تدويل الجامعات الألمانية يؤدي إلى ازدياد التنوع الديني فيها
١٣ سبتمبر ٢٠١٣انتمت المسلمة ليلى يونس العمايرة في فترة تربيتها في روضة الأطفال وفترة تعليمها في المدرسة في الشطر الشرقي من برلين دائما إلى أقلية. ولم تجد الجماعة التي بحثت عنها، إلا في فترة دراستها لعلوم الحقوق في جامعة برلين الحرة. "أردت أن أتعرف على مسلمين آخرين يقومون مثلا بالصوم في شهر رمضان"، كما تقول ليلى التي يبلغ عمرها 22 عاما. وتضيف: "ولذلك كنتُ مسرورة جدا، عندما عثرتُ على مجلس الدارسين والأكاديميين المسلمين".
وتنتمي إلى المجلس 30 جمعية جامعية إسلامية تنظم العديد من النشاطات، ابتداء من المناقشات والرحلات، وصولا إلى الإفطار المشترك في شهر رمضان.
البحث عن وطن ديني في الجامعة
يرى طالب العلوم السياسة يوناس فيغرت في القيام المشترك مع زملائه اليهود بإشعال الشموع بمناسبة عيد حانوكا ذروة في حياته الطلابية. وعندما أكمل يوناس قبل ثلاثة أعوام المدرسة الثانوية اليهودية في برلين وبدأ بدراسته في الجامعة الحرة، أراد تبدل الآراء مع زملائه اليهود. إلا أن الجمعية الجامعية اليهودية انحلت قبل بضعة أعوام من ذلك. وعليه، فإن يوناس بادر مع ثلاثة طلاب آخرين بتأسيس جمعية شتودنتين (Studentim) اليهودية.
وكما يقول يوناس، يقيم طلاب يهود من إسرائيل والولايات المتحدة اتصالات متزايدة مع الجمعية. ويضيف: "رغم أنهم يقيمون هنا في حالات كثيرة لفترة قصيرة فقط، إلا أنهم مهتمون بالتعرف على الآخرين ومناقشة القضايا المتعلقة باليهودية معهم".
توسيع الحوار بين الثقافات
على العكس من جمعيات الطلاب المسيحيين والمسلمين واليهود، لا توجد في برلين جمعيات خاصة بالطلاب من البوذيين والهندوس. إلا أنه يمكن أن ينضم هؤلاء الطلاب إلى جمعية شتوبه (STUBE) الخاصة بالطلاب من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وهذه الجمعية مرتبطة بجمعية الطلاب البروتستانت المفتوحة أمام طلاب جميع الطوائف الدينية.
وتعرفت طالبة الكيمياء البيولوجية رودينا أتشاريا من نيبال في هذه الجمعية سريعا على أصدقاء جدد لها. "جذبني بشكل خاص الحوار بين الأديان هناك"، كما تقول، مشيرة إلى أنها تعلمت في الجمعية الكثير حول المسيحية. ومن ناحيتها أعطت الطالبة النيبالية أصدقاءها بعض المعلومات حول دينها الهندوسي.
"غرف الهدوء" لا تكفي
يشكل تبادل الآراء بين أتباع الأديان المختلفة هدفا لجميع الجمعيات الطلابية. ويؤيد رجل الدين الكاثوليكي مارتين روتينغ توفير ظروف أفضل لهذا الغرض في الجامعات الألمانية، فرغم وجود "غرف هدوء" في جميع الجامعات تقريبا يمكن استخدامها للقيام بالصلاة، إلا أنه لا توجد ملتقيات حقيقية كما هي قائمة في الكثير من الجامعات الأمريكية والكندية والأسترالية. "أريد أن تدرك الجامعات الألمانية أن الدين يشكل جزءا جذريا من الثقافة وأنه من الضروري أن يحتل الدين في الجامعات أيضا مكانة مناسبة"، كما يقول روتينغ.
ولا تزال الجمعيات الدينية المختلفة مجبرة على استخدام مبان خارج الجامعات للقيام بنشاطات مشتركة. وعليه نظمت جمعية الطلاب المسلمين في برلين مثلا بالتعاون مع جمعية الطلاب اليهود في مدينة بوتسدام في كنيسة بروتستانتية حفلة مشتركة بعنوان "لقاء الحلال مع الكوشر". وهذا هو المصطلح العبري الذي يصف الأكل الموافق للشريعة اليهودية. وتؤكد ليلى يونس العمايرة قائلة: " أعتقد أن تكثيف الحوار بين الأديان المختلفة ليس ضروريا، إذ تم تحقيق نجاحات كبيرة بشأن التفاهم بينها". ولذلك تتمنى ليلى أن يجري المزيد من اللقاءات المشتركة بين أتباع الأديان المختلفة، وذلك داخل الجامعات.