بيت هاينريش بول... مصدر إيحاء للكتّاب
٩ نوفمبر ٢٠٠٨بالقرب من مدينة كولونيا تقع قرية هادئة على مقربة من غابات الأيفل، تدعى لانغنبرويش. هناك كان يعيش الأديب الألماني الكبير هاينريش بول الذي حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1972. في هذا البيت استضاف بول كتّاباً مُلاحقين مثل الكاتب الروسي ألكسندر زولجنتسين. وبعد وفاته قررت عائلة الأديب الألماني تحويل منزله إلى بيت للفنانين والكتاب من كافة أنحاء العالم. وقد حلّ عدد من الكتاب العرب ضيوفاً في البيت خلال السنوات الماضية، منهم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي.
السير على خطى هاينريش بول
منذ عام 1989 وهذا المنزل يستقبل الفنانين والكتاب الملاحقين، وذلك سيراً على خطى التقليد الذي اتبعه بول في حياته. كما أن هذا المنزل أنقذ حياة عدد كبير من الكتاب، وشهد أيضاً ولادة أعمال أدبية عديدة، بل ورأى أطفال نور العالم – كما تقول فالتراود لودفيغ التي تعيش بجوار المنزل منذ سبعة عشر عاماً. وفي هذا السياق تقول: "الطفل الذي تبنيته روحياً يعيش الآن في فيينا. هناك بدأت المدرسة في هذا الأسبوع، وهو يناديني بـ"جدتي"، حتى اليوم. بالطبع كمدرسة سابقة فقلبي متعلق بكل الأطفال الذين ولدوا هنا في منزل بول، أو جاءوا إلى هذا المنزل وهم بعد أطفال."
بيت يستضيف الأدباء
يلاحظ من يلج بيت بول أن الصمت هو سيد المكان هنا حتى أن المرء يعتقد أن المكان مهجور. ولكن في الساعة الثالثة بعد الظهر يتقابل ضيوف المنزل في الفناء وكأنهم على موعد. ضيوف البيت هذه المرة هم الكاتبة التركية أسلي إردوغان والشاعر فيستون ناصر موانزا من الكونغو والكاتب الكوبي رونالدو سانشيس مياس، ثم تنضم إليهم الجارة التي تسكن في البيت المقابل ليتبادل الجميع آخر الأخبار في جو يسوده الود والوئام.
بيت بول مكان لكتابة الأعمال الخالدة
الكاتبة التركية أسلي إردوغان أمضت في منزل بول فترة شهر. لقد جاءت من أسطنبول، المدينة التي لا تنام على حد قولها. هناك مرت عليها لحظات لم تعد فيها تستطيع تحمل كل هذا الضجيج والضوضاء. أما هنا، فهي تستمتع بالهدوء والصمت، مما زاد في إعجابها بالمنزل. فهي تعتبره "مكان يصلح لكتابة الأعمال الأدبية الخالدة – ولكن على الكاتب أن يكون مستعداً لذلك". وتضيف قائلة: " أنا شخص يحب الحياة في المدن، غير أن مثل هذه القرى لها تأثير سحري عليّ. أنوي أن أستكمل هنا مشروعين، الأول بدأته في اسطنبول. أما الثاني فيعالج تحديداً هذا الموضوع: إقامة الكتاب في بيوت الفنانين. الراوية في كتابي هي المؤلفة التي تعيش في عزلة وتتحدث مع شخص مُتَخيل."