تفاؤل في قطاع صناعة السولار الألماني رغم الأزمة
٢٢ يونيو ٢٠١٣حتى الخبراء لم يكونوا يتوقعون هذا التطور الإيجابي في قطاع الطاقة الشمسية في بلد يفتقر للأجواء المشمسة معظم فصول السنة، فقد وصلت نسبة توليد الطاقة الشمسية أكثر من 5 في المائة من إجمالي حاجة البلاد من الطاقة. كما أن توليد الطاقة من صفيحة على السطح لا يكلف المستهلك سوى نصف المبلغ الذي قد يدفعه للحصول على التيار الكهربائي من المصادر العادية. وقد انخفض السعر خلال الثلاثة الأعوام المنصرمة إلى أكثر من النصف.
وعلى المستوى العالمي فإن انخفاض أسعار الحصول على الطاقة الشمسية، التي كانت في بداية الأمر باهظة الثمن، انعكس كثير على قطاعات أخرى مثل المصانع والمحلات التجارية وغيرها، ولاسيما في البلدان ذات الأجواء المشمسة حيث تكلف الطاقة الشمسية أقل مقارنة بالحصول على غيرها من المحطات التي تعمل بالنفط أو الديزل. ويعزي الباحث الأوروبي في مجال الطاقة الشمسية، أيكه فيبر، زيادة الإقبال على الطاقة الشمسية إلى انخفاض أسعارها، متوقعا انخفاضا سنويا للأسعار يصل إلى عشرة أضعاف خلال العشر السنوات القادمة.
خسائر كبيرة
لكن، رغم هذا النجاح والتوقعات المشجعة، يعاني قطاع تصنيع محطات وخلايا توليد الطاقة الشمسية من أزمة في الوقت الحالي. فقد شهدت السنوات الماضية بناء الكثير من المصانع مما خلق منافسة شرسة في هذا القطاع، الأمر الذي تسبب في إغلاق كثير من الشركات، التي لا تتلقى دعما حكوميا، وتسريح عمالها. وبسبب هذه الأزمة تأثرت الكثيرمن الشركات الألمانية المصنعة لخلايا توليد الطاقة الشمسية ولوازمها، التي كانت في السنوات الماضية رائدة في مجالها على مستوى العالم وكسبت مليارات، قبل أن تتراجع مبيعاتها وطلبياتها. وحسب الاتحاد الألماني لاقتصاد الطاقة الشمسية فقدت هذه الشركات خلال العامين الماضيين فقط نحو 20 ألف من عمالها، وهو ما يشكل نصف العاملين في هذا القطاع الذي يعمل فيه حاليا 120 ألف بوظيفة كاملة. المستفيد في هذا الجانب هم المختصون بتركيب تقنية الطاقة الشمسية البالغ عددهم في ألمانيا نحو 34 ألف مهندس، وذلك نظرا لارتفاع الطلب على خلايا ومحطات توليد الطاقة الشمسية التي تصنع في الصين نظرا لرخص ثمنها، وبالتالي تزيد الحاجة لهم لتركيبها وصيانتها، لكن هؤلاء يتخوفون حاليا من انعكاسات سلبية على عملهم نتيجة العقوبات الأوروبية على قطاع صناعة السولار الصينية.
الرهان على الخبرة الألمانية
مع ذلك يظل الخبراء متفائلين كثيرا باستفادة قطاع تصنيع السولار الألماني من الازدهار العالمي لقطاع استهلاك الطاقة الشمسية، مراهنين بذلك على الخبرات والمعارف التراكمية الرائدة التي تمتلكها ألمانيا في هذا المجال. كما يسود تفاؤل كبير لدى هذا القطاع في ألمانيا بعد فرض رسوم جمركية على الصين، إضافة إلى ذلك تساهم تكاليف النقل الباهظة من الصين إلى أوروبا في رفع القدرة التنافسية للشركات الألمانية والأوروبية، رغم انخفاض أجور العمالة في الصين، كما يقول الكسندر كيرش، رئيس مجلس إدارة مجموعة كونتر سولار. من جانبه يرى أيكه فيبر، مدير معهد فراونهاوفر لأنظمة السولار في مدينة فرايبورغ الألمانية، أنه يتوجب على الشركات الألمانية والأوروبية العمل على تصنيع تقنيات أكثر تطورا وذات تشغيل آلي، مما سيساهم في ارتفاع الطلب العالمي عليها وبالتالي نقص تكاليف الإنتاج، ملفتا إلى دعم الاتحاد الأوروبي لبعض الشركات الكبيرة العاملة في هذا المجال.