بيلاروسيا تبث مقطع فيديو لمواطن ألماني محكوم بالإعدام
٢٦ يوليو ٢٠٢٤بث التلفزيون الحكومي البيلاروسي مقطع فيديو يوم الخميس (26 تموز/يوليو 2024)، يظهر فيه مواطن ألماني محتجز ومحكوم عليه بالإعدام في بيلاروسيا يطلب فيه الرحمة من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وقال الرجل، الذي حكم عليه لتنفيذه جرائم إرهابية نيابة عن أوكرانيا، إن الحكومة الألمانية لا تفعل شيئا لإنقاذه. وأضاف باللغة الألمانية: "أعترف بالذنب، بالتأكيد"، وسمعت تصريحاته بشكل جزئي وسط الترجمة الروسية.
وحكم على الرجل بالإعدام في حزيران/يونيو الماضي بتهم منها العمل كمرتزق، لكن الحكم لم يعلن عنه من قبل منظمات حقوق الإنسان إلا بعد شهر.
وقالت وزارة الخارجية في مينسك في ذلك الوقت إنها قدمت عروضا إلى برلين للتفاوض في القضية، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها على علم بالقضية، وأن الرجل يتلقى المساعدة القنصلية. وأكدت الوزارة أن عقوبة الإعدام هي شكل قاس وغير إنساني من العقاب ترفضه ألمانيا تحت أي ظرف، دون التعليق على المفاوضات المحتملة.
ويعتقد المراقبون أن بيلاروسيا، الحليف الأقرب لروسيا، قد تكون مهتمة بمبادلة الرجل بمواطن روسي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في ألمانيا بسبب قتل شيشاني في حديقة ببرلين في آب/أغسطس 2019.
وقال الرجل في الفيديو، الذي يعتقد أنه صدر من قبل الحكومة البيلاروسية، إن عائلته فقط هي التي لا تزال تكافح من أجل حياته، في حين أنه لا يتلقى أي دعم رسمي. وناشد قائلا: "ما زلت على قيد الحياة، لا يزال هناك وقت للتفاوض، لم يفت الأوان بعد، يجب على الحكومة أن تكافح من أجلي". كما توسل الرجل، الذي كان يحاول كبح دموعه، من أجل أن يتم السماح له برؤية ابنته وصديقته ووالده مرة أخرى. وأكد بشكل متكرر أنه ارتكب أكبر خطأ في حياته. وقال: "أندم على كل ثانية، يمكنني أن أعتبر نفسي محظوظا لأن أحدا لم يقتل أو يصب. الشكر لله".
وتتعلق آمال الرجل حاليا بالرئيس البيلاروسي لوكاشينكو فقط، الذي غالبا ما يطلق عليه لقب "آخر ديكتاتور في أوروبا" وكان سابقا قد أمر بإعدام أجانب. وقال الرجل: "لا أستطيع سوى أن آمل أن يسامحني رئيس هذا البلد، السيد لوكاشينكو". وتعد بيلاروسيا الدولة الأخيرة في أوروبا التي لا تزال تصدر أحكاما بالإعدام.
وكانت منظمة حقوق الإنسان البيلاروسية فياسنا من بين جهات ذكرت أمس الجمعة أن عامل الإنقاذ السابق في الصليب الأحمر الألماني اتهم بممارسة أنشطة مرتزقة والتجسس والإرهاب وإنشاء منظمة متطرفة وتدمير مرفق نقل والتعامل بشكل غير قانوني مع الأسلحة والمتفجرات والذخيرة. ويعتقد أن الحكم صدر عليه في مينسك في 21 حزيران/يونيو الماضي.
ويقبع المواطن الألماني المنحدر من برلين، في الحبس في بيلاروسيا منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها منظمة فياسنا، فإن المواطن الألماني عمل لفترة وجيزة كحارس أمن في السفارة الأمريكية في برلين.
ودعت عدد من منظمات حقوق الإنسان السلطات في بيلاروسيا إلى عدم تنفيذ حكم الإعدام. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت منظمة ليبريكو الألمانية-السويسرية، التي تقدم الدعم لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد من قبل نظام مينسك، إن الحكم مثير للقلق بشكل خاص بسبب الانتهاكات العديدة والمنهجية للحق في الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة في المحاكم البيلاروسية.
خ.س/و.ب (د ب أ)