deutschlernen in Aleppo
١٩ أكتوبر ٢٠٠٨طاب نهارك "Guten Tag"، كيف حالك "Wie geht es dir" أو أشكرك "danke ich dir"، هذه وغيرها من العبارات الألمانية غير المألوفة على مسامع السوريين الزائرين لمعهد تعليم اللغات الألمانية بجامعة حلب السورية، يرددها شباب في مقتبل العمر أقبلوا على تعلم لغة غوته وشيلر ليس فقط أملا بفرصة دراسة وتأهيل في الجامعات والمعاهد الألمانية أو الهجرة إلى ألمانيا بهدف العمل والإقامة، بل سعيا للحصول على فرصة عمل في شركة ألمانية في العالم العربي.
فقد أصبح حاليا بالإمكان الاستفادة من اللغة الألمانية بشكل متزايد في الدول العربية على ضوء النمو المتواصل في علاقاتها التجارية والثقافية والعلمية مع ألمانيا. وفي هذا السياق تقول كلاوديا فرنكه-ديك مديرة المركز الاستشاري الألماني بحلب، في حديث لموقعنا، إن الطلاب يقبلون على دراسة اللغة الألمانية لأسباب مختلفة، من بينها التواصل مع شركات ألمانية أو فروعها في سوريا أو الدول العربية الأخرى، كما إن إقبال الألمان على السياحة في البلدان العربية يشجع على تعلم لغتهم، لاسيما إذا كان المتعلم يهدف للعمل في القطاع السياحي، كما تقول المسوؤلة الألمانية.
السمعة العلمية للجامعات الألمانية وانخفاض الرسوم
وعلى الرغم من الأهمية المتزايدة للعامل الاقتصادي كدافع لإقبال على تعلم اللغة الألمانية، فإن تطلع الشباب السوري والعربي عموما إلى الدراسة والتحصيل العلمي في ألمانيا، ومن ثم الحصول على فرصة عمل هناك ما زالت تشكل الدافع الأساسي لهذا الإقبال، رغم قلة المنح التي تقدمها المؤسسات الألمانية للطلاب الأجانب مقارنة بالمنح الفرنسية، كما يرى الطالب أحمد عمر.
لكن انخفاض الرسوم الجامعية مقارنة بالجامعات الفرنسية والبريطانية وأيضا الأمريكية، يشجع على التوجه إلى ألمانيا، ناهيك المستوى العلمي العالي والسمعة الجيدة التي تتمتع بها الجامعات الألمانية، كما يقول الطالب هلال الفصيح. لكن لفهيم مسلم دافع أخر لتعلم اللغة الألمانية، فهو يرى فيها وسيلة للاطلاع على الثقافة الألمانية. ومما يعجب مسلم في هذه اللغة كتابتها بشكل يتطابق مع لفظها، وهذه ميزة ليست متوفرة في بعض اللغات الأخرى كالفرنسية.
نشاطات ثقافية لإشباع فضول الشباب
وعلى ضوء النمو المتواصل في العلاقات السورية ـ الألمانية في المجالين الاقتصادي والثقافي، يتوقع المتابعون لهذه العلاقات زيادة ملحوظة في الإقبال على تعلم الألمانية من قبل الشباب السوري. في هذا السياق تقول يوحنا كيلر منسقة البرامج في معهد غوته بدمشق، إن هناك نشاط مكثف للمؤسسات الثقافية الألمانية في سوريا، وهو الأمر الذي يزيد من فضول الشباب لمعرفة المزيد عن ألمانيا عبر محاولة تعلم لغتها. تضيف كيلر: "نحاول من خلال المعارض والمهرجانات والفعاليات التواصل مع الشباب السوري بهدف إعطاء صورة حديثة وحقيقية عن ألمانيا ولفت اهتمامهم إليها، وفي نفس الوقت نحاول أيضا من خلال ذلك رصد اهتمامات الشباب السوري بغية الاستجابة لها في عروضنا اللاحقة".