تبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو بشأن أسلحة سوريا الكيماوية
٢٨ فبراير ٢٠١٨ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن كوريا الشمالية شحنت إمدادات للحكومة السورية يمكن أن تستخدم في انتاج أسلحة كيماوية. وقال تقرير صادر عن لجنة من المحققين الخبراء الذين يشرفون على امتثال بيونغ يانغ لعقوبات الأمم المتحدة أن البلاط المقاوم للأحماض والصمامات وموازين الحرارة كانت من بين المواد التي قدمتها كوريا الشمالية لسوريا. وأضافت الصحيفة أن فنيين كوريين شماليين متخصصين في الصواريخ شوهدوا أيضا في منشآت معروفة للأسلحة الكيماوية في سوريا.
وورد في تقرير الخبراء الذي اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز، أنه تم نقل ما لا يقل عن 40 شحنة لم يتم الإبلاغ عنها من مكونات الأسلحة الكيماوية المحتملة بين عامي 2012 و 2017، ولكن يمكن استخدام المواد لأغراض عسكرية ومدنية على حد سواء.
وتقيم سورية وكوريا الشمالية علاقات طيبة تعود لعقود. وفي عام 2015، أطلقت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد اسم الأب المؤسس الكوري الشمالي كيم إيل سونغ على حديقة في دمشق. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه لم يطلع على تقرير فريق الخبراء المكلف بالتحقيق في انتهاكات العقوبات. وقال ستيفان دوجاريك للصحفيين "آخر ما نحتاجه في سوريا هو المزيد من الأسلحة، ولا قدر الله، مزيد من الأسلحة الكيماوية".
من جهته، قال روبرت وود المبعوث الأمريكي في مؤتمر نزع السلاح الذي يقام تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف اليوم (الأربعاء 28 فبراير/ شباط 2018) إن روسيا خرقت التزاماتها كضامن لتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية ومنع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من استخدامها. وأضاف للصحفيين في جنيف قبل وقت قصير من إلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمته في المنتدى "تقف روسيا في الجانب الخاطئ من التاريخ فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا". وأجاب ردا على سؤال عما يثار عن علاقة تعاون بين كوريا الشمالية وسوريا بقوله "من الواضح أن هناك علاقة طويلة بين كوريا الشمالية وسوريا فيما يتعلق بالنشاط الصاروخي والأسلحة الكيماوية ومكوناتها".
ودر على ذلك وزير الخارجية الروسي بأن سوريا تخلصت من مخزونات الأسلحة الكيماوية ووضعتها تحت السيطرة الدولية رغم "المزاعم السخيفة" الموجهة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. واتهم لافروف في كلمة أمام مؤتمر نزع السلاح، الولايات المتحدة وحلفاءها "باستغلال مزاعم لا أساس لها من الصحة عن استخدام دمشق لأسلحة سامة كأداة تخطيط سياسي مناهض لسوريا".
ح.ز/ ع.ج (رويترز / د.ب.أ)