بوش في ضيافة ميركل: رسالة موعظة الى روسيا وأخرى تحذيرية الى ايران
١٢ يوليو ٢٠٠٦ألقى الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بظلاله على المحادثات التي جرت اليوم في مدينة شترالسوند، مسقط رأس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ودافع بوش في المؤتمر الصحفي عن هجوم اسرائيل على مطار بيروت لكنه قال انه يجب ان يحرص الإسرائيليون على عدم إضعاف الحكومة اللبنانية الهشة. وأوضح بوش وميركل في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثاتها انهما يشعران بأن اعمال اسرائيل في سعيها للبحث عن الجنود المخطوفين والرد على هجمات حزب الله الصاروخية لها ما يبررها. وقال بوش "اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها". وتأتي زيارة بوش هذه نزولا عند رغبة ميركل بقيام بوش بزيارة خاصة الى شرق ألمانيا بالذات لأنه معجب بتاريخ هذا الشطر من ألمانيا ـ كما عبر عن ذلك مرارا في لقاءاته السابقة مع المستشارة التي تنحدر من ألمانيا الشرقية سابقا. وهكذا فإن ميركل استغلت فرصة حضور سيد البيت الأبيض إلى المنطقة لمشاركته في اجتماع الدول الثماني الصناعية لإطلاعه على طبيعة عيش الناس على الجانب الآخر من الستار الحديدي. وقالت إن رؤية بوش للولايات الشرقية تكمل في ذهنه صورة ألمانيا.
ايران وروسيا على جدول الاعمال
من ناحية اخرى حذر الزعيمان ايران من انهما سيتوجهان الى مجلس الامن الدولي لبحث اتخاذ خطوات ضد طهران بعد تقاعسها عن الرد على عرض الحوافز. وحث بوش وميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السماح بمجتمع ديمقراطي أكثر انفتاحا في روسيا وهما يستعدان للانضمام الى بوتين في سان بطرسبرج لحضور قمة الدول الصناعية الكبرى الثماني. وقال بوش انه قلق على الحريات في روسيا وانه يزمع مواصلة التعبير عن هذا الرأي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واضاف بوش: "أعتقد ان مهمتنا هي ان نواصل تذكير روسيا بأنها اذا كانت تريد مواصلة الاحتفاظ بعلاقات جيدة معنا فانها تحتاج الى تبني القيم المشتركة." أما المستشارة ميركل فقد أكدت من ناحيتها أن طهران تخطىء اذا ما كانت تامل في انقسام المجموعة الدولية بشان الملف النووي الايراني, مذكرة بعزمها على الاستمرار في الحزم. وقالت ميركل "طرح على ايران عرض جيد لتطوير ذاتها, لكنها اذا لم ترد واذا كانت تامل في انقسام المجموعة الدولية فانها ستكون مخطئة في هذا الشان". واعتبرت ميركل قرار الدول الست الكبرى (المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة) الاربعاء احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن الدولي "مرحلة جديدة". واكدت "اننا اشرنا من خلال هذا العمل المشترك الى ما ستكون عليه المراحل المقبلة اذا استمرت طهران في عدم الرد على اقتراح التفاوض ." وخلصت الى القول "من المهم ان تواصل المجموعة الدولية هذا النهج بشكل تضامني", مشددة على ان "باب التفاوض لم يغلق بعد."
اتفاقية كيوتو هي الحل ...
ومن جانب آخر أشار هوبيرتوس هايل، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يشكل الحكومة الألمانية مع الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تترأسه ميركل الى "إنه لا يكفي أن تنادي المستشارة علنا بإغلاق معتقل غونتانامو"، مشيرا بذلك إلى حديث لها قبل زيارتها الأخيرة لواشنطن. وأضاف " نتوقع من أنجيلا ميركل التحدث بشأن المعتقل غوانتانامو أثناء الزيارة على نفس النحو الذي تتحدث فيه عن المسألة إلى وسائل الإعلام." وقال: "لا نريد تصريحات كبيرة على الملأ بشأن إغلاق المعتقل، بل نريد أن نعرف بالضبط متى سيتم ذلك، فزج المشتبه بهم بالإرهاب الى المعتقل دون مثولهم أمام محكمة لا يمكن أن يكون حلا دائما." وفي سياق آخر قال هايل إن حزبه يتوقع من ميركل في قمة الثماني أن تعارض بكل وضوح موقف الرئيس الأمريكي القاضي بالعمل على زيادة حجم الاستفادة من الطاقة الذرية التي تشكل خطورة قصوى، لاسيما في ظل انتشار أسلحة الدمار الشامل، على حد تعبير هايل الذي أضاف إن من يريد تشجيع الحفاظ على البيئة، فعليه احترام ودعم اتفاقية كيوتو. يذكر أن هذه الاتفاقية تتعلق بضرورة التخفيض من انتاج الغازات المسببة لمشكلة الانحباس الحراري. وقد وقع عليها عدد كبير من الدول، في حين رفضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا المصادقة عليها حتى الآن.
"غوانتانامو ليس حلا"
وفي حديث لها لصحيفة برلينر تسايتونغ الألمانية دعمت كلاوديا روت، من حزب الخضر الألماني المعارض، رأي هوبيرتوس هايل بقولها ان من واجب المستشارة الألمانية الضغط على بوش من أجل إغلاق المعتقل بأسرع وقت ممكن، مضيفة إنه يتعين على ألمانيا أيضا قبول عدد من السجناء على أراضيها." كما وطالبت بربرا لوخبيلر، الأمينة العامة لفرع منظمة العفو الدولية في ألمانيا ميركل بأن تمارس الضغوط على الرئيس الأمريكي من أجل إغلاق المعتقل. وقالت لصحيفة برلينر تسايتونغ "إن الرئيس الأمريكي وإن أراد أن يوجه لهؤلاء السجناء تهمة ما، فعليه أن يقوم بذلك في الولايات المتحدة أمام محكمة معينة." أما المستشارة الألمانية ميركل فقد قالت في لقاء مع قناة التلفزيون الألمانية "إر تيه إل" إنها ذكرت قضية معتقل غوانتانامو في كل لقاء لها مع الرئيس الأمريكي، غير أنها لم تذكر إذا ما كانت تعتزم مناقشة الموضوع مع بوش في زيارته هذه أم لا. ولكنها أشارت عوضا عن ذلك إلى تصريح الرئيس بوش في فينا في أواخر الشهر الماضي بأنه يعتزم إغلاق المعتقل وإعادة السجناء إلى بلدانهم الأصلية." وجدير بالذكر أن 450 شخصا يقبعون في غوانتانامو، أعتقل معظمهم في أفغانستان بعد غزو الولايات المتحدة للبلاد إثر أحداث 11 أيلول / سبتمبرعام 2001.
احتجاجات وإجراءات أمنية مشددة
ورافق زيارة بوش مظاهرات. وبلغ عدد هذه المظاهرات حسب الشبكة الألمانية للتعاون من أجل السلام قرابة 60 مظاهرة أكبرها في بلدة شترالسوند حيث تستقبل ميركل بوش وفي شتوتغارت ونورننبيرغ وكيل وكاسل وبون وبراونشفايغ. وأضافت الشبكة أن الفعاليات الاحتجاجية ستستمر أيضا خلال قمة الدول الثماني الصناعية في سان بطرسبرج. هذا وقد رصدت الحكومة الالمانية أكثر من 12000 شرطي للحفاظ على الامن في وحول مكان اللقاء اضافة الى غواصين وقناصين أيضا. وقد أغلقت شوارع كثيرة على طول 400 كيلومترا.