تركيا.. المسيل للدموع لتفريق مشيّعي محامية توفيت في السجن
٢٨ أغسطس ٢٠٢٠فيما كانت أسرة وأصدقاء المحامية، إيبرو تيمتيك، التي توفيت بعد إضراب عن الطعام في السجن، يقتربون من مقبرة في شمال إسطنبول، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على ما شاهد فريق من وكالة فرانس برس اليوم الجمعة (28 آب/ أغسطس 2020) وهتف المشيعون "تيمتيك خالدة" و"الدولة القاتلة مسؤولة" بعد أن وضعوا رداء المحاماة الخاصة بها وزهوراً على قبرها.
وهددت الشرطة المسلحة بدروع مكافحة الشغب بمهاجمة المشيعين إذا لم يتوقفوا عن ترديد الشعارات وطاردتهم بعد مراسم الدفن. وشاهد صحافي في فرانس برس اعتقال صبي صغير.
وكتب "مكتب هالكين للمحاماة" في تغريدة على تويتر "استشهدت إيبرو تيمتيك العضو في مكتبنا". وقال أصدقاء تيمتيك (42 عاماً) إنّها كانت تزن 30 كلغ فقط وقت وفاتها مساء أول أمس الخميس.
وقبل دفنها استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمع بالقوة لأصدقاء وأنصار المحامية فيما كانوا يحاولون معاينة جثمانها في مقر مجلس الطب الشرعي حيث يفترض أن يجري تشريح جثتها. وذكرت صحيفة جمهوريت أنّ الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص على إثر ذلك.
بعد الانتهاء من تشريح الجثمان في مجلس الطب الشرعي، وصل حوالي 300 شخص إلى مسجد للطائفة العلوية على الطرف الشمالي من إسطنبول حيث أقيمت مراسم الجنازة. وقالت صحافية في فرانس برس إن الشرطة أغلقت المنطقة ونشرت عدة شاحنات بخراطيم المياه بينما حلقت مروحية تابعة للشرطة في سماء المنطقة.
إدانة وصدمة في الأوساط الحقوقية
وكان أصدقاء تيمتيك وأنصارها يخشون أن يتم دفن جثمانها سراً، وتجمع حوالي 300 شخص خارج مجلس الطب الشرعي عندما انتشرت أولى الأنباء عن وفاتها. وأفاد المحامي وصديق المحامية المتوفاة، سنان زينجير فرانس برس مساء الخميس "عندما يستشهد ثوار أو أكراد... تخطف (السلطات) الجثامين وتدفنها في أماكن مجهولة عند منتصف الليل". وتابع "نحن هنا لمنع مثل هذه الحالة".
وكانت المحامية وزميلها أيتاك أونسال المضرب عن الطعام في السجن أيضاً، عضوين في رابطة المحامين المعاصرين المتخصصة بالدفاع عن القضايا الحساسة سياسياً. وتتهم السلطات التركية هذه الجمعية بالارتباط بالمنظمة الماركسية اللينينية المتشددة "جبهة/حزب التحرير الشعبي الثوري" التي نفذت اعتداءات وتعتبرها أنقرة ودول غربية "إرهابية".
وحكم على تيمتيك، التي كانت موقوفة منذ أيلول/سبتمبر 2018، بالسجن 13 عاماً بعد إدانتها وبدأت في شباط/ فبراير إضرابا عن الطعام للمطالبة بمحاكمة عادلة. وكانت تيمتيك محتجزة في سجن سيليفري، وهو مجمع سجون ومحاكم ضخم على أطراف إسطنبول.
وأعرب مجلس النقابات والجمعيات القانونية في أوروبا، الذي يمثل النقابات في 45 دولة أوروبية، عن "صدمته" في رسالة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان. وحضّ أردوغان على إنقاذ أونسال من مصير مماثل بضمان محاكمة عادلة له.
ع.ج/ خ.س (أ ف ب)