ترشح بن إبراهيم لرئاسة الفيفا قد يعصف بحظوظ الأمير علي
١٦ أكتوبر ٢٠١٥مع اقتراب انتهاء الآجال المحددة لتقديم الترشيح لانتخاب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يزداد الصراع وتشتعل المنافسة بين المرشحين لهذا المنصب. ويبدو أن الأمير الأردني علي بن الحسين عازم على الدفاع عن حظوظه لاعتلاء منصة أعلى هيئة كروية في العالم بعدما أعلن رسميا أمس الخميس (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) ترشحه للمرة الثانية لهذه الانتخابات التي خسرها في مايو/ أيار الماضي عندما ترشح كمنافس وحيد للرئيس الحالي للفيفا جوزيف بلاتر.
وحتى قبل أسابيع قليلة كان المراقبون يتوقعون أن تكون الانتخابات المقبلة أصعب بالنسبة للأمير الأردني بسبب وجود أكثر من مرشح فيها على عكس الانتخابات الماضية التي دخلها الأمير علي بن الحسين وحيدا. فترشح رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني للانتخابات المقبلة اعتبر بمثابة عائق أمام الأمير الأردني لأن ذلك يعني خسارته للأصوات الأوروبية التي دعمته في كونغرس الفيفا الأخير.
الأمير علي يرفع شعار محاربة الفساد
بيد أن التطورات الأخيرة التي شهدها جهاز الفيفا والتحقيقات وعقوبات التوقيف التي طالت بلاتر وبلاتيني عادت لتقوي من حظوظ الأمير الأردني بصفته المرشح الوحيد لحد الآن الذي لم يثبت تورطه في قضايا فساد، وهو ما يمنحه أفضلية كبيرة مقارنة مع منافسيه. وينظر للأمير علي بن الحسين حالياً بأنه قائد ثورة التغيير داخل الوسط الكروي العالمى، بسبب مطالبته الدائمة بتطهير كرة القدم من الفساد أقوالا وأفعالا عكس بقية مرشحيه، وهو ما أكده خلال الكلمة التي أدلى بها بعد إعلان ترشحه للانتخابا المقبلة حيث قال "قبل 10 أشهر كانت لدي الشجاعة لخوض التحدى أمام بلاتر فى معركة الانتخابات، كنت أسعى للتغيير والقضاء على الفساد داخل الفيفا، ليس لأنى الأفضل"، مضيفاً: "قررت الترشح مجدداً، لكى لا أسمح باستمرار الفساد".
بالمقابل يخضع بلاتيني حاليا للإيقاف، من قبل لجنة القيم في الفيفا لمدة 3 أشهر من كل الأنشطة المرتبطة بكرة القدم. بعد أن أعلن المدعي العام السويسري الجمعة الماضي أن بلاتر مشتبه به في عملية (دفع غير مشروع) لمبلغ 2 مليون فرنك سويسري إلى بلاتيني. وأقر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتلقيه مبلغ مليوني فرانك سويسري (1.8 مليون يورو) من (الفيفا) نظير عمل قام به بموجب عقد موقع مع الاتحاد الدولي، لكنه أوضح أن هذا المبلغ هو مقابل عمل قام به للفيفا بين عامي 1999 و2002، وأن تأخر حصوله عليه إلى 2011 كان بسبب المشكلات المادية التي واجهها الفيفا أواخر 2002 بعد إفلاس شركة "اي اس ال" الشريك التسويقي للاتحاد الدولي.
توقيف بلاتيني يصب في مصلحة الأمير علي
وأمام تهم الفساد هذه التي طالت بلاتيني، الذي كان ينظر إليه المرشح الأوفر حظا لخلافة بلاتر، قد تتجه الكثير من الاتحادات في قارة آسيا وقارة إفريقيا خصوصا العربية منها، وبعض اتحادات أميركا الجنوبية واتحادات قارات أمريكا الشمالية والوسطى (الكونكاكاف) واتحادات قارة أوقيانوسيا لدعم الأمير علي - على اعتبار أن وصول بلاتيني لسدة الرئاسة ستشكل صفعة جديدة في وجه الإصلاح ومحاربة الفساد بالفيفا، لأنه سيكون امتدادا لمسيرة السويسري جوزيف سيب بلاتر الملطخة بفضائح الفساد والرشى والاحتيال.
وإذا ما حظي الأمير علي بن الحسين بدعم التحالف المكون من الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم، والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن وصوله إلى كرسي الرئاسة لن يكون بالأمر الصعب، لما يتمتع به الاثنان خصوصا الأول من نفوذ قوي وتأثير على الكثير من الاتحادات الوطنية في العالم، رغم أنهما لم يدعماه في الانتخابات الماضية.
ترشح الشيخ سلمان بن إبراهيم يبعثر أوراق الأمير علي
لكن كل هذه الآمال قد تذهب أدراج الرياح إذا ما تأكد ترشح رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة لانتخابات الفيقا المقبلة، حيث تشير تقارير إلى أن سلمان بن إبراهيم يستعد لدخول غمار المنافسة على رئاسة الفيفا، وهو ما يعني حرمان الأمير الأردني وبلاتيني من أصوات الاتحادات الأسيوية التي كان يطمعان في الحصول عليها في الانتخابات المقبلة. ويحظى بن إبراهيم بدعم كبير من الشيخ الكويتي احمد الفهد الصباح، أحد أبرز الأشخاص المؤثرين في الرياضة الأسيوية.
وخلف بن إبراهيم، القطري محمد بن همام بعد إيقاف الأخير مدى الحياة لمزاعم فساد أيضا، قبل أن يحصل على ولاية كاملة لأربع سنوات بالتزكية في نيسان/ابريل الماضي ويحصد موقع نائب رئيس الاتحاد الدولي عن آسيا خلفا لعلي بن الحسين، وهو ما يقوي حظوظه بشكل كبير في الفوز بانتخابات الفيفا مقارنة مع الأمير علي بن الحسين.
ومن المتوقع أن تنضم أسماء أخرى لقائمة الترشح في الأيام المقبلة، مثل الهولندي ميكايل فان براغ الذي قد تدفع به أوروبا كبديل عن بلاتيني في حال استمرار إيقافه، بالإضافة إلى السياسي ورجل الأعمال الجنوب إفريقي طوكيو سيسكويل، والأمين العام السابق للفيفا الفرنسي جيروم شامبانيي والنجم البرازيلي السابق زيكو، مما ينذر باشتعال المنافسة أكثر بين الأمير الأردني وباقي المرشحين.