تعديل وزاري مرتقب في كييف واستهداف روسي للفيف
٤ سبتمبر ٢٠٢٤قدم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا استقالته اليوم الأربعاء (الرابع من أيلول/ سبتمبر 2024)، ليرتفع بذلك عدد الوزراء الذين استقالوا إلى ستة خلال يومين وسط تكهنات باستعدادات لإجراء تعديل وزاري واسع.
وحذا كوليبا حذو كل من وزير الصناعات الاستراتيجية أوليكسندر كاميشين الذي يشرف على إنتاج الأسلحة المحلية ونائبة رئيس الوزراء للتكامل الأوروبي أولها ستفانيشينا ووزراء العدل وحماية البيئة وإعادة دمج الأراضي المحتلة في تقديم استقالتهم للبرلمان، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وقال رئيس البرلمان رسلان ستيفانتشوك في منشور على موقع فيسبوك إن البرلمان سوف يصوت للموافقة على الاستقالات في أقرب جلسة. ويستعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي لإجراء تعديل وزاري حكومي فيما تقترب أوكرانيا من ثالث شتاء تحت الغزو الروسي وتواجه وابلا متناميا من الهجمات الصاروخية الروسية في الأسابيع الأخيرة. ويجرى التعديل الوزاري فيما تواجه أوكرانيا تحديات متزايدة في الحفاظ على إمدادات الطاقة وسط الهجمات الروسية في الوقت الذي يقترب فيه موسم التدفئة الشتوي.
قصف روسي
وقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وأصيب أكثر من 30 بجروح في ضربات روسية استهدفت خلال ليل الثلاثاء/ الأربعاء مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، وفق حصيلة جديدة أوردها وزير الداخلية إيغور كليمنكو. ويأتي ذلك غداة من هجوم صاروخي روسي استهدف مدينة بولتافا وسط أوكرانيا، أدى الى مقتل 51 شخصا وإصابة 271 آخرين بجروح، بحسب حصيلة رسمية أعلنت الثلاثاء، وأكد مسؤولون أنها قابلة للارتفاع في ظل مخاوف بأن يكون بعض الضحايا تحت الأنقاض. وأوضح كليمنكو عبر تلغرام أن "الحصيلة الإجمالية هي مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال" في لفيف.
من جهته، دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ضربات إرهابية روسية"، مجددا دعوة حلفائه الغربيين الى زيادة دعمهم العسكري لأوكرانيا في مجال أنظمة الدفاع الجوي. ودوت صفارات الانذار اعتبارا من فجر الأربعاء في لفيف، قبل سقوط الصواريخ الروسية على المدينة الواقعة على نحو ألف كيلومتر من خطوط الجبهة.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت خلال الليل 13 صاروخا و29 مسيّرة مفخخة، مشيرة الى أنها تمكنت من اعتراض سبعة صواريخ و22 طائرة.
وبقيت لفيف الى حد كبير في منأى عن الحرب التي اندلعت مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. لكن البنى التحتية للطاقة في لفيف ومحيطها تعرضت لأضرار جراء ضربات عدة منذ بدء الحرب. كما استهدفت المدينة بضربات دامية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ. وكانت السلطات المحلية أعلنت في 26 آب/ أغسطس أن روسيا هاجمت منشآت للطاقة في لفيف، ما تسبّب بانقطاع جزئي للتيار الكهربائي في المدينة ومنطقتها.
تحذيرات وخطوط حمراء
وفي المقابل، حذرت وزارة الخارجية الروسية الغرب وأوكرانيا اليوم الأربعاء من أن موسكو سترد بشكل فوري ومؤلم للغاية في حال شنت أوكرانيا هجمات بأسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن الرد سيكون "مؤلما للغاية".
من جانبه قال الدكتور أندريس كاسيكامب، أستاذ التاريخ في كلية مونك للشؤون العالمية والسياسة العامة بجامعة تورنتو والمدير السابق لمعهد السياسة الخارجية الإستوني، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إن أوكرانيا تعرضت للإعاقة بسبب الخطوط الروسية الحمراء الخيالية التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. أولا بتقديم أنظمة الصواريخ عالية الحركة (هيمارس)، ثم الدبابات ومقاتلات (اف16-)، والآن أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى (اتاكمز). وبعد الكثير من التهديد الهستيري، وعندما تراجعت الولايات المتحدة عن موقفها على مضض، تجاهل الكرملين الأمر واعتبره الوضع الطبيعي الجديد.
ويرى كاسيكامب أن عقيدة روسيا المتمثلة في اللجوء إلى الأسلحة النووية حال التعرض لخطر وجودي، لم تحركها سيطرة القوات الأوكرانية على مساحة كبيرة من منطقة كورسك غربي روسيا. وقد كان أمرا صادما للمراقبين الغربيين ألا تهتم القيادة الروسية بمصير أرضها وشعبها. وقد لوح بوتين بالتهديد النووي بالفعل في بداية الحرب، لكنه تراجع منذ بدء التوغل الأوكراني في كورسك. ويبدو أن روسيا تهتم باحتلال الأراضي الأوكرانية أكثر من اهتمامها بحماية أراضيها.
ع.خ /خ.س (د ب أ، رويترز)