تعهدات أوروبية بتقديم الدعم التقني واللوجستي لضمان أمن إسرائيل
١٩ يناير ٢٠٠٩بدأ الجيش الإسرائيلي خلال ليلة أمس وصباح اليوم الاثنين (19 يناير/كانون الثاني) الانسحاب التدريجي من قطاع غزة. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرنوت" عن مصدر عسكري رفيع المستوى دون ذكر اسمه أنه سيتم سحب القوات المتبقيّة في قطاع غزة إلى أجل لا يتعدّى يوم غد الثلاثاء، يوم تسلّم باراك أوباما الرئاسة في الولايات المتّحدة. وحسب تقارير إعلامية فقد تم التقيّد بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة.
وبعد ساعات من إعلان إسرائيل وقف أحادي لإطلاق النار، أعلنت حركة حماس من دمشق وقف إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وأمهلت الجيش الإسرائيلي أسبوعا واحدا لسحب قواته من القطاع. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس فجر اليوم إن "هدوء تاما يسود (قطاع غزّة) ولم يسجّل أي نشاط طوال الليل". كما تحدثت مصادر أمنية فلسطينية عن هدوء تام في قطاع غزة.
تأكيدات إسرائيلية بالإنسحاب من قطاع غزة بعد توفّر ضمانات أمنية
وعقب اجتماع في منتجع شرم الشيخ المصرية يوم أمس الأحد (18 يناير/ كانون الثاني 2009) شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفلسطيني محمود عباس وممثلون عن الأردن وتركيا بالإضافة إلى ستة رؤوساء حكومات ودول أوروبية إلى جانب الرئيس المصري حسني مبارك وذلك بهدف دعم الجهود المصرية لتحويل الهدنة إلى اتفاق سلام راسخ بين طرفي النزاع، استضافت مدينة القدس في نفس اليوم قمة ضمّت إلى جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورؤساء وزراء بريطانيا جوردون براون واسبانيا خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو وايطاليا سيلفيو برلسكوني بالإضافة إلى رئيس وزراء التشيك ميريك توبولانيك الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي.
وعقب القمة الإسرائيلية الأوروبية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود ولمرت إن إسرائيل تريد الانسحاب من قطاع غزة "بأسرع وقت ممكن ما أن يتم ضمان الأمن في جنوب البلاد". وأضاف "لم نأت لاحتلال غزة أو السيطرة عليها ولا نريد البقاء فيها". على صعيد آخر، تعهّد القادة الأوروبيون لرئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بدعم إسرائيل وذلك من خلال الحرص والسّهر على عدم حصول حركة حماس على أسلحة. وأعربت المستشارة الألمانية في هذا السّياق عن قناعة الإتحاد الأوروبي بضرورة حظر تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وأشارت إلى الاستعداد الأوروبي لتقديم الدعم التقني والمساعدة على الحيلولة دون تهريب الأسلحة إلى قطاع غزّة.
تعهّد أوروبي بتقديم الدعم التقني لحظر تهريب الأسلحة إلى قطاع غزّة
وشدّدت المستشارة الألمانية على حقّ إسرائيل في العيش بسّلام وليس في ظلّ التهديد، على حدّ قولها. من جهته، تعهّد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورؤساء الدول والحكومات الأوروبية لإسرائيل بتقديم الدعم التقني واللوجستي للمصريين بهدف منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزّة عبر الحدود المصرية. وفي سياق متّصل، نوّه رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بالجهود الأوروبية ودور الإتحاد الأوروبي للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزّة، بحيث قال "إن الجبهة الموحدّة التي ظهرت بها دول الاتحاد الأوروبي وموقفها الواضح والصريح فيما يتعلّق بأمن إسرائيل يضفي الحرارة على قلوبنا في هذه الساعة العسيرة." وفي تطوّر آخر، نقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم أن القادة الأوروبيين لم ينتقدوا إسرائيل بسبب عدد الضحايا المدنيين المرتفع.
من جهتها، أكّدت كل من ميركل وساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية غوردن براون على ضرورة بدء مفاوضات تهدف للتوصّل إلى اتفاق سلام وذلك عقب وقف إطلاق النار في قطاع غزّة. وقال براون "نعتقد أنه بعد ثلاثة أسابيع من التراجيديا يتعين التفاوض بهدف التوصّل إلى اتفاقية دائمة."
على صعيد آخر، أعلن إسماعيل هنيّة رئيس حكومة حماس المُقالة في خطاب تلفزي وإذاعي مسجّل أن العمليات الإسرائيلية العسكرية في قطاع غزّة "قد مُنيت بالفشل" على حدّ قوله. وأضاف أن إسرائيل "لم تحقّق أهدافها" ووصف إسماعيل هنيّة الحرب بأنها "نصر شعبي للفلسطينيين" بحسب قوله.
هذا، ومن المتوقع أن تعلن القمّة الإقتصادية العربية التي تستضيفها الكويت اليوم (19 يناير/كانون الثاني) عن تخصيص ملياري دولار لمساعدة غزّة. ويُشار في هذا السّياق إلى أن أمير الدّوحة قد أعلن عن إنشاء صندوق لإعمار غزّة، تبرّع له بمبلغ 250 مليون دولار. بيد أن مراقبين يشيرون إلى صعوبة إعادة إعمار غزّة نظرا للمشاكل المتعلّقة بالصراع الفلسطيني الداخلي والإنقسام في الآراء حول الجهة التي ستتولّى عملية الإعمار.