ترحيب دولي بإقرار الإصلاحات الدستورية في تركيا
١٣ سبتمبر ٢٠١٠رحب الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بإقرار الأتراك الإصلاحات الدستورية في الاستفتاء الذي نظم أمس الأحد(12 أيلول/ سبتمبر) في تركيا. وفي هذا السياق أعرب ستيفان فولي مفوض التوسع بالاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بنتائج الاستفتاء الدستوري في تركيا ووصفه بـ"خطوة في الاتجاه الصحيح" في سبيل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي برلين رحب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بنجاح الاستفتاء وقال إن الإصلاح الدستوري هو أمر حاسم لمحاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وحول مضمون الإصلاحات الدستورية قال فيتسرفيله إن "نقاش المجتمع المدني والذي تناول أيضاً الصيغة الملموسة لتوازن القوى في الدولة هو موضع ترحيب بالغ"، مشيراً إلى أن "هذه العملية لم تصل بعد إلى نهايتها".
من جهته أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حيث "أشاد بحيوية الديمقراطية في تركيا كما كشف الإقبال على الاستفتاء "، حسب ما ورد الليلة الماضية في بيان للبيت الأبيض بواشنطن.
ورغم تأييد غالبية الأتراك للإصلاحات الدستورية وإقامة حزب العدالة والتنمية الحاكم احتفالات اليوم بنتيجة الاستفتاء، إلا أن بعض المدن التركية شهدت ردود فعل غاضبة وخصوصاً في مناطق جنوب شرق البلاد التي تقطنها أغلبية كردية.
متابعة الإصلاحات السياسية
وأبدى الإتحاد الأوروبي، وعلى لسان ستيفان فولي مفوض التوسع بالاتحاد، ترحيبه بنتيجة الاستفتاء واعتبرها، حيث قال مساء أمس الأحد في بيان في بروكسل "إن نجاح الاستفتاء يظهر استمرار التزام المواطنين الأتراك بالإصلاحات في ضوء تعزيز حقوقهم وحرياتهم"، معتبراً أن "هذه الإصلاحات خطوة في الاتجاه الصحيح لأنها تعالج عدداً من الأولويات المعلقة في جهود تركيا تجاه الامتثال بشكل كامل لمعيار الانضمام".
وحث المسؤول الأوروبي أنقرة على تطبيق قوانين تضمن تنفيذ التعديلات الدستورية، وأضاف قائلاً: "سنتابع استعدادهم عن كثب"، مشيراً إلى ضرورة أن يعقب التصويت على الإصلاحات الدستورية، إقرار إصلاحات أخرى "مطلوبة بشدة لمعالجة الأولويات المتبقية في مجال الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير وحرية العقيدة". وقال فولي إن "وضع دستور مدني جديد سيوفر قاعدة صلبة لتحقيق تنمية مستدامة للديمقراطية في تركيا، بما يتماشى مع المستويات الأوروبية ومعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
حزب أردوغان يحتفل
واحتفل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اليوم الاثنين بفوزه في الاستفتاء على الإصلاحات الدستورية، الذي يعزز فرصه بالفوز بولاية انتخابية ثالثة على التوالي في الانتخابات المقررة بعد عشرة أشهر. لكن معارضيه أبدوا مخاوفهم على مستقبل النظام العلماني، حيث شهدت البلاد حملة مكثفة مناهضة للاستفتاء، نظمتها أحزاب المعارضة العلمانية، حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي.
وأفادت تقارير إعلامية بأن عملية التصويت في الاستفتاء جرت بشكل سلس في معظم مناطق البلاد، لكن أحداث شغب وعنف وقعت في أقاليم جنوب شرق تركيا التي تقطنها أغلبية كردية، حيث أطلق محتجون في مدينة ميرسين هتافات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني المحظور وألقوا بالقنابل الحارة على مدرسة تضم مركزاً انتخابياً. لكن شرطة مكافحة الشغب قامت بتفريقهم ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. بينما ذكرت تقارير إعلامية أن أحد عشر شخصاً أصيبوا بجروح خلال أحداث شغب أمام أحد مراكز التصويت في مدينة سيرناك. وفي مدينتي فان وباتمان شرق البلاد قامت الشرطة باعتقال مجموعة من المحتجين المؤيدين لدعوة حزب السلام والديمقراطية الكردي بمقاطعة الاستفتاء، وكان هؤلاء المحتجون يحاولون منع الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
(م.س/ د.ب.أ/ رويترز)
مراجعة: عماد مبارك غانم