150611 Interview Alkan Türkei
١٥ يونيو ٢٠١١سؤال: تركيا ظلت وفية لسوريا، لكن رئيس الوزراء الذي أعيد انتخابه رجب طيب أردوغان وجه مؤخرا انتقادات غير مسبوقة لسوريا، لافتا إلى "فظائع" الجيش السوري. فهل بدأت أنقرة تدير ظهرها لدمشق؟
نايل الكان: المشكلة بطبيعة الحال أن تركيا كان لديها على الصعيد الداخلي انتخابات برلمانية، وتم الانتهاء منها الآن، مما يعني في اعتقادي أن أنقرة ستعود للعب دور أنشط على صعيد السياسة الخارجية. في حقيقة الأمر كانت تركيا منذ مارس الماضي تراقب الوضع واقترحت على سوريا القيام بإصلاحات. الرئيس التركي (عبد الله) غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان طرحا هذه المقترحات على الرئيس الأسد مرارا، و كان المرء في الحقيقة يقول إن هذه مشكلة سورية داخلية ليس من حق تركيا التدخل فيها. لكن في هذه الأثناء أصبحت تركيا نفسها أيضا متضررة، فهناك المزيد من اللاجئين ومعارضي النظام السوري الذين يفرون إلى تركيا ووصل عددهم في هذه الأثناء نحو ثمانية آلاف شخص، مما يعني أن تركيا أضحت متورطة في المشكلة ولم يعد بمقدورها أن تستمر في هذا التحفظ، بعد أن وصلت المشكلة إلى أراضيها.
ولكن ما هو الدور الذي ينبغي أن تلعبه تركيا في هذا النزاع وماذا بإمكانها أن تفعل؟
تركيا حاولت أن تبني علاقات حسن جوار مع كل الدول المجاورة. تحاول أن تلعب دور الوسيط بين كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبين وسوريا. ولكن اعتقد أن هذا لم يعد أمرا سهلا، لأن الحكومة السورية تتعنت وفي حقيقة الأمر لا تقبل بتركيا كوسيط.
آلاف السوريين يفرون إلى تركيا وليس متوقعا أن تتوقف موجة النزوح في القريب العاجل، فما تأثير مشكلة اللاجئين وهل ينبغي أن يظل الأمر هكذا كما هو عليه؟ فالحدود مازالت حتى الآن مفتوحة.
نعم الحدود مازالت حتى الآن مفتوحة. وقد أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الحدود ستبقى مفتوحة. وقد أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لمساعدة تركيا في حالة كان بحاجة للمساعدة، بما ذلك المساعدة المالية. طبيعي أن الأمر لا ينبغي أن يستمر على ما هو عليه ولكن هذا هو الوضع للأسف، حيث لدى الحكومة السورية مشكلة كبيرة في الوقت الحالي. واقصد هنا أن الرئيس السوري بشار الأسد وأتباعه ينتمون إلى الأقلية العلوية، بينما ينتمي جزء كبير من السوريين للمذهب السني، وهذا يعني أن هناك مشكلة عقائدية كبيرة. وطبيعي أيضا أن تكون حكومة اردوغان مع المعارضين لأننا أيضا في تركيا لدينا حكومة سنية ويسود المذهب السني، وهذه هي تركيا بطبيعة الحال...وربما يكون هذا هو السبب لعدم توافق الحكومة السورية مع أردوغان وكذا لعدم قبولها به كوسيط.
كيف تفسر رد الفعل الدولي المتحفظ إزاء الوضع في سوريا، على العكس مما هو الحال بالنسبة لليبيا؟
أعتقد أن الأسرة الدولية مازالت تتمنع إلى حد ما، لكن الآن يجري الحديث في أروقة الأمم المتحدة حول مشروع قرار دولي، اقترحته كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال. لكننا نعرف أن الصين وروسيا لن توافقا على القرار. وهذا على الأرجح هو سبب التأني، لأن الفيتو في مجلس الأمن سيحول دون تمرير مشروع القرار. تم توجيه انتقادات لانتهاكات حقوق الإنسان ولتعامل النظام السوري مع المعارضين وكذلك للعنف ضد المدنيين. وأعتقد انه ينبغي على الصين وروسيا أيضا أن تبدأ في إعادة النظر بعد مقتل حوالي 1300 شخص منذ مارس الماضي واعتقال عشرة آلاف. أعتقد أن الجانب الإنساني ينبغي الآن أن يحظى بالأولوية على الجانب السياسي.
وما هو موقف تركيا، هل ستدعم قرارا دوليا ضد سوريا؟
أعتقد أنها ستدعم قرار كهذا، لأن المشكلة الآن وصلت إلى الأراضي التركية من خلال خمسة آلاف إلى عشرة آلاف لاجئ، ولأن تركيا أيضا تعطي الأهمية للأمور المتعلقة بالجانب الإنساني.
في تقديرك، إلى أي حد يستطيع الرئيس بشار الأسد أن يقاوم هذه الضغوط الدولية؟
لا أظن أنه سيقاوم هذه الضغوط لوقت طويل، فقبل أن يفر الناس إلى تركيا كانت المشكلة شأنا سوريا داخليا، لكن في هذه الأثناء أضحت مشكلة دولية. اعتقد انه سيتحتم على الأسد أن يعترف بوجود ضرورة للقيام بإصلاحات معينة. لكن هنا يجب أن نكون حذرين، فالمسألة لا تعني أن يتنحى الأسد، بل أيضا أن يعود الجيش إلى ثكناته، وربما أيضا أن تسود القواعد الديمقراطية. ينبغي أن يحدث تحول ممنهج وتحول سياسي في سوريا.
ما هي القوى السياسية المستقبلية في سوريا؟
من الملفت للنظر أنه لا توجد وجوه معروفة في سوريا تتحدث باسم الثوار. صحيح أن هناك معارضة سياسية في سوريا، لكن لا يوجد أشخاص يمكن القول إنهم يقودون البلاد، لكني أعتقد أنه لو تم الإفراج عن المثقفين والكتاب والصحفيين فسوف تهب بعض من رياح الديمقراطية على سوريا. فالثورات في شمال إفريقيا والشرط الأوسط كان لها تأثير الدومينو، الذي لن يستثني سوريا.
(د ل ر، ع ج م)
مراجعة: أحمد حسو