تقول نصار أثناء تواجدها في مركز التدريب، حيث تفوح رائحة العرق والجلد الصناعي: "لا أريد أن أختزل في الحجاب، الدين مهم لي، ولكن يجب ألا يمنعني الحجاب عن ممارسة الرياضة".
تتدرب زينة نصار بشكل شاق خمس مرات أسبوعياً في نادي TSC الرياضي في برلين تحت إشراف الملاكم الألماني الشرقي السابق كاي هوسته. تقارن زينة نفسها بمحترفة الملاكمة الألمانية نينا ماينكه. تقول زينة عن حجابها: "أريد مكافحة الأحكام المسبقة"، مضيفة أنها كانت تُرمى بالزجاجات قبل أربع أو خمس سنوات إضافة لتعليقات الكراهية مثل "عودي إلى بلدك"، وذلك على الرغم من امتلاكها جواز سفر ألماني. ولكن السقطات من هذا النوع تراجعت في الأوقات الأخيرة.
"الأمر أكثر من مجرد فوز أو هزيمة"
كان على زينة نصار قبل أن تستجيب لولعها الرياضي أن تتغلب على معارضة والديها "حيث كانا يخافان علي". ولكن دفاعها عن قضيتها أصبح قوياً ومقنعاً لدرجة جعلت والديها يستجيبان في النهاية ويتركان ابنتهما تذهب لحلبة الملاكمة. كان الوالدان موجودين خلال أول مباراة لزينة قبل ست سنوات وكانا فخورين بها رغم هزيمتها في هذه المباراة، "جاء إلينا الكثير من المشجعين بعد المباراة وهنئوني، أدركت في وقت ما أن الأمر أكثر من مجرد فوز أو هزيمة" حسبما قالت زينة نصار. كانت الجروح الجسدية في مثل هذه الرياضة الخطيرة محدودة حتى الآن. وكانت أسوأ إصابة تصاب بها زينة هي، التي لحقت بها في أحد الفكين بعد لكمة أصابت هدفها "وظللت بعدها أياماً مصابة بلثغة".
أشاد هانز بيتر ميزنر، رئيس اتحاد برلين لرياضة الملاكمة، بملاكمة وزن الريشة (حتى 57 كيلوغراماً) قائلاً: "إنها تلاكم بشكل يشبه طريقة سفن أوتكه سابقا". يرى ميزنر أن زينة تلاكم بسرعة وتقنية متشابهتين مع طريقة بطل العالم الألماني لملاكمة المحترفين، الذي اعتزل عام 2004 دون أن يهزم، والذي كان من برلين أيضاً. تقول زينة نصار إن مثلها الأعلى في الملاكمة هو محمد علي كلاي، ومايك تايسون وإنها تنوي أن تحقق بطولات دولية هي الأخرى. بل إن زينة أصبح لديها منذ أسبوعين مدير أعمال "وهناك تزايد في طلبات وسائل الإعلام، أصبحت شهرة زينة تطال دوائر أوسع فأوسع" حسب زينة نفسها. هذه الموهبة الألمانية عازمة على ألا تتراجع عن مبادئها العليا "فسأفعل ما أريد ولن أسمح لأحد أن يخضعني".
ر.ض/هـ.د (د ب أ)