تحرك أوروبي لفرض حظر تصدير أسلحة إلى أنقرة
١١ أكتوبر ٢٠١٩تسعى السويد لدعم فرض حظر أسلحة على مستوى الاتحاد الأوروبي ضد تركيا، في اجتماع لوزراء خارجية التكتل الأسبوع المقبل، وسط العملية العسكرية التركية الجارية في شمال شرق سوريا. وبعد اجتماع اليوم الجمعة (11 تشرين أول/أكتوبر) مع لجنة الشؤون الأوروبية بالبرلمان السويدي، ذكرت وزيرة الخارجية آنا ليند أنها " تشعر بالسرور من أن لجنة أوروبية تدعم بالإجماع خطوة لفرض حظر أسلحة".
وقالت ليند للإذاعة السويدية إن السويد سوف تقترح أنه يجب على الاتحاد الأوروبي النظر في اتخاذ "تدابير تقييدية". وهذا يمكن أن يشمل "عقوبات اقتصادية أو عقوبات ضد أفراد". ولن تقترح السويد تلك التدابير مباشرة في اجتماع يوم الاثنين ولكن سوف تطلب من الاتحاد الأوروبي النظر فيها إذا ما تدهور الوضع. وقالت ليند إن أعضاء لجنة الشؤون الأوروبية بالبرلمان السويدي قالوا إن مناقشات مماثلة جارية في دول أخرى أعضاء. وأضافت وزيرة الخارجية أن السويد لم تصدر تصاريح تصدير لمعدات قتال عسكرية لتركيا في 2018 أو 2018.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الهولندية الجمعة أن هولندا علقت تصدير أي شحنات أسلحة جديدة إلى أنقرة إثر الهجوم الذي بدأته تركيا الأربعاء في شمال شرق سوريا. وقالت الخارجية لفرانس برس "قررت هولندا تعليق كل طلبات تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في انتظار تطور الوضع". ودعت الحكومة الهولندية "الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الاوروبي إلى القيام بالأمر نفسه".
في غضون ذاك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اليوم الجمعة إن وزير الدفاع مارك إسبر أبلغ نظيره التركي بأنهما بحاجة لإيجاد وسيلة لتهدئة الوضع في شمال شرق سوريا "قبل أن يتعذر إصلاحه"، محذرا من أن التوغل التركي يحمل مخاطر عواقب وخيمة على أنقرة.
وذكر بيان للبنتاغون أن إسبر قال لنظيره التركي خلوصي أكار "على الرغم من أن الوزير أكد على تقديرنا لعلاقتنا الثنائية الاستراتيجية، إلا أن هذا التوغل يخاطر بمواجهة تركيا عواقب وخيمة"، مضيفا أن تصرفات تركيا قد تضر بالجنود الأمريكيين في سوريا.
لكن الوزير الأمريكي اسبر عاد ليؤكد أن الأتراك لم يظهروا أي مؤشر على استعدادهم لوقف الهجوم. وأضاف في مؤتمر صحافي في واشنطن "ليس لدي أي مؤشر على أنهم يرغبون في التوقف"، موضحا أنه يستند في ذلك الى فحوى مكالمة هاتفية الخميس مع نظيره التركي خلوصي أكار. من جهته، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلاي "لا نرى أي مؤشر أو تمهيد لوقف تدخلهم العسكري".
وأكد إسبر اليوم الجمعة إن واشنطن "تعارض بشدة" الاجتياح العسكري التركي لشمال سوريا، لكنها لن تضع الجنود الأمريكيين في قلب "صراع طويل الأمد" بين أنقرة والأكراد. وذكر إسبر للصحفيين أنه "لكي نكون واضحين، نحن لا نتخلى عن شركائنا من القوات الكردية"، مضيفا أن القوات الأمريكية لا تزال مع الأكراد في أجزاء من سوريا.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي اليوم الجمعة، تعليقا على العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، إن الخيار العسكري فشل تاريخيا في تحقيق أي استقرار. وفيما يتعلق بتهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين للانتقال إلى أوروبا، قال كونتي اليوم: "لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقبل هذا الابتزاز " وفقا لوكالة "نوفا" الإيطالية.
وأشار كونتي إلى أنه "بخصوص مسألة المهاجرين، دعمت أوروبا أنقرة مالياً بشكل واضح للغاية". وشدد كونتي على ضرورة اتخاذ الاتحاد الأوروبي موقفا موحدا، مضيفا: "تاريخيا، الخيار العسكري فشل في تحقيق أي استقرار.. لا يمكننا قبول ذلك".
في غضون ذلك نزح مئة ألف شخص منذ بدء الهجوم التركي في شمال شرق سوريا، بحسب الأمم المتحدة.
ح.ع.ح/ف.ي (أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)