بعد حريق ليسبوس.. اليونان تعد بإنشاء مركز دائم للمهاجرين
١٣ سبتمبر ٢٠٢٠قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم الأحد (13 سبتمبر/ أيلول 2020) إن بلاده ستبني مركز استقبال دائم للمهاجرين في جزيرة ليسبوس ليحل محل مخيم اللاجئين المكتظ، الذي دمره حريق الأسبوع الماضي، داعيا إلى مشاركة أوروبية أكبر.
وقال ميتسوتاكيس إن بناء مركز استقبال جديد في الجزيرة ليحل محل منشأة "موريا" المكتظة سيئة السمعة سيكون فرصة لإعادة ضبط السياسة الخاصة بالتعامل مع المهاجرين الوافدين. وأضاف خلال مؤتمر صحفي "نريد تحويل هذه المشكلة إلى فرصة...يجب أن تشارك أوروبا بشكل أكبر في إدارة المركز الجديد في أي مكان نقرر إقامته به في النهاية".
وشرد الحريق الذي اندلع في مركز استقبال موريا الأسبوع الماضي ما يزيد على 12 ألف لاجئ مما أجبر معظمهم على النوم في العراء دون
صرف صحي مناسب أو طعام أو ماء، وأثار مجددا قضية الهجرة إلى أوروبا.
ويفترش آلاف طالبي اللجوء، بينهم أطفال ومسنّون الشوارع في ليسبوس منذ الأربعاء، بعدما دمّر مخيم موريا جرّاء ما يبدو أنها كانت حرائق مفتعلة.
وصباح السبت وقعت صدامات قرب مخيم موقت جديد أقامته السلطات اليونانية حيث ألقى المهاجرون الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن المهاجرين تظاهروا مجددا بشكل سلمي صباح الاحد.
وأقامت السلطات حاليا مخيما جديدا تبلغ قدرته الاستيعابية ثلاثة آلاف شخص في كارا تيبي على مسافة كيلومترات قليلة من مخيم موريا المدمر الذي لطالما تعرّض لانتقادات من قبل الأمم المتحدة ومجموعات حقوقية جرّاء اكتظاظه وظروفه الصحية المزرية. وقال مسؤولو وزارة الهجرة السبت إن الخطة تهدف إلى توفير خيم لجميع المشردين وتسريع إجراءات اللجوء وقد أوضح الوزير نوتيس ميتاراشي أن الأمر سيستغرق "خمسة أيام" لإيواء الجميع.
مهاجرون يرفضون المخيم الجديد
لكن في حين دخل حوالى 500 مهاجر إلى كارا تيبي بعد ظهر الأحد، مع وجود المزيد في طوابير في الخارج، بقي كثر على الطريق مترددين أو رافضين الدخول.
وقالت زولا وهي أم كونغولية لطفل يبلغ خمسة أشهر لوكالة فرانس برس "في موريا، كان يمكننا الخروج لكن هنا (في المخيم الجديد) سيكون الوضع أشبه بالسجن". وأوضح مهاجر كونغولي من داخل كارا تيبي لوكالة فرانس برس في رسالة نصية أن الشرطة لن تسمح لهم بمغادرة المكان.
ولفتت الشرطة إلى أن بعض المهاجرين الأفغان كانوا يحاولون إقناع آخرين بعدم دخول المخيم الجديد بهدف الحصول على الطعام والمأوى.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن الشرطة منعت الأفغان من الاقتراب من المخيم الجديد ومن المهاجرين الذين يخيمون على قارعة الطريق، وقد تعهد وزير الشرطة ميكاليس كريسوكوديس فرض "عقوبات" على أي شخص يحاول عرقلة وصول المهاجرين إلى كارا تيبي. وقال كريسوكوديس إنه تم نشر آلاف "الشرطيين في الجزيرة" لحماية حياة وأمن" السكان المحليين وطالبي اللجوء على السواء. وأضاف "لن نسمح لأحد بانتهاك قواعد بلادنا". وأشار ناطق باسم وزارة الهجرة إلى أنه سيتم أولا إيواء طالبي اللجوء الذين يعدون بين الفئات الأكثر ضعفا.
وتابع ألكسندروس راغافاس لوكالة فرانس برس "سنمنح أولوية للعائلات. ستضم كل خيمة ستة أشخاص وسيقسّم المخيم على أساس الاعراق". وقال ميتاراشي "نعتقد أن طالبي اللجوء سيقتنعون أخيرا بالدخول بمحض إرادتهم".
وتكثّف السلطات اليونانية جهودها لجمع اللاجئين في المخيم من أجل إعادة النظام إلى الجزيرة، لكن أيضا بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا.
وقبل اندلاع النيران مباشرة في مخيم موريا، ثبتت إصابة 35 شخصا بوباء كوفيد-19 وكانوا يواجهون تدابير حجر صحي. وقالت السلطات الأحد إن سبعة مهاجرين ممن دخلوا المخيم الجديد كانوا مصابين بفيروس كورونا. وأوضح ميتاراشي الأحد أنه قد يكون هناك 200 إصابة بكورونا الآن بين الأشخاص الذين فروا من موريا.
م.أ.م/ ص.ش ( أ ف ب، رويترز)