تفاؤل بانتعاش الاقتصاد الألماني ومؤشر داكس يحلق عالياً
سجل مؤشر معهد البحوث الاقتصادية في ميونيخ (ايفو) أعلى درجة له منذ أشهر في شهر يوليو/تموز الجاري خلال هذا العام. وهذا ما دفع المراقبين إلى التفاؤل بقدرة الاقتصاد الألماني على استعادة عافيته في فترة قريبة. وعبر مدير المعهد هانز فرنرزين عن تفاؤله بذلك قائلاً : " بعد حصول ارتفاع في المؤشرات الاقتصادية للمرة الثالثة على التوالي فان ذلك ينبئ بان الاقتصاد الألماني على عتبة مرحلة جديدة من الانتعاش." في سياق ذلك اعتبر وزير المالية الألماني هانز آيشل هذه المؤشرات دليلا على سلامة سياسته المالية. وقال في هذا السياق" "على عكس النقاش الدائر بان لا شيء يسير نحو الإمام في ألمانيا، تأتي هذه المؤشرات لتؤكد أن سياستنا سليمة".
تفاؤل مشوب بالحذر
رغم التوقعات المتسمة بالتفاؤل حول انتعاش الاقتصاد الألماني إلا أن عدداً من المحللين ينظرون إلى ذلك بحذر ويرون أنه لا يوجد ضمانات لذلك. وفي هذا الصدد يقول ريئس اتحاد تجار الجملة والتجارة الخارجية الألماني انتون بورنر: " بالنسبة لي لا يعدو هذا سوى مجرد تفاؤل بان الجمود سوف ينتهي". ويشاركه في الرأي اوفا انجننت من القطاع البنكي، فهو لا يعتقد أن التوقعات يمكن أن تكون مؤشرا على تغيير ديناميكي في الاقتصاد الألماني. أما الخبير الاقتصادي ين اجبرت شتورم من معهد ايفو فانه برغم اعتقاده بان تلك التوقعات تشير عموما إلى حالة من التطور العام إلا انه يربط ذلك بعوامل اقتصادية أخرى كتدفق الاستثمارات الخارجية إلى السوق الألمانية.
انتعاش سوق الأسهم الألمانية
من ناحية أخرى كان لنشر نتائج تلك المؤشرات الاقتصادية الايجابية انعكاسا على مؤشر الأسهم الألمانية (داكس)، إذ ساهمت أجواء التفاؤل في تحسن مؤشره. وهذا ما أدى إلى تسجيله بعض الأرباح في الأيام الماضية. غير أن انتظار نشر التقرير الربع سنوي لقطاع صناعة السيارات الذي يمثل ثقلا كبيرا في سوق البورصة الألمانية جعل التعامل يسير بحذر.
وعموما تشهد سوق الأسهم الألمانية، التي يمثل عنصر الثقل فيها 30 شركة ضخمة انتعاشا ملحوظا في الوقت الحالي بشكل لم يسبق له مثيل منذ ما يزيد على ثلاث سنوات. فقد تجاوز مؤشر داكس حدود 4.800 نقطة. ويتوقع الخبراء أن يصل إلى حدود 5.000 نقطة. هذا الانتعاش الذي يتمثل في ارتفاع مؤشر قيمة الأسهم المالية منذ عدة اشهر، ويعود السبب الأساسي في ذلك إلى عودة الاستثمارات الأجنبية عموما والأمريكية تحديدا إلى السوق الألمانية بقوة. وحول اهتمام المستثمرين الأمريكيين بهذه السوق يرى بيتر كولمان مدير الفرع الألماني لبنك الاستثمار الأمريكي (ميرل لونش) ان السبب يعود الى " أن المستثمرين يعتبرون أسعار الأسهم الألمانية رخيصة مقارنة بالأمريكية، كما أن ألماانيا تعيش في الوقت الحالي حالة إصلاح وإعادة هيكلة". وتشكل نسبة الاستثمارات الأجنبية جزءا مهما في السوق المالية الألمانية، أما أسعار الأسهم الألمانية فهي، "عموما مناسبة" على حد تعبير فيدل هيلمر، مدير قسم التداول بالأوراق المالية في بنك هاوك اند اوفهوزر في بورصة فرانكفورت.