بطولة أمم إفريقيا: المنتخب السوداني والحنين لذكريات الماضي المجيد
٢٠ يناير ٢٠١٢رغم قلة عدد مشاركاته في بطولة كأس الأمم الأفريقية، يُحسب للمنتخب السوداني (الملقب بصقور الجديان) أنه واحد من 13 منتخبا فقط، نجحوا في تدوين إسم بلادهم في السجل الذهبي للبطولة، حيث نجح في ترك بصمته مبكرا من خلال الفوز بلقبها في النسخة السابعة التي استضافتها بلاده.
وبعد غياب دام أكثر من ثلاثة عقود، عاد المنتخب السوداني للمشاركة في النهائيات من خلال البطولة السادسة والعشرين التي استضافتها غانا قبل أربعة أعوام، ولكنه لم ينجح في التأهل للبطولة الماضية عام 2010 بأنغولا. وعاد الحظ ليحالف صقور الجديان الذين حجزوا بصعوبة مقعدا لهم في النهائيات القادمة التي تستضيفها غينيا الاستوائية والغابون من 21 كانون ثان/يناير الحالي حتى 12 شباط/فبراير المقبل. وكان المنتخب السوداني هو آخر المتأهلين للبطولة القادمة حيث صعد للنهائيات من الباب الضيق، بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته ووقف الحظ بجواره، ليصبح ثاني أفضل الفرق التي احتلت المركز الثاني في جميع المجموعات بالتصفيات.
استعدادات بقطر والإمارات
واستعدادا للعرس الإفريقي اختار المدرب محمد عبد الله مازدا قطر لإقامة معسكر تدريبي، حرص خلاله على معالجة نقاط الضعف التي ظهرت خلال التصفيات وأيضا على رفع معدلات اللياقة البدنية للفريق. بعد ذلك توجه المنتخب السوداني إلى الإمارات العربية المتحدة حيث لعب مباراة ودية أمام المنتخب التونسي الذي فاز فيها بثلاثة أهداف نظيفة. واختار المدرب مازدا في قائمته النهائية مجموعة من اللاعبين يلعبون جميعا داخل السودان ليصبح المنتخب الوحيد الذي لا يضم عناصر محترفة خارج بلادها. ومعظم لاعبي الفريق من ناديي الهلال بقيادة لاعب الوسط المخضرم هيثم مصطفى كرار البالغ من العمر34 عاما، وزملاءه في الفريق المهاجم مدثر الطيب كاريكا (24 عاما) وعلاء الدين يوسف ونزار أحمد، وهناك أيضا من نادي المريخ مثل المدافع بلة جابر و نجم الدين عبد الله، واحمد البشة وعبد الرحمن حسن.
فرص تأهل السودان للدور الثاني قائمة
ومع وصول المنتخب السوداني إلى النهائيات في 2012، يأمل صقور الجديان في استعادة هيبتهم الإفريقية المفقودة واستعادة ذكريات تراثهم العريق في البطولة، خاصة وأن مجموعتهم الثانية التي تضم منتخبات كوت ديفوار وأنغولا وبوركينا فاسو لن تكون بنفس قوة مجموعة الفريق في نهائيات 2008 . وإذا كان فوز المنتخب الإيفواري بإحدى بطاقتي هذه المجموعة إلى دور الثمانية أمرا منطقيا ، فإن فرصة المنتخب السوداني تبدو جيدة أيضا في التأهل معه لدور الثمانية. ولكن ما يزعج المنتخب السوداني بالفعل أنه سيستهل مسيرته في البطولة بأقوى اختبار ممكن له، وذلك أمام المنتخب الإيفواري في 22 كانون ثان/يناير الحالي قبل مباراتيه التاليتين أمام منتخبي أنغولا وبوركينا فاسو في 26 و30 من الشهر نفسه.
تصميم كبير على التألق رغم الصعوبات
لكن رغم تألق الفريق في التصفيات والطفرة الهائلة للكرة السودانية في الفترة الماضية ، يعاني المنتخب السوداني من سلبية خطيرة وهي افتقاده الخبرة المطلوبة في البطولات الكبيرة مثل كأس الأمم الافريقية بسبب قلة عدد المشاركات فيها. أما المشكلة الأخرى التي تؤرق صقور الجديان فهي اعتماد الفريق على مجموعة من لاعبي الدوري السوداني في مواجهة كتائب من المحترفين في أوروبا في كل من المنتخبات المنافسة. وفي نفس الوقت قد تكون هذه المشكلة من نقاط القوة أحيانا نظرا للانسجام الحاصل بين اللاعبين المحليين بسبب مشاركتهم سويا وبانتظام في مباريات الدوري والكأس المحليين.وفي حديثه عن حظوظ المنتخب السوداني في بطولة أمم افريقيا ، أكد المدير الفني للمنتخب الوطني محمد عبدالله مازدا لوسائل الإعلام السودانية أن الفريق مصمم على تحقيق نتيجة إيجابية في البطولة والظهور بصورة مشرفة ترفع إسم السودان عالياً، مؤكداً أن المنتخب في قمة جاهزيته وأنه استفاد كثيراً من معكسر قطر والمباريات الإعدادية التي خاضها. من جهته طمأن قائد المنتخب السوداني هيثم مصطفى جماهير الكرة السوداني على جاهزية زملائه اللاعبين، الذين أبدوا إرتياحهم للإعداد المتميز وأنهم لن يخذلوا الشعب السوداني وسيقدموا أفضل ما عندهم، حسب قائد المنتخب السوداني.
هشام الدريوش
مراجعة: حسن زنيند