بي إم دبليو تدخل المنافسة في مجال السيارات الصغيرة
عندما يتم الحديث عن سيارات بي إم دبليو يتبادر الى ذهن الجميع تلك السيارات فاخرة الصنع والشكل وعالية التقنية والأداء سواء كانت من الحجم المتوسط (فئة 300 أو 500) أو من فئة السيارات الفاخرة والضخمة (700) باشكالها المتعددة، هذا بالاضافة طبعا الى السيارات ذي اللمسات الرياضية من عائلة زد (Z) وسيارات الدفع الرباعي من عائلة إكس (X).
ولا شك ان هناك رغبة لدي الكثيرين في اقتناء احدى سيارات هذه الشركة، إلا ان اسعارها المرتفعة نسبيا جعلتهم يحجمون عن ذلك ويتجهون نحو اقتناء سيارة اصغر حجما واقل تكلفة وذي جودة عالية مثل الغولف (Golf)، ألامر الذي جعل الأخيرة السيارة الاكثر مبيعا في اوروبا.
هذه الحقيقة تنبهت اليها شركة المرسيدس منذ فترة عندما قامت بتغيير استراتيجيتها الانتاجية القائمة على صنع سيارات من الفئة المتوسطة (C-Class ، E-Class) والفاخرة (S-Class) فقط الى سيارات صغيرة الحجم من فئة A-Class، محققة بذلك نجاحا باهرا في حجم المبيعات خصوصا في السوق الأوروبية.
بي ام دبليو الجديدة
لم تكن هذه الحقائق بالطبع غائبة عن بال المسؤولين والمخططين في شركة بي إم دبليو الذين بدأوا بعد فترة من التردد والتريث بالتفكير جديا في انتاج سيارة مشابهة للغولف والمرسيدس A-Class من حيث الحجم، فاطلت علينا سيارة جديدة من فئة 116i وتتمتع بتقنية واناقة سيارات الشركة المعهودة. ولكن تبقى العلة ان هذه السيارة لن تخرج بأي حال من الأحوال عن العرف المتداول عن سيارات ال بي إم دبليو وهو ارتفاع ثمنها مقارنة مع مثيلاتها من السيارات عند شركات أخرى ، حيث يتراوح ثمنها حسب قوة المحرك والاضافات ما بين 19,800ـ 24,400 يورو في حين ان سيارة الغولف التي لا تقل عن سيارة بي إم دبليو قدرة واناقة يتراوح ثمنها ما بين 18,990 – 21,990 يورو، إلا ان هذا الفرق في السعر لا يمنع الكثيرين من تسجيل اسماءهم في قائمة الراغبين في سيارة بي إم دبليو. فما الذي دفع هؤلاء للسعي للحصول على السيارة الجديدة؟ أهي السمعة الطيبة لسيارات الشركة بشكل عام أم الهيبة والبرستيج الإجتماعي؟
تقنيات متطورة
لا شك ان شركة بي إم دبليو وضعت في منتجها الجديد تقنيات متطورة وأناقة فريدة كتلك التي يمكن للمرء ان يجدها في سياراتها الفاخرة من فئة 700. فنظرة سريعة على لوحة القيادة تظهر بوضوح الدقة المتناهية لأزرار التحكم وسهولة قرائتها والوصول اليها اثناء القيادة وهذا ما ميز على الدوام سيارات بي إم دبليو عن غيرها من السيارات. كما يلفت النظر دقة التعيير الاتوماتيكي للمقاعد والمرايا وفقا لطول وحجم السائق أو السائقة وطبيعة الطريق ان كانت سهلا ام وعرا ام طريق ملتوية. كل هذه الميزات تحد من تأثير الطرق المتعرجة والالتواءات الحادة بحيث يكون السائق قادر على التحكم بالسيارة في كل الاوقات وتحت كل الظروف. وتساعد اكياس الهواء المثبتة في المقود وفي الجوانب وفي مقعد القيادة على زيادة اجراءات الامن والسلامة في حالة حصول حوادث سير.
ولم تغفل شركة بي إم دبليو الاستفادة من التقنيات المتطورة التي ادخلتها في سياراتها المتعددة في هذا الموديل ، الامر الذي قد يفسر ارتفاع ثمنها مقارنة مع مثيلاتها. فالمشتري يمكن ان يختار ما بين محرك سولار من اربع اسطوانات بقوة 115 أو 163 حصان الذي يمكن ان ينطلق حتى سرعة 100 كم/س في 7,4 ثواني فقط. والسيارة مزودة بناقل للحركة (الجير) من ستة مستويات ويمكن له ان يدويا او اوتوماتيكيا. والخبر السار هنا ان المحرك بكل هذه المكانيات لا يستهلك الا 6,0 لترسولار/100 كم.
هل ستشكل بي إم دبليو i116 منافسة حقيقية للغولف في عالم السيارات صغيرة الحجم؟ الجواب ربما ليس في مجال السعر والسعة الداخلية، ولكن بالتاكيد من حيث الراحة والاناقة وديناميكية الأداء.