تحقيق أممي يشير لاحتمال ارتكاب جرائم حرب في الصراع اليمني
٢٨ أغسطس ٢٠١٨أشار تحقيق أجرته الأمم المتحدة بشأن الوضع في اليمن إلى أن هناك جرائم حرب ارتكبت في إطار الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات بين التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة والحوثيين من جهة ثانية. وأظهر التقرير الصادر اليوم (الثلاثاء 28 أغسطس / آب 2018) أن المسئولين الحكوميين في اليمن والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية قد ارتكبوا أعمالا تصل إلى مستوى الجرائم الدولية. وقال كامل الجندوبي، رئيس مجموعة الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن، في بيان صحفي "ليس هناك سوى القليل من الأدلة على أن أطراف النزاع حاولوا تقليل الخسائر بين المدنيين".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه في الفترة من آذار/ مارس 2015 وحتى آب / أغسطس 2018، قُتل نحو 6660 مدنيا وأصيب عشرة آلاف و563 آخرون في الصراع على السلطة بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين. وسيطر الحوثيون المتحالفون مع إيران على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن في أواخر عام 2014. واشتد الصراع عندما بدأت المملكة العربية السعودية وحلفاء آخرون من السُنَّة حملة جوية في عام 2015 لوقف تقدم الجماعة الشيعية نحو عدن، المقر المؤقت للحكومة.
ويقول تقرير الأمم المتحدة الذي أجراه خبراء بناء على طلب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن العمليات الجوية للتحالف تسببت في معظم الخسائر البشرية المباشرة من المدنيين، حيث أصابت الضربات أسواق وجنازات وحفلات زفاف وغيرها من الأماكن. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أصابت ضربة جوية إحدى الحافلات ، مما أسفر عن مقتل العشرات، ومن بينهم أطفال مدارس. كما ذكر التقرير أن الحصار الذي تفرضه قوات التحالف على الموانئ والمجال الجوي اليمني يحتمل أنه ينتهك أيضا مبدأ التناسب في القانون الدولي الإنساني. ويشير التقرير إلى أنه يجب على محكمة مستقلة أن تحدد ما إذا كانت هناك جرائم حرب قد ارتكبت بالفعل ، وتوصي بإجراء تحقيق إضافي.
وقال التقرير المؤلف من 41 صفحة إن جميع الأطراف جندت أطفالا أعمارهم بين 11 و17 عاما واستغلتهم في أعمال القتال مشيرا إلى أن هذه أيضا جرائم حرب. وصدر التقرير قبل محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة والحوثيين مقرر إجراؤها في جنيف في السادس من سبتمبر/ أيلول.
ولم تشر لجنة الخبراء بقيادة التونسي كمال الجندوبي للولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تقدمان أسلحة ومعلومات استخباراتية للتحالف كما لم تشر إلى الدعم الإيراني للحوثيين.
ح.ز/ ح.ح (د.ب.أ / رويترز)