تعليقات الصحف الألمانية 8 مارس/ آذار 2009
٨ مارس ٢٠٠٩حول إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني عمر البشير الأربعاء الماضي كتبت صحيفة فرانكفورتر روندشاو Frankfurter Rundschau:
"سيسجل اسم عمر البشير في كتب التاريخ بسياق مخز، إذ إنه أول رئيس دولة في العالم يصدر ضده أمر اعتقال دولي خلال توليه السلطة. إن هذا يمثل خطوة كبيرة يحققها القانون الدولي. بيد أن المنتقدين يعلنون أن ذلك مجرد استعراض سيؤدي إلى انعدام إمكانية تحقيق السلام في دارفور، وإلى تفجير الوضع في السودان، وكأنهم يعتقدون أن شخصا كالبشير لا يتوانى عن ارتكاب الفظاعات، هو الذي سيضمن وحدة أراضي أكبر دولة في القارة الإفريقية، والمهددة بالتفتت عام ألفين وأحد عشر على أبعد تقدير عبر الاستفتاء على استقلال جنوبها".
وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة برلينر تسايتونغ Berliner Zeitung:
"لا يبدو حاليا أن البشير ينبغي عليه المثول فعلا أمام محكمة لاهاي. فقد أعلن هذا المطلوب للعدالة منتحبا أنه سيتوجه للمشاركة في كل قمة يدعى إليها. ولن تواجه البشير أي مشكلة في العالم العربي، إذ لا تعترف معظم الدول هناك بالمحكمة الجنائية الدولية. وكما أعلنت عدة دول إفريقية أنها ستتجاهل أمر الاعتقال، الأمر الذي لن يجر عليها أية عواقب. وإذا ما مثل البشير يوما ما أمام المحكمة، فقد يظل من غير المؤكد أنه سيلقى عقوبة عادلة، ففي أول قضية للمحكمة الجنائية الدولية ضد مجرم الحرب الكونغولي توماس لوبانغا، كاد خطأ شكلي أن يتسبب في الحكم ببراءته، وذلك على الرغم من أن احدا لم يشك بشكل جدي في فظاعة الأعمال التي قام بها لوبانغا".
وحول مؤتمر إعادة أعمار قطاع غزة الذي عقد في منتجع شرم الشيخ المصري، كتبت صحيفة زود دويتشة تسايتونغ Süddeutsche Zeitung في تعليق بعنوان: "المليارات لتهدئة الضمير":
"الوعد بهذه المبالغ كمساعدة للفلسطينيين في إعادة إعمار منازلهم التي هدمتها القنابل يوحي بأنه إشارة نبيلة. ومع ذلك يخطئ من يعتقد أن مشكلة قطاع غزة يمكن حلها بشكل مبدئي بواسطة هذه الأموال، فالحرب القادمة ليست بعيدة مع تواجد حركة حماس من ناحية، وبنيامين نتنياهو من ناحية أخرى. وهذا يحمل على الظن بأن المساعدات التي تصل إلى المليارات تبدو كهدر للأموال".
إعداد: نهلة طاهر
المحرر: محمد الحشاش