عباس وبلير في رام الله
١٨ ديسمبر ٢٠٠٦دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم الاثنين الى اطلاق مبادرة جديدة لعملية السلام في الشرق الاوسط تؤدي الى حل قائم على دولتين مستقلتين. وقال بلير في رام الله (الضفة الغربية) "آمل ان نتمكن في الاسابيع المقبلة ان نضع مبادرة تسمح لنا خصوصا بدعم التنمية واعادة الاعمار للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني". واضاف ان من "المهم جدا" ان "تحدد هذه المبادرة الاطار الذي سنتجه من خلاله الى حل قائم على دولتين" اسرائيل وفلسطين. وتابع قائلا "آمل, لا بل اظن ان هذه المبادرة ستتحقق. ويجب ان يكون هذا موقف الاسرة الدولية اليوم".
ودعا رئيس الوزراء البريطاني الاسرة الدولية الى حشد جهودها تأييدا للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال بلير في رام الله "من المهم بعد خطابكم ان يحشد المجتمع الدولي جهوده لدعم جهودكم كرئيس ولدعم الشعب الفلسطيني". واضاف بلير "نحن مستعدون للقيام بكل ما في قدرتنا لاعطائكم الوسائل لتحقيق ما تتمنونه لشعبكم" معتبرا ان خطاب عباس السبت شكل "منعطفا".
من ناحيته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم الاثنين انه سيمضي قدما بخططه اجراء انتخابات مبكرة على الرغم من المعارضة الشرسة من جانب حكومة حماس. قال عباس انه دعا بالامس لانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة لانه شعر انه في ضوء حالة الجمود القائمة لا بد من السماح للناس ان يقولوا قولهم على أرضية المصلحة الوطنية الفلسطينية. ولكن عباس قال انه ما زال منفتحا على تشكيل حكومة وحدة مؤلفة من الخبراء الفنيين.
ردود فعل
هذا وقد توالت ردود الفعل الأوروبية المؤيدة للرئيس عباس. ففي بروكسيل دعت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو- فالدنر الفلسطينيين إلى "حل خلافاتهم بطريقة سلمية". وقالت المفوضة في معهرض تعليقها على القرار: "إذا كان ذلك سيفضي إلى حكومة وحدة وطنية او انتخابات، فهذا شان داخلي فلسطيني". وذكرت بان "الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع حكومة فلسطينية شرعية تعمل انطلاقا من مبادىء اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة." يذكر أن المبادىء التي طرحتها اللجنة الرباعية تتمثل في الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات المبرمة سابقا بين الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية ونبذ العنف. ومن جهته، أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في بيان "دعمه لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني".
وكانت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كريستينا غالاش قد شرحت أمس الموقف الاوروبي من دعوة عباس قائلة: "الاتحاد الأوروبي سيدعم جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، بما فيها إجراء انتخابات مبكرة." كما قالت في معرض تعليقها على قرار عباس: "أبو مازن (عباس) فتح آفاقا جديدا عبر اقتراحه هذا الصباح عملية انتخابية، والمجتمع الدولي سيدعمه". لكنها تداركت ان لا دعوة رسمية حتى الآن إلى هذه الانتخابات، موضحة ان عباس لن يتخلى عن مساعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية. كما أضافت في الإطار نفسه أن "أبو مازن يحظى بدعم أوروبا الكامل، الوضع الداخلي صعب وأمر أساسي بالنسبة الينا أن يتوافر محاور ذو صدقية". وذكرت غالاش بان قادة الاتحاد الأوروبي رحبوا في بيان خلال قمتهم في بروكسل الجمعة بـ"الجهود التي بذلها الرئيس عباس خلال الأشهر الستة الماضية بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية".