بعد هيمنة نظام الأسد عليه: لبنان يتطلع لصفحة جديدة مع سوريا
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤أكد لبنان أنه يتطلع إلى "أفضل علاقات الجوار" مع السلطة الجديدة في سوريا، وفق ما أبلغ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب نظيره السوري أسعد الشيباني خلال اتصال هاتفي، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الخميس (26 ديسمبر/ كانون الأول 2024).
وفي بيان على منصة إكس، قالت الخارجية اللبنانية إن بوحبيب هنأ نظيره السوري على تعيينه في منصبه، مؤكدا "تطلّع لبنان إلى أفضل علاقات الجوار مع الحكومة الجديدة في سوريا، بما يخدم مصالح الشعبين والجمهوريتين".
وأكد بو حبيب لنظيره السوري "تمسّك لبنان بوحدة سوريا وسلامة أراضيها واستقلالها وحق شعبها بتقرير مصيره".
ويعد هذا الاتصال الرسمي الأول بين لبنان وسوريا منذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق، إثر الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وشهدت العلاقات بين دمشق وبيروت توترا في كثير من الأحيان منذ حصولهما على الاستقلال أربعينيات القرن العشرين.
ولعب حزب الله اللبناني المدعوم من إيران دورا كبيرا في دعم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على مدار سنوات الحرب الأهلية في سوريا لمحاربة جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت به في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.
وقبل ذلك، سيطرت سوريا بقيادة عائلة الأسد على لبنان لمدة 15 عاما بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وتحكمت فعليا في السياسة اللبنانية حتى عام 2005، وهو ما عارضه العديد من اللبنانيين، لكن آخرين أيدوا دور سوريا.
وأدى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت عام 2005 إلى اندلاع احتجاجات واسعة في لبنان وضغوط غربية أجبرت سوريا على الانسحاب من جارتها.
وأشار تحقيق دولي أولي إلى تورط شخصيات سورية ولبنانية مهمة في عملية الاغتيال.
ونفت سوريا تورطها، فيما قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام إن الأسد هدد الحريري قبل شهور من اغتياله، وهو الاتهام الذي نفاه الأسد.
وبعد 15 عاما، أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة أعضاء من حزب الله غيابيا بالضلوع في الاغتيال. وينفي حزب الله أي دور له.
منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ العام 2013 الوضع سوءا، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ "النأي بالنفس" عن الحرب في سوريا.
والأحد، زار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على رأس وفد ضم وزراء حزبه ونوابه ورجال دين، دمشق حيث التقى قائد الإدارة السياسية الجديدة أحمد الشرع.
ورغم انسحابها بقيت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، وشكلت أبرز داعمي حزب الله وسهّلت نقل السلاح اليه. ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغييرات المتسارعة في دمشق.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
و.ب/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)