بكين 2008- الصينيون يعدون لحفل افتتاح مميز منذ ثلاث سنوات
٢ أغسطس ٢٠٠٨في إطار الاستعداد لألعاب بكين الأولمبية يُحضّر منظمو الدورة الأولمبية منذ أكثر من 3 سنوات لحفل افتتاحي خيالي، كما يتوقع البعض. فالصينيون حريصون كل الحرص على تحقيق انطلاقة جميلة وفريدة من نوعها لهذه الدورة، التي يستضيفونها للمرة الأولى في تاريخهم. وبذلك يسعى الصينيون إلى إظهار قدراتهم وكفاءاتهم ليس فقط عبر رياضييهم في المسابقات والمنافسات الأولمبية، بل عبر إبداعاتهم وابتكاراتهم الجديدة في تقديم الحفل الافتتاحي الذي سيُتابعه عدد كبيرٌ من رؤساء دول وحكومات العالم، إضافة إلى المشجعين على مدرجات الإستاد الوطني في بكين الذي أُطلق عليه لقب "عش الطير" ومئات الملايين من المشجعين الذين سيُتابعون هذا الحدث الكبير على شاشات التلفزيون.
حفل تجريبي ناجح
في مطلع يوليو أجرى المسؤولون عن تنظيم الحفل الافتتاحي للدورة الأولمبية أول تجربة لحفل افتتاح أولمبياد. وأُقيم الحفل التجريبي في الإستاد الوطني "عش الطير"، الذي سيكون مسرحاً أساسياً للألعاب الأولمبية التي ستستمر من 8 وحتى 24 أغسطس 2008، وذلك بنجاح تام ووسط إجراءات أمنية مشددة وسرية تامة. ولم يكشف المسؤولون الصينيون عن تفاصيل هذا الحفل الذي شارك فيه قرابة 10 آلاف شخص، وذلك للحفاظ على عنصر المفاجأة. لكنهم ابدوا ارتياحاً كبيراً لنجاح التجربة.
وفي هذا السياق قررت السلطات الصينية حظر جميع أجهزة التسجيل في بروفات الملابس الخاصة بحفل الافتتاح يوم الجمعة المقبل عقب تسريب لقطات من بروفة سابقة بُث بعضها على شبكة الانترنت عبر موقع يوتيوب الشهير. ولكن هذه اللقطات سرعان ما رفعت من الموقع بعد تدخل اللجنة الاولمبية الدولية واللجنة المنظمة للاولمبياد. وكما أفادت اللجنة المنظمة اليوم السبت، فسيتم منع اصطحاب كاميرات التصوير والفيديو وأجهزة التسجيل على الهواتف المحمولة أثناء بروفتين تجري إحداهما في وقت لاحق من اليوم والأخرى يوم الثلاثاء. وأضافت اللجنة أنه "سيتم التعامل بشدة مع تسريب أي معلومات إلى الجمهور عن حفل الافتتاح".
يذكر أنه حسبما جرت العادة فإن حفلات الافتتاح الأولمبية غالباً ما يتم الإعداد لها سراً، ويتوقع الكثيرون أن يكون حفل الافتتاح في بكين مبهرا حيث تكلف نحو 300 مليون دولار. وسيكون هذا الحفل جزءاً من الحفل الافتتاحي الذي سيستمر 3 ساعات ويتضمن عرض الوفود المشاركة في الدورة الأولمبية وإضاءة الشعلة الأولمبية التي ستُعلن انطلاق الأولمبياد.
ومن غير المتوقع أن يُركز الحفل الافتتاحي على تاريخ الصين الذي يعود إلى 5 آلاف سنة من الحضارة. غير أن مسؤولاً عن تنظيم الحفل الافتتاحي كشف عن أن الحفل سيتضمن إحياء ذكرى ضحايا الزلزال الذي ضرب الصين في مايو / أيار الماضي وأدى إلى مصرع أكثر من 80 ألف شخص وتشريد نحو 5 ملايين آخرين.
بذلك تستعد بكين إلى تنظيم حفل افتتاحي يُراد له أن يكون الأفضل والأجمل على الإطلاق. وإذا ما ساعدت الأحوال الجوية التي تُعد العامل الوحيد خارج سيطرة الإنسان على تنظيم الدورة بالشكل الذي يحلم به المنظمون، فمن المُمكن جداً أن يشاهد العالم حفلاً افتتاحياً من نوع خاص.