تعليق: الرئيس الايراني الجديد
وبعد هذه الخطوات ذات الدلالة قدم محمود احمدي نجاد نفسه للصحافيين في مؤتمر عقده ظهر امس الاحد. وبظهوره هذا حاول الرئيس الجديد للبلاد تقليص حجم الاضرار الناجمة عن انتخابه كرئيس متشدد. احمدي نجاد بذل جهدا اضافيا من اجل كسب ثقة المجتمع الدولي. وبات ذلك واضحا عندما اجاب على ثاني سؤال في مستهل مؤتمره الصحافي طرحه احد الصحافيين الأمريكيين قائلا: "ان حكومته المقبلة ستكون حكومة السلام والاعتدال وإنه يرفض اي نوع من التطرف"، في اشارة الى سمعته في هذا السياق. وخير مثال على قوى التطرف في ايران هو ما يتمثل بمليشيات بسيجي، وهي قوات متنقلة معنية بالشان الاخلاقي في المجتمع وتصرفات النساء والرجال ومرتبطة بمؤسسة الزعيم الروحي خامنئي بشكل مباشر. وهناك معلومات تشير الى استخدام هذه القوات اساليب ملتوية واللجوء الى الاحتيال ساهمت في فوز احمدي نجاد في الانتخابات الاخيرة، حسب ادعاء خصومه السياسيين على الاقل. لكن الرئيس الجديد في ايران اعلن موقفا مبهما بخصوص حرية التعبير عن الراي وحقوق الانسان مشيرا فقط الى ان الحرية جزء من الثورة الاسلامية. وبهذه الاجابة تهرب احمدي نجاد من تحديد مفاهيمه بشكل ملموس في هذا المجال. ونفس الشئ يقال ايضا عندما تحدث الرئيس الايراني الجديد عن ملف علاقات بلاده مع الولايات المتحدة والتي انقطعت منذ احتلال السفارة الامريكية في طهران في بداية الثورة الاسلامية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي. كما ترمي العقوبات الاقتصادية الامريكية على ايران بضلالها الثقيلة على الاقتصاد الوطني ناهيك عن التهديدات الامريكية بين الحين والاخر الرامية الى غزو البلاد والتي تعكر الاجواء عموما. لكن احمدي نجاد تطرق الى هذا الملف بقليل من الاهمية مشيرا الى ان ايران وفي طريقها صوب التطور لاتحتاج الى علاقات مع الولايات المتحدة. لكنه وضع النقاط الاساسية لسياسته الخارجية المقبلة والمتمثلة بالتعايش السلمي والعدالة والسلام والتكافؤ في العلاقات الثنائية مع دول العالم. وهو يبقى بذلك ضمن اطار السياسية الخارجية الايرانية المتبعة لحد الان. وبعبارة اخرة ايران لا تغلق الابواب امام العلاقات مع الولايات المتحدة لكنها تتوقع الخطوة الاولى من واشنطن بهذا الصدد. اما بخصوص الملف النووي الايراني والذي اثار ومازال يثير نقاشا ساخنا في واشنطن والعواصم الاوربية الاخرى فلم ينحرف احمدي نجاد عن موقف ابران المعلن قيد أنملة. فالامر بالنسبة له يتعلق بالاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية. وهو حق لايران لا تتنازل عنه حسب تعبير الرئيس الجديد. مشيرا الى مواصلة ايران لبرنامجها النووي. وهذا يعني ان ايران ستقوم بمواصلة الجهود من اجل الحصول على اليورانيوم المخصب والمعلقة حاليا بسبب استمرار الحوار الايراني الاوربي بهذا الصدد. لكن الرئيس الايراني الجديد اكد ضرورة استمرار الحوار مع الترويكا الاوربية. يذكر ان اوربا تسعى في مفاوضاتها مع ايران الى اقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل تعاون اقتصادي واسع النطاق يشمل ايضا نقل التكنولوجيا الغربية الى ايران. لكن المفاوضات وصلت الى طريق مسدود ومن المحتمل ان تنطلق تلك المفاوضات في ايلول/سبتمبر المقبل عندما تتولى الحكومة الايرانية الجديدة مهام عملها.
تعليق: حسن حسين/ إذاعة دويتشه فيله